الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحسبا لارتفاع الأسعار جراء الرسوم الجمركية.. حمى تسوق غير مسبوقة في أمريكا

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

دفع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة على السلع المستوردة بنسبة 10% على معظم المنتجات، مع نسب أعلى لدول أخرى من بينها الصين والهند، الأمريكيين للتهافت على المتاجر وتخزين السلع قبل ارتفاع أسعارها.

حمى تسوق بأمريكا

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مشاهد متكررة في جميع أنحاء الولايات المتحدة لمتسوقين يملؤون عرباتهم بمختلف السلع من الإلكترونيات إلى الأغذية، إذ قال نويل بيجويرو، ذو الـ50 عامًا الذي أنفق نحو 3000 دولار على الإلكترونيات وقطع غيار السيارات ومعدات البستنة في غضون ليلة واحدة: "الآن هو وقت الشراء".

وأوضح "بيجويرو"، للصحيفة، أنه اضطر للبحث في عدة متاجر قبل العثور على تلفزيون "هايسنس" الصيني بحجم 40 بوصة، واتصل بالمتجر متوسلًا: "احفظه لي من فضلك".

في جامعة ساوثرن ميثوديست، سارعت سيدار روتش، صاحبة الـ22 عامًا، إلى شراء ملابس رياضية بقيمة 244 دولارًا من العلامة التجارية الكندية "لولوليمون" وسترة بقيمة 150 دولارًا من علامة بريطانية في أثناء استماعها لمؤتمر ترامب الصحفي عبر الراديو.

وقالت: "كنت أعرف ما هو معرض للخطر وما أريده، لذلك لم أكن لأتأخر"، مضيفة أن أخبار الرسوم الجمركية أصبحت حديث الجامعة، خاصة تأثيرها المحتمل على أسعار المشروبات الكحولية.

تغير أنماط الاستهلاك

تواجه العائلات الأمريكية تحديات جديدة في إدارة ميزانياتها مع توقعات ارتفاع الأسعار، إذ تقوم أندريا سانابريا صاحبة الـ29 عامًا من نيو أورليانز، وهي أم لطفلين مع ثالث في الطريق، بتخزين المنتجات التي تستهلكها عائلتها بانتظام وتخطط لتجميد بعض المنتجات الزراعية لإطالة مدة صلاحيتها.

مع اعتماد عائلتها على دخل زوجها فقط، أوضحت سانابريا أنها ستضطر لتبني استراتيجيات جديدة في التسوق، مثل الشراء بكميات كبيرة وتجنب تناول الطعام خارج المنزل تمامًا.

وعبرت عن قلقها قائلة: "هناك الكثير ما يدعو للقلق".

حتى الأمريكيون الميسورون يشعرون بالقلق، إذ أنفقت ويندي والش، أستاذة علم النفس البالغة من العمر 62 عاماً في جامعة كاليفورنيا، 578 دولارًا على شراء جميع المنتجات المستوردة المدرجة في قائمة رغباتها على أمازون.

مشاهير وخبراء يتدخلون

على منصة بلوسكاي للتواصل الاجتماعي، حثَّ الملياردير ورجل الأعمال مارك كوبان متابعيه على البدء بالتخزين، قائلاً: "من معجون الأسنان إلى الصابون، اشترِ أي شيء يمكنك إيجاد مساحة تخزين له... حتى لو كان مصنوعًا في الولايات المتحدة، سيرفعون السعر ويلقون باللوم على الرسوم الجمركية".

وتقول كيلي لونج، مدربة مالية من أريزونا، إنها تلقت أسئلة مالية غير عادية من العملاء والأصدقاء أكثر من أي وقت مضى في حياتها المهنية، إذ سألها البعض عن مقدار النقود الواجب الاحتفاظ بها في المنزل، وآخرون عن تحويل أموالهم إلى ذهب وبيتكوين.

ونصحت لونج بالاعتدال قائلة: "لا تقع في الديون من أجل التخزين"، مشددة على أهمية الحفاظ على المرونة المالية والصحة النفسية في مواجهة الضغوط الاقتصادية.

تحديات للشركات الصغيرة والمستوردين

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الرسوم الجديدة تمثل تحديًا إضافيًا للشركات التي تعتمد على الاستيراد، إذ تواجه جيامينج جو، الرئيسة التنفيذية لشركة للطب الصيني وأم لطفلين، مخاوف مزدوجة بشأن تأثير الرسوم على حياتها الشخصية وأعمالها، موضحة أن شركتها تأثرت بالفعل بزيادات أسعار التصنيع خلال فترة كوفيد، وفقدت منزلها في حرائق لوس أنجلوس في يناير.

وصفت "جو" الوضع بقولها: "سيكون هذا بمثابة ضربة ثلاثية ورباعية بطرق عديدة"، موضحة أنها تحاول تخزين الأعشاب الصينية لعملها وعائلتها، وتخطط لشراء 20 زجاجة من صلصة الصويا و10 زجاجات من صلصة المحار من سوق للأطعمة الآسيوية.

نقطة تحول

يحذر الاقتصاديون من أن الرسوم الجمركية ستؤدي حتمًا إلى رفع أسعار المنتجات الزراعية والملابس والإلكترونيات والسيارات والعديد من السلع الأخرى التي يستهلكها الأمريكيون بانتظام.

وأشار بيتر أتووتر، محاضر الاقتصاد المساعد في جامعة ويليام أند ماري، إلى أن إعلان ترامب شكل نقطة تحوُّل للكثيرين، مشبهًا الأمر بإصابة الممثل توم هانكس بكوفيد قبل خمس سنوات، التي مثلت لحظة إدراك الأمريكيين لخطورة الوباء.

كانت توقعات التضخم ارتفعت بالفعل في استطلاع جامعة ميتشيجان لثقة المستهلك في مارس، رغم تباطؤ الزيادات الشهرية في الأسعار في فبراير، ما يشير إلى قلق متزايد بين الأمريكيين حتى قبل إعلان الرسوم الجديدة.