تصوير 10 أيام بهرم "من كاو رع" في ينبوع الشباب.. وجاي ريتشي يشيد بعظمة "أم الدنيا"
"مستر بيست" يعد بتكرار التجربة.. وتصوير فيلم أمريكي بالكامل في مصر
في قلب العالم، بين سحر الأهرامات وهيبة المعابد، تواصل مصر سحرها الخالد في إبهار العالم، ليس فقط بتاريخها وآثارها، بل أيضًا بما تمتلكه من إمكانات تجعلها مركز جذب لصنّاع السينما والمحتوى من مختلف أنحاء العالم، ووراء هذا النجاح المتصاعد، تلعب لجنة مصر للأفلام دورًا محوريًا في تسهيل تصوير الأعمال الأجنبية، وتقديم مصر كوجهة مثالية لصناعة الترفيه العالمية.
تُثبت لجنة مصر للأفلام من خلال دورها الكبير في تسهيل تصوير الأعمال الأجنبية أن مصر ليست فقط موقعًا أثريًا وسياحيًا، بل منصة عالمية لصناعة السينما، قادرة على جذب كبار النجوم والمخرجين والمنتجين، بفضل التسهيلات الكبيرة، والبنية التحتية المتطورة، والدعم السيادي، والمواقع الاستثنائية التي لا تُضاهى في أي مكان آخر في العالم، وفي كل مشهد يُصوَّر، تخرج مصر للعالم بصورة أكثر إشراقًا، كأرض للأسرار، والمغامرات، والإلهام.
من بين الأعمال التي استفادت من دعم اللجنة مؤخرًا، فيلم Fountain of Youth للمخرج العالمي جاي ريتشي، والذي تم تصوير جزء كبير منه في مصر، ويُنتظر عرضه يوم 23 مايو المقبل عبر إحدى المنصات الرقمية، والذي تدور أحداثه حول شقيقين متباعدين – يجسدهما النجمان جون كراسينسكي وناتالي بورتمان – يقرران التعاون في تنفيذ عملية سرقة عالمية تهدف إلى اكتشاف "ينبوع الشباب" الأسطوري، ليقودهما البحث إلى مصر، وتحديدًا إلى الأهرامات، حيث تكمن المفاجأة بأن هذا الينبوع موجود داخل أحد الأهرامات.
كشفت لجنة مصر للأفلام في تصريحات خاصة لموقع قناة "القاهرة الإخبارية" كواليس التصوير، حيث جاء فريق العمل في طائرة خاصة، وصوّروا في منطقة الأهرامات لمدة 10 أيام، وتحديدًا خارج هرم منقرع، حيث لم يتم التصوير داخل الهرم نفسه، بينما صُوّرت المشاهد الداخلية في استوديو داخلي بإنجلترا، وهو البلاتوه الرئيسي للفيلم.
وأشادت اللجنة بتجربة التصوير، مؤكدة أن المخرج جاي ريتشي انبهر بالتسهيلات العظيمة التي قدمتها مصر، مشيرًا إلى أنهم صوّروا في دول عديدة، لكن ما وجدوه في مصر كان استثنائيًا من حيث التعاون والمرونة والاحترافية العالية في التعامل مع فريق العمل، حيث إن فكرة العمل تعتمد على التصوير في أكثر من مكان بالعالم في رحلتهم للبحث عن ينبوع الشباب الذي يكتشفون في النهاية أن موجود داخل الأهرامات.
كشفت لجنة مصر للأفلام عن دعم لوجستي كبير حصل عليه الفيلم من الجهات المختلفة، حيث وفرت الوزارة عددًا من الأفراد والمركبات المستخدمة في مشاهد الأكشن، واستخدمت طائرتين في التصوير الجوي، ما أضفى مشاهد استثنائية على العمل، كما أثنت اللجنة أيضًا على شركة الإنتاج برئاسة أمين المصري، واصفة فريق العمل بالمحترف والمنظم بدرجة كبيرة.
وأضافت اللجنة أنها كانت مسؤولة عن إنهاء إجراءات التصريحات والتنسيق مع الوزارات المختلفة مثل وزارة الآثار، ووزارة الداخلية، وغيرهما من الجهات المعنية، بما ضمن سير التصوير بسلاسة دون أي مشكلات.
مستر بيست
كما كان للجنة مصر للأفلام دور عظيم ولمسات واضحة في إنجاز رقمي وسياحي غير مسبوق، بحلقة اليوتيوبر العالمي مستر بيست التي أحدثت ضجة عالمية والتي حملت عنوان: I Spent 100 Hours Inside The Pyramids! والتي طُرحت عبر قناته على يوتيوب، وحققت ملايين المشاهدات.
كشفت لجنة مصر للأفلام أن التصوير تم من داخل الأهرامات، حيث مكث مستر بيست وفريقه نحو 5 أيام كاملة، خاضوا خلالها تجربة استكشافية مذهلة، شملت الدخول إلى الغرف السرية وبئر الأوازيري، وهي مناطق لم يسبق لأحد من الجمهور رؤيتها من الداخل. ومع ذلك، أوضحت اللجنة أن هناك أماكن معينة داخل الهرم غير مسموح بالدخول إليها حفاظًا على الآثار.
وأكدت اللجنة أن هذه الحلقة لعبت دورًا ضخمًا في الترويج للسياحة في مصر، وأسهمت في تعريف ملايين المشاهدين بعظمة الحضارة المصرية من الداخل، حيث حصدت الحلقة نحو 173 مليون مشاهدة في غضون شهر واحد فقط، خاصة أن مستر بيست يُعد من أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم على منصات التواصل.
يساهم تصوير الأعمال الأجنبية في مصر في الترويج السياحي لمصر وضخ عائدات إنتاجية وموارد مالية ضخمة داخل مصر سواء من إقامة، وانتقالات، ومتطلبات تصوير، ما أسهم في دخول عملة صعبة إلى السوق المحلي.
أعمال في الطريق
أشارت لجنة مصر للأفلام إلى أن فريق مستر بيست أبدى رغبته في تكرار التجربة، خاصة بعد أن علموا أن مصر لا تقتصر فقط على الأهرامات، بل تضم مواقع تصوير مدهشة في الأقصر، وأسوان، ومناطق أثرية أخرى ومعابد فرعونية، مؤكدين نيتهم للعودة في تجربة جديدة، لم يُحدد موعدها بعد.
في السياق ذاته، كشفت اللجنة عن أعمال عالمية جديدة بعضها صورت والأخرى يجري تصويرها حاليًا في مصر، منها مسلسل ضخم تم تصوير جزء منه بالفعل في مصر، ومن المتوقع طرحه خلال عام 2025، إضافة إلى فيلم أمريكي عالمي يتم تصويره بالكامل داخل الأراضي المصرية، ما يعكس ثقة الصناعة العالمية في مصر كبيئة خصبة وواعدة للإنتاج السينمائي.