الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عصر عدم اليقين.. تعريفات ترامب الجمركية تشعل الشارع الأمريكي

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بات الأمريكيون معتادين على قرارات مفاجئة وأوامر تنفيذية مثيرة للجدل، أعادت تشكيل الولايات المتحدة داخليًا. لكن الأسبوع الماضي حمل تطورًا أكثر إثارة، حين أطلق ترامب حربًا تجارية عالمية تسببت في اضطراب الأسواق المالية، وأشعلت موجة من الانتقادات الدولية وحتى داخل حزبه الجمهوري.

عودة القوة الصناعية

فرض ترامب رسومًا جمركية على عدة شركاء تجاريين رئيسيين، من بينهم الصين، وألمانيا، وكندا، والمكسيك، ما أدى إلى انخفاضات حادة في الأسواق العالمية، خاصة في وول ستريت، حيث تبخرت مئات المليارات من الدولارات من قيمة الأسهم.

وبينما يحذّر محللو بنك "جي بي مورجان" من أن احتمالية حدوث ركود عالمي ارتفعت إلى 60%، يقف ترامب غير مبالٍ، مؤكدًا أن الوقت مناسب "لتحقيق الثروة"، مهاجمًا الصين باعتبارها "تصرفت بذعر".

وفي وقت يعبّر فيه مواطنون عن قلقهم المتزايد إزاء المستقبل الاقتصادي، يرى آخرون أن ما يحدث ليس أكثر من لعبة اقتصادية مؤقتة. ففي نيويورك، عبّرت معلمتان من ديترويت عن قلقهما من غياب التخطيط، بينما قال خبير مالي إن "السوق دائمًا ما تهتز ثم تعود للارتفاع"، حسبما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

قرار ترامب بفرض الرسوم -الذي اتُّخذ قبل ساعات فقط من إعلانه في حديقة الورود بالبيت الأبيض- جاء ضمن رؤية تهدف إلى إعادة التصنيع المحلي وإحياء "الحلم الأمريكي".

لقد اتخذ ترامب خطوته لأنه يحلم بعودة القوة الصناعية الأمريكية، مقتنعًا بأن الرسوم الجمركية سوف تجبر المصانع على العودة إلى الولايات المتحدة، على الرغم من أن جميع خبراء الاقتصاد تقريبًا يعتقدون أن هذا غير مرجح إلى حد كبير.

وقد لاقى الإعلان ترحيبًا من بعض العمال الصناعيين، لكنه أثار استياء الدول المتضررة. فقد أعلنت الصين فرض رسوم انتقامية بنسبة 34%، ووصفت كندا القرار بـ"المأساة الاقتصادية"، بينما لم تستبعد بريطانيا أي خيار للرد على تلك الإجراءات.

تحذيرات دولية

رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أشار إلى أن الرسوم قد تؤدي إلى "تضخم أعلى ونمو أبطأ"، مؤكدًا أن آثارها الاقتصادية ستكون أكبر من المتوقع.

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه لا يوجد شيء "مستحيل" عندما يتعلق الأمر برد المملكة المتحدة على الرسوم الجمركية - حيث تستورد المملكة المتحدة خدمات أمريكية بقيمة 76.2 مليار دولار - لكن "كما هو الحال مع الدفاع والأمن" فإن العالم "يدخل حقبة جديدة" في الاقتصاد والتجارة.

ويُعتقد أن ترامب، رغم الانتقادات الواسعة، ماضٍ في تنفيذ رؤيته، غير مهتم بردود الفعل. فقد نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن أحد مساعديه قوله: "إنه الآن في ذروة عدم الاكتراث.. سيفعل ما يراه مناسبًا، كما وعد في حملته".

ومع ذلك، حذّر مراقبون للصحيفة البريطانية، من أن هذا التصعيد قد ينقلب على ترامب، إذ تُظهر التجربة أن هذه النزعة إلى التدمير الذاتي، وإن كانت مصدر حضوره الإعلامي القوي، قد تكون أيضًا سبب سقوطه القادم.

ويقول الكاتب مايكل وولف، الذي نشر أربعة كتب عن ترامب في السلطة، إن الرئيس الأمريكي سيُقيّم الآن بدقةٍ كيفية تطور تدخله في قواعد التجارة العالمية، من خلال تحديثاتٍ وتسجيلاتٍ حيةٍ يُقدّمها مساعدوه. ويضيف "وولف" أن ترامب على الأرجح عالقٌ بين غريزتين متعارضتين.