تسعى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لتجنب اللقاء الثاني لقمة "تحالف الراغبين" التي يقودها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر؛ وذلك لأنها "غير مقتنعة" بالخطة الأنجلو فرنسية بإرسال قوات حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا.
وبحسب تقارير محلية، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية لأعضاء دائرتها الداخلية إنها "غير مقتنعة" باقتراح إرسال قوات أوروبية لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا، في حال التوصل إلى اتفاق بين موسكو وكييف.
كان كبار أعضاء الائتلاف الحكومي في إيطاليا، بما في ذلك أنطونيو تاجاني وزير الخارجية، وجيدو كروسيتو وزير الدفاع، أكدوا منذ أيام أنهم لن يفكروا في إرسال جنود إيطاليين إلى أوكرانيا إلا إذا كان هناك تفويض أوسع من الأمم المتحدة لأي مهمة حفظ سلام محتملة.
وتشير الشكوك حول جدوى الخطط التي طرحتها لندن وباريس إلى أن ميلوني "ستتخلى" عن ائتلاف القمة الافتراضية، وفقًا لصحيفتي "لا ستامبا" و"لا ريبوبليكا"، وهما اثنتان من أبرز الصحف الإيطالية.
قوة أممية
حسب صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، سيؤدي قرار رئيسة الوزراء اليمينية إلى" تقسيم الجبهة التي يحاول كير ستارمر وإيمانويل ماكرون بناءها"؛ مضيفة أن "قرار انسحاب الإيطاليين جاء بعد سلسلة طويلة من المناقشات والاتصالات مع البعثات الأجنبية، بما في ذلك واشنطن".
بدورها، ذكرت صحيفة "لا ريبوبليكا" أن هناك أمرًا واحدًا مؤكدًا "ميلوني لن تشارك في لقاء فيديو "تحالف الراغبين" الذي ينظمه رئيس الوزراء البريطاني"، وأنها "ستنأى بنفسها عن المحور الفرنسي البريطاني"، بينما تصر روما على ضرورة إشراك الأمريكيين في ضمان أي وقف لإطلاق النار في أوكرانيا وتسوية سلمية.
كما أشادت "ميلوني" بما وصفته بـ"التقدم الواضح" الذي تم إحرازه بين المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين في المملكة العربية السعودية، أمس الثلاثاء.
وقال مكتبها: "ترحّب رئيسة الوزراء بنتائج المحادثات التي عقدت في جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، مع إشارة خاصة إلى اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما واستئناف المساعدات الأمريكية لكييف"؛ مشيرة إلى أن المحادثات في السعودية كانت خطوة مهمة نحو تحقيق السلام في أوكرانيا "وهو السلام الذي تريد أوروبا المساعدة في بنائه".
ونقلت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية عن أنطونيو تاجاني وزير الخارجية: "نريد أن يتوقف العدوان الروسي على أوكرانيا في أقرب وقت ممكن. نحن الأوروبيون، بالاتحاد مع الأمريكيين، قادرون على تحقيق ذلك".
كان تاجاني -وهو أيضًا نائب رئيس الوزراء في ائتلاف ميلوني- أعرب في الشهر الماضي عن تشككه بشأن إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا دون تفويض أوسع من الأمم المتحدة.
وقال: "لا أعتقد أنه من المفيد إرسال قوات أوروبية أو قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا. إذا كنا بحاجة إلى إنشاء منطقة عازلة، فمن الضروري إرسال قوات تحت علم الأمم المتحدة، وفي مثل هذه الحالة يمكن أن تكون إيطاليا متاحة".
وأضاف أن أي قوة لحفظ السلام "يجب أن تكون تحت إشراف الأمم المتحدة حتى تكون محايدة".
كما أعرب جيوفانباتيستا فازولاري، وزير الدولة، عن هذا الموقف قائلًا: "إن إرسال قوات أوروبية لفرض طوق عسكري في أوكرانيا فرضية لطالما أيدتها فرنسا. أما إيطاليا فلا تعتبرها الحل الأمثل".
تحالف الراغبين
في حين أفادت تقارير بأن إسبانيا عرضت إرسال قوات برية إلى أي قوة لحفظ السلام في أوكرانيا، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى عقد اجتماع ثانٍ لـ"ائتلاف الراغبين" عبر الفيديو.
وتعهّد ستارمر بقيادة مجموعة من الدول الغربية المستعدة لدعم وقف إطلاق النار في أوكرانيا بالقوة العسكرية.
وفي قمة سابقة عقدت في الثاني من مارس، قال رئيس الوزراء البريطاني إن أوروبا "تقف عند مفترق طرق تاريخي"، داعيًا الحلفاء إلى "تكثيف الجهود" لضمان السلام الدائم في أوكرانيا.
وأكد المتحدث باسم ستارمر أنه من المتوقع عقد اجتماع ثان يوم السبت، وقال للصحفيين، الاثنين الماضي: "من المقرر أن يستضيف رئيس الوزراء اجتماعًا ثانيًا لقادة تحالف الراغبين. سيكون اجتماعًا افتراضيًا، وسنعلن تفاصيله في الوقت المناسب. نتوقع عقده يوم السبت".
كان عدد من التقارير كشفت أول أمس الاثنين أن إسبانيا ستشارك في مهمة حفظ السلام الأوروبية إذا تم توفير الضمانات الأمنية اللازمة كجزء من أي اتفاق بين روسيا وأوكرانيا.
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أشار إلى أنه "سيكون من السابق لأوانه" مناقشة جهود حفظ السلام في غياب مثل هذا الاتفاق. كما أكد مصدر حكومي إسباني لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية أن "موقف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز هو نفسه الذي أعلنه بعد اجتماع المجلس الأوروبي".
لكن مصادر دفاعية قالت لصحيفة "إل بايس" الإسبانية إن مدريد "لا تستطيع أن تتحمل البقاء على الهامش"؛ ونُقل عن مسؤول كبير في إدارة سانشيز قوله إن البلاد في وضع "الانتظار والترقب"، حيث قيل إن وزارة الدفاع تدرس سيناريوهات مختلفة.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن إسبانيا تحتفظ بثلاثة آلاف جندي متمركزين في أوروبا الشرقية، ما يشير إلى أنها ربما لن تملك سوى موارد محدودة لنشر قوات كجزء من "تحالف الراغبين".