الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم علاقتها الجيدة بترامب.. ميلوني تمتثل لأوروبا وتعيد تسليح الجيش الإيطالي

  • مشاركة :
post-title
رئيسة وزراء إيطاليا - جورجيا ميلوني

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تسعى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، للموازنة بين علاقتها الجيدة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبين قادة أوروبا، في تردد بين واشنطن وبروكسل، وتحاول ميلوني الحفاظ على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة في حين تلعب دورًا بناءً في الاتحاد الأوروبي ورغبتها في إعادة تسليح الجيش الإيطالي، بالتوافق مع خطة رئيسة المفوضية الأوروبية، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.

كلف وزير الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو رئيس أركان الجيش الإيطالي بإعداد خطة لإعادة الجيش الوطني إلى سابق عهده، وتتضمن الخطة تدريب ما بين 30 ألفًا إلى 40 ألف جندي إضافي، وفي حالة الطوارئ، سيكون لدى إيطاليا إجمالي 135 ألف رجل تحت تصرفها.

خطة تحديث الجيش

وفي الوقت التي تبتعد فيه إيطاليا عن هدف حلف شمال الأطلسي البالغ 2%، تريد الحكومة زيادة عدد الجيش المحترف بما يصل إلى 40 ألف جندي كجزء من خطة الأمن الوطني، ولا يزال من غير الواضح طريقة تمويل خطة تحديث الجيش إذ تجاوز الدين الوطني بالفعل 134%، وبحسب تقارير إعلامية، فإن أحد الاحتمالات قد يكون استخدام أموال من برنامج الاتحاد الأوروبي لتطوير الأسلحة بقيمة 800 مليار يورو.

وكشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قبل أيام قليلة عن خطة "إعادة تسليح أوروبا" التي تم اعتمادها الأسبوع الماضي في قمة خاصة للاتحاد الأوروبي والتي تم تخصيص ميزانية لها قدرها 800 مليار يورو.

وافقت ميلوني أيضًا على هذه الخطة، لكنها انتقدتها في الوقت نفسه الاسم، قائلة: "إن الدفاع عن أوروبا يتجاوز إعادة التسليح إلى حد كبير، ولهذا السبب لا أتفق مع هذا المصطلح"، وبالإضافة إلى ذلك، فإن إيطاليا لن تستخدم أموال صندوق التماسك لأغراض الدفاع، على الرغم من أن الخطة تسمح بذلك.

المعارضة تهاجم خطة التسليح 

وتنتقد المعارضة، بقيادة الحزب الديمقراطي الاجتماعي، بشدة مشاريع التسليح الإيطالية والأوروبية، وحتى داخل الائتلاف الحاكم الذي تقوده ميلوني، بالإضافة إل الخلاف بشأن مسألة ما إذا كان ينبغي لإيطاليا إرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا، ويبدو أن رئيسة الوزراء ميلوني مستعدة للقيام بذلك، شريطة أن تحصل هذه القوات على تفويض من الأمم المتحدة.

لا توجد خلافات بين الائتلاف الحاكم والمعارضة فحسب، بل توجد أيضًا بين شركاء الائتلاف في حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، إذ قال نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني، خلال تجمع جماهيري في ميلانو نهاية الأسبوع: "العالم يتجه نحو السلام، زيلينسكي يريد السلام، وبوتين يريد السلام، وترامب يريد السلام، ماكرون وشخص آخر في أوروبا يتحدثان عن الحرب، وهناك حديث عن ديون مشتركة لشراء الدبابات، وهذا أمر جنوني".

وبدوره قال زعيم حركة النجوم الخمس جوزيبي كونتي إن المفوضية "تبالغ في التهديد الروسي" لتعزيز الإنفاق العسكري، وأن خطة إعادة التسلح التي قدمتها المفوضية الأوروبية مؤخرًا والتي تهدف إلى تحرير ما يصل إلى 800 مليار يورو، بمثابة إهدار كامل للمال.

 مشروع دفاع مشترك جاد

زعم كونتي أن برنامج إعادة تسليح الاتحاد الأوروبي يعني إهدار الأموال للسماح لجميع الدول الأعضاء بمواصلة زيادة الإنفاق العسكري بطريقة غير منسقة وغير منظمة، بدلاً من تعزيز مشروع دفاع مشترك جاد، والذي في رأيه يجب أن يصل إلى استقلال استراتيجي مع "خطوة كبيرة" في التكامل السياسي للاتحاد الأوروبي.

نظمت حركة النجوم الخمس التي يرأسها كونتي احتجاجًا خارج وداخل البرلمان الأوروبي في ستراسبورج أول أمس الثلاثاء، حيث رفعت أعلام السلام وطالبت بإنفاق الأموال المخصصة للإنفاق العسكري على الصحة العامة وأولويات أخرى.

وتعتقد كتلة اليسار في البرلمان الأوروبي، التي تنتمي إليها حركة النجوم الخمس، أن الخطة لن تفيد سوى مصنعي الأسلحة وتجارها، وتنتقد ما تسميه تهميش البرلمان الأوروبي في عملية الموافقة.