الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تثير مخاوف غزو تايوان.. الصين تطور سفنا عملاقة لإنزال الدبابات

  • مشاركة :
post-title
سفن صينية عملاقة لأول مرة في بحر الصين الجنوبي

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

أجرت الصين مناورات إنزال برمائي على شاطئ في بحر الصين الجنوبي، باستخدام سفن صينية عملاقة تم بناؤها حديثًا، ما أثار تخوفات غربية رأت فيها سلاحًا يتناسب تمامًا مع استراتيجية غزو تايوان.

أفادت صحيفة "نافال نيوز" لأول مرة قبل أشهر أن الصين تبني ما لا يقل عن خمسة سفن ضخمة وفريدة من نوعها، مُجهزة بجسر طريق طويل يمتد من مقدمتها لمسافة 393 قدمًا، يُمكن استخدامه لإنزال الدبابات على الشاطئ.

ووفقًا لصحيفة "التليجراف" البريطانية، أظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي سفنًا تُناسب هذا الوصف في حوض بناء السفن في قوانجتشو جنوب الصين، على ضفاف نهر هونج كونج الساحلية.

والتُقطت اللقطات - التي ظهرت لأول مرة على منصات التواصل الاجتماعي الصينية قبل حذفها - بالقرب من مقر البحرية الصينية في تشانجيانج، قوانجدونج، على بُعد 600 ميل جنوب تايوان.

تتميز سفن شويكياو، التي يبدو أنها مستوحاة من موانئ مولبيري التي بُنيت لإنزال نورماندي عام 1944، بجسور طرق طويلة يصل طولها إلى 120 مترًا (394 قدمًا) تمتد من مقدمتها. وفي الجزء الخلفي من السفن، يوجد منحدر ذاتي الدعم يسمح برسو السفن الأخرى.

وفقًا للرسومات التخطيطية، تحت السفينة الضخمة، توجد ثمانية أعمدة رفع يمكن إنزالها لتثبيت المنصة أثناء مرور المركبات العسكرية، كطريق سريع مؤقت.

صُممت هذه البارجات خصيصًا للعمل مع عبارات النقل البحري الصينية (RO-RO)، والتي تشترط استيفاءها للمواصفات العسكرية، مع أنها تُستخدم بشكل رئيسي للأغراض التجارية.

وصُممت عبارات النقل البحري (RO-RO) هذه لحمل المركبات العسكرية، بما في ذلك الدبابات الثقيلة، وتُثبت مباشرةً على ظهر البارجة، وفقًا للصور المتداولة.

تعمل الجسور كرصيف عائم قابل للسحب، يمكن استخدامه لإنزال الدبابات والمركبات القتالية والمعدات الثقيلة، أو القوات بسرعة من السفن إلى شواطئ العدو.

وقد تسمح هذه التطورات لقوات بكين أيضًا بتجاوز دفاعات الشواطئ أو الوصول إلى شواطئ كانت تعتبر في السابق غير مناسبة للإنزال البرمائي.

ووفقًا للصحيفة البريطانية، كثّفت الصين، التي تُطالب بتايوان كجزء من أراضيها، ضغوطها العسكرية على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي في السنوات الأخيرة، بنشرها سفنًا حربية وطائرات مقاتلة لمحاكاة حصار وغزو مستقبليين.

ووفقًا لموقع "نافال نيوز"، استغرق بناء كل سفينة بضعة أشهر فقط، على الرغم من أنها كانت قيد التطوير منذ عام 2022.

تبدو السفن "مُصممة خصيصًا لهجوم برمائي"، وفقًا لما ذكره إتش آي ساتون، المحلل البحري الذي نشر تقريرًا عنها لأول مرة في يناير، مجادلًا بأنها قد تكون "إشارة إنذار مبكر" لغزو محتمل لتايوان.

وكتب في صحيفة "نافال نيوز": "من الممكن تفسير دور هذه السفن على أنه مدني، لكن بناء هذا العدد الكبير، الأكبر بكثير من السفن المدنية المماثلة التي شوهدت من قبل، يجعل هذا الأمر غير معقول".

تعتقد الدكتورة إيما سالزبوري، الباحثة في القوة البحرية في مجلس الجيواستراتيجية، أن البارجات قد تكون الحلقة المفقودة في لغز غزو محتمل لتايوان.

وقالت لصحيفة "التلجراف": "إحدى المشكلات الأساسية التي تواجهها الصين في غزو تايوان هي الحصول على المعدات الثقيلة اللازمة عبر المضيق - والحل لهذه المشكلة هو ما نراه مع هذه البارجات.

وأضافت: "في حين أن إنزال القوات على الشواطئ المتنازع عليها سيكون دائمًا صعبًا، فإن هذه السفن تبدو مثالية لنقل الدبابات والمركبات المدرعة وما شابه ذلك بسرعة وأمان إلى الشاطئ"، لكن قد تكون النسخة الصينية أيضًا عُرضةً للرياح العاتية والبحار، وفي حالة غزو تايوان، قد تكون هدفًا سهل التدمير، وفقًا لتيموثي هيث، الباحث البارز في شؤون الدفاع الدولي في مؤسسة راند.

وقال لصحيفة "التلجراف": "تُستهدف البارجات بطيئة الحركة بسهولة؛ لذا من غير المرجح أن تنجو في خضم معركة على الشواطئ".

وأضاف: "لدى جيش التحرير الشعبي الصيني العديد من السفن الهجومية البرمائية الأكثر ملاءمةً من الدرجة العسكرية، والتي يُمكنها تنفيذ مهام مماثلة لتفريغ المركبات المدرعة".

وقال هيث إن السفن التجارية من المرجح أن تستخدم في توصيل الإمدادات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة التي تعاني من ضعف البنية التحتية للموانئ.

يأتي ذلك وسط مخاوف متزايدة بشأن نمو أسطول الصين البحري السريع؛ في إطار سعيها لتصبح قوة بحرية عالمية، إذ أشار تقرير جديد إلى أن الصين بنت ما يعادل البحرية الملكية البريطانية بأكملها في غضون سنوات قليلة، متجاوزةً البحرية الأمريكية من حيث عدد الهياكل ومقتربةً من حمولة أسطولها.