رحلة المُهاجر دائمًا ما تكون مليئة بالتحديات وأحيًانا الصعاب، لكن أن يحاول ويشارك في عملية صنع القرار، فهذا يتطلب إرادة وقدرات غير تقليدية وغير عادية، ففي معظم دول الغرب أصبح من اللافت وجود مهاجرين أو ما يعرف بأبناء الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين، ضمن دوائر السلطة وآخرهم رئيس حكومة بريطانيا، ريشي سوناك.
وبحسب، إيلي حاتم، مؤسس حزب التجمع الوطني الفرنسي، من باريس، فإن تجربة العمل في الخارج، تجربة صعبة للغاية على الأشخاص الذين لا يعرفون الاندماج في المجتمعات الأوروبية؛ ولهذا يجب أن يتعلموا الانخراط في كل هذه المجتمعات.
أوضح "حاتم" لـ"القاهرة الإخبارية" من باريس، أنه يجب عند العيش في فرنسا التكلم بلغة الفرنسين؛ ليصبح المهاجر واحدًا منهم والعيش بطريقتهم، وكذلك العكس في حال العيش في قبرص، فيجب أن تتحول إلى يوناني وتتكلم بالطريقة اليونانية الصحيحة والتعامل كالمجتمع اليوناني القبرصي، وكأن المهاجر ولد في البلد وليس مُهاجرًا إليها.
أضاف مؤسس حزب التجمع الوطني، أن :"الأسباب السابقة هي ما دفعتني للتعرف على زعيم فرنسي، وهو مؤسس الجبهة الوطنية، والذي عمل على ضمي للحزب".
أكد إيلي حاتم، أن ما ساعده على تولي المناصب، هو عمله مع الدكتور بطرس بطرس غالي، أمين عام الأمم المتحدة السابق، والذي فتح له الأبواب للتعرف على عدة شخصيات سياسية في العالم كرؤساء، ورؤساء وزراء، فضلًا عن تعلُم اللغة العربية واليونانية والتركية والإنجليزية بطلاقة.
أشار إلى أن هناك علاقة خاصة بين فرنسا والدول العربية، إذ إن تاريخ باريس مُتعلق بعدد من الدول في تلك المنطقة، سواء كان في مصر أو لبنان أو سوريا ودول الخليج، لذلك هناك اندماج خاص بين العرب المُقيمين والذين أرادوا الانتماء للمجتمع الفرنسي والمؤسسات الفرنسية، ومنها البرلمان والأحزاب السياسية وغيرها.
أضاف أن وزيرة الثقافة الفرنسية، هي عربية من أصول لبنانية، وتتكلم اللغة العربية، إلى جانب بالطبع الفرنسية، فوجودها اليوم في الحكومة، وخاصة على رأس وزارة كالثقافة، يُثبت أن هناك تطلعًا أوروبيًا للانفتاح والانخراط مع الدول التي لديها علاقة تاريخية بفرنسا.
ووفق سماح حفني، عضو حزب الخضر في ألمانيا، فإن هناك الكثير من التجارب التي خاضتها للوصول إلى المنصب الذي هي بصدده، وهو الانضمام للحزب، مُؤكدة أن التجارب بالنسبة لها كشخص عربي صعبة للغاية، فكانت تجربتها في ألمانيا بدأت بمواجهة العنصرية، عندما بدأت أنشطتها السياسية.
أوضحت "حفني" لـ"القاهرة الإخبارية" من برلين، أنها واجهت عنصرية لارتدائها الحجاب: "قالوا لي كيف أكون مُسلمة وناشطة لحقوق النساء"، وتابعت أنهم لا يستطيعون الربط بين الإسلام والدين مع حقوق النساء.
ذكرت عضو حزب الخضر، أن حزبها يُركز بشكل كبير على البيئة، ولكنه يُولي اهتمامًا بحقوق الإنسان والنساء ولديه تجارب للمحاربة ضد العنصرية في البلاد، لافتةً إلى أنها قامت بدور كبير في المطالبة بحقوق المهاجرين الذين جاءوا لألمانيا للعيش فيها وتحسين تجاربهم حتى لا يقابلوا العنصرية التي واجهتها.
من جهتها قالت، سهام زعيتر، عضو حزب إخوة إيطاليا، إنها تعمل على التعريف بالأصالة العربية والشباب العربي وإدماجه في المجتمع الإيطالي داخل المؤسسات الحكومية.
أوضحت "زعيتر" أنها اختارت العمل داخل الحزب الحالي الحاكم، وهو حزب إخوة إيطاليا، لإعطاء الصورة السليمة الصحيحة للعربي والجالية ككل، إذ ما زالت هناك صعوبة في الاندماج والانخراط والعمل في المؤسسات الحكومية، كما حدث في ألمانيا وفرنسا.