في خطوة تعزز من استعداداتها العسكرية، كشفت الصين أخيرًا عن تطوير جيل جديد من سفن الإنزال البرمائية، ما اعتبره خبراء مؤشرًا على سعي بكين إلى تذليل العقبات اللوجستية أمام تنفيذ أي سيناريو عسكري محتمل لغزو تايوان.
سفن ذات طبيعة خاصة
سفن الإنزال الجديدة، وهي عبارة عن قوارب برمائية ضخمة قابلة للإنزال من السفن الأم أو الإبحار المستقل من الساحل، صممت خصيصًا لنقل المركبات القتالية، والدبابات، والقوات من البحر مباشرة إلى الشاطئ، حتى في الظروف البحرية الصعبة، وبذلك تصبح الصين قادرة على إنزال عشرات الآلاف من الجنود وأسلحتهم ومركباتهم على سواحل تايبيه.
ويُعتقد أن هذه القطع البحرية الجديدة، التي أُطلق عليها اسم "سفن الإنزال من الجيل الجديد"، توفر مرونة تكتيكية أكبر للجيش الصيني في حال قرر شن عملية عسكرية شاملة عبر مضيق تايوان.
كانت السفن تتدرب في مياه تبعد نحو 220 ميلًا جنوب غرب قوانجتشو، المدينة التي بُنيت فيها. تتميز هذه البارجات بأرجل متينة وقابلة للسحب، تعمل كركائز عملاقة. وتبرز هذه الأرجل من سطح السفينة أثناء النقل، وتُخفض، عندما تكون السفن في مواقعها، إلى قاع البحر لتثبيتها ضد الأمواج. ثم تُنشئ البارجات جسورًا طويلة قابلة للتمديد، مُشكلةً جسرًا بطول 2700 قدم يربط السفن ببعضها ويتصل بالشاطئ.
تقنيات متطورة
تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه يُنظر إلى غزو تايوان عبر البحر على أنه واحد من أصعب العمليات العسكرية التي يمكن تنفيذها في العالم الحديث، بسبب الطبيعة الجغرافية الصعبة، والقدرات الدفاعية المتقدمة التي تملكها تايبيه، والدعم العسكري المحتمل من واشنطن.
إلا أن تطوير الصين لتقنيات إنزال جديدة يُمكن أن يقلل من هذه التحديات اللوجستية، ويُعزز قدرة القوات الصينية على شن هجوم مفاجئ أو واسع النطاق على السواحل التايوانية، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وتعتمد الاستراتيجية الجديدة على توزيع القوات والمعدات عبر عدة سفن إنزال صغيرة ومرنة بدلًا من التركيز على السفن الكبيرة التي يسهل رصدها واستهدافها. كما تم تزويد بعض هذه السفن بقدرات التخفي والرادارات الحديثة، ما يُصعّب على القوات التايوانية أو الأمريكية رصدها في الوقت المناسب.
تحذير جديد
يرى محللون تحدثوا إلى "نيويورك تايمز" أن هذه الخطوة تحمل رسالة سياسية وعسكرية مزدوجة. فمن جهة، تُعزز قدرة الردع الصينية وتضع مزيدًا من الضغط على الحكومة التايوانية، التي ترى بكين من وجهة نظرها أنه يجب "إعادته للوطن الأم" ولو بالقوة. ومن جهة أخرى، تُظهر هذه الخطوة تصميم الصين على تحقيق هدف "الوحدة الوطنية" حتى لو واجهت اعتراضات أمريكية أو عقوبات غربية.
كانت الصين كثفت تدريباتها العسكرية البحرية والجوية حول تايوان خلال الأشهر الماضية، في استعراض قوة مستمر يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة مع ازدياد الدعم الأمريكي لتايبيه بالسلاح والتكنولوجيا الدفاعية، بحسب صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.