الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خوفا من صفقة منفردة.. أوروبا تحبس أنفاسها مع زيارة ميلوني للبيت الأبيض

  • مشاركة :
post-title
جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تتجه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى واشنطن، اليوم الخميس؛ للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في زيارة تثير قلق كبار المسؤولين الأوروبيين، خاصة مع وصول المفاوضات التجارية إلى مرحلة حرجة وتباين المواقف حول الحرب الروسية الأوكرانية.

طموحات روما

وأشارت مجلة "بوليتيكو" إلى أن "ميلوني" تحتل موقعًا إستراتيجيًا فريدًا بين قادة أوروبا، فرغم جذورها اليمينية المتطرفة، نجحت في التموضع وسطيًا في تعاملاتها مع الاتحاد الأوروبي، ما يؤهلها للتواصل بفعالية مع ترامب.

ووصف جيريمي شابيرو، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، الوضع قائلًا: "هناك قلق كبير في بروكسل والعواصم الأوروبية حول مساعي ميلوني، لكنهم يائسون بما يكفي لدرجة أنهم لا يحاولون إيقافها".

العلاقة الشخصية المميزة بين ميلوني وترامب تمنحها ميزة دبلوماسية، خاصة أن الرئيس الأمريكي سبق أن دعاها لحضور حفل تنصيبه ووصفها بأنها "شخصية رائعة".

وأوضحت راشيل ريزو، كبيرة زملاء مركز أوروبا في المجلس الأطلسي: "يُنظَر إليها كمؤيدة للعلاقات عبر الأطلسي وتشترك في رؤية عالمية مع ترامب وفريقه، خاصة على الصعيد الداخلي.. إنها تستطيع التحدث بلغة ترامبية لا يستطيع الكثير من القادة الأوروبيين استخدامها".

مصالح متضاربة

يخشى قادة الاتحاد الأوروبي من أن تؤدي المبادرات الدبلوماسية المنفردة إلى تعميق الانقسامات داخل التكتل المكون من 27 دولة، إذ أشار مسؤول أوروبي -تحدث لـ"بوليتيكو" شريطة عدم الكشف عن هويته- إلى مخاوف من أن تسعى إيطاليا للحصول على إعفاءات جمركية خاصة بها، ما قد يقوض النفوذ الجماعي للاتحاد في المحادثات التجارية.

لتخفيف هذه المخاوف، أجرت ميلوني محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للتنسيق حول الرسالة التي ستحملها إلى ترامب، وفق ما أكده مكتبها هذا الأسبوع.

الملف الأوكراني

رغم اتخاذ ميلوني موقفًا داعمًا لأوكرانيا أقوى مما كان متوقعًا، إلا أن تأثير الحرب على الاقتصاد الإيطالي وسياستها الداخلية يثير تساؤلات حول استمرارية هذا الدعم.

وعبّر "شابيرو" عن هذه المخاوف قائلًا: "هناك قلق من أنها قد تخبر ترامب سرًا بأن إيطاليا لن تعارض تخفيف العقوبات على روسيا، وإذا حدث ذلك فإن جبهة العقوبات الأوروبية ستتدهور بشكل أساسي".

لم يحقق القادة الأوروبيون نجاحًا يذكر في ثني ترامب عن التواصل المباشر مع روسيا، أو التأثير على رغبته في إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن.

وأوضحت المجلة أنه إذا حاولت ميلوني الضغط على ترامب بشأن الحرب، فمن المرجح أن تفعل ذلك بعد خروج الكاميرات من المكتب البيضاوي.

دبلوماسية الشخصنة

يضع ترامب العلاقات الشخصية في صميم إستراتيجيته الدبلوماسية، وينظر إلى زيارة ميلوني كتأكيد على صحة ادعائه بأن تعريفاته الجمركية أجبرت قادة دول أخرى على القدوم إليه.

وأوضح مسؤول في البيت الأبيض: "لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي جزء من حسابات الرئيس (ترامب) عند التحدث مع القادة الأوروبيين.. فهو يرى أن الاتحاد الأوروبي يستغل الولايات المتحدة، لكنه يحافظ على علاقات إيجابية ووثيقة مع قادة الدول الفردية".

وفقًا للبروتوكول المعتاد، ستشارك ميلوني في جلسة في المكتب البيضاوي بجانب ترامب أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين، تليها اجتماعات مغلقة وغداء رسمي.

وستحاول رئيسة الوزراء الإيطالية خلال هذه الاجتماعات إقناع ترامب بالصفقة التي اقترحها ماروش شيفتشوفيتش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، والتي تتضمن خفض التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الصفر على جانبي الأطلسي.

تتبنى ميلوني إستراتيجية مزدوجة في تعاملها مع إدارة ترامب، إذ ستعود مباشرة إلى روما بعد لقائها بترامب لاستضافة نائبه جيه دي فانس، أشدَّ منتقدي الاتحاد الأوروبي في الإدارة الأمريكية، في زيارة رسمية غدًا الجمعة.

التجارب السابقة تشير إلى أن اللقاءات الودية في البيت الأبيض مع القادة الأوروبيين لم تمنع ترامب من اتخاذ إجراءات عدائية تجاه الاتحاد الأوروبي، سواءً بفرض تعريفات جمركية بنسبة 20% على الواردات الأوروبية أو تجاهل الحلفاء واستئناف المحادثات المباشرة مع روسيا دون شروط مسبقة.