يتسبب النقص المزمن في عدد الموظفين وضعف الميزانية، داخل هيئات مكافحة الحرائق الأمريكية، في مشكلة كبيرة خلال مكافحة النيران المستعرة، والمنتشرة على آلاف الأفدنة في عدة ولايات.
وتغطي حرائق الغابات النشطة أكثر من 6 آلاف فدان، في ولايتي كارولينا الشمالية والجنوبية، وفقا لـ foxweather، خاصة المنطقة التي دمرها إعصار هيلين قبل 6 أشهر، وتم إصدار أوامر إخلاء إلزامية للعديد من السكان في عشرات الأحياء، مع استمرار اتساع رقعة الحرائق.
وساهمت الرياح القوية والجفاف في انتشار النيران، وسط وفرة من الوقود الجاف، والمتمثل في كميات هائلة من الأخشاب المتساقطة في الغابات بسبب إعصار هيلين ، ولكن فرق الإنقاذ لم تعد تكافح النيران فحسب، بل باتت مشكلة نقص الكوادر، عبأً إضافيًا على مسؤوليها.
ويضع نقص الموظفين، بحسب مجلة newsweek الأمريكية، حياة الأمريكيين في الولايات المعروفة بالحرائق، تحت الخطر، والتي تجعل مكافحة حرائق الغابات أكثر صعوبة ، خاصة في ولاية كارولينا الشمالية.
وأكد مايكل تشيك، مدير قسم الجبال في إدارة الغابات الوطنية الأمريكية، إن النقص المزمن في الكوادر سيؤدي إلى حرائق أكبر، وستحترق المزيد من المباني، لأن الوكالة تعاني من نقص في الموظفين وضعف الميزانية.
ويعد أكبر عائق أمام الإدارة هو الرواتب المنخفضة، التي وصفها بأنها أقل بكثير من قيمتها السوقية، وهو ما يتسبب في صعوبة الاحتفاظ بالموظفين، وبالتالي افتقاد الموظفين المدربين وذوي خبرة، وهو ما يصعب الأمور.
ومن الصعوبات التي تواجه فرق إطفاء الحرائق هي وفرة الوقود، إذ لا يستطيعون شقّ الحطام بكفاءة وبدلاً من ذلك، يضطرون إلى البحث عن مناطق خالية من الحطام لتحديد محيطها، مما يوسع نطاق الحرائق، وهو ما يتطلب مزيدًا من الكوادر.
وخلال الشهر والنصف الماضيين تحولت فيها حرائق الغابات التقليدية التي كانت مساحتها فدانًا واحدًا إلى حرائق تمتد لعشرة أو عشرين فدانًا، بينما امتدت حرائق العشرة أفدنة إلى 165 فدانًا، مرجعين ذلك إلى مشكلة نقص الموارد والكوادر، التي يحتاجونها للسيطرة على النيران.
ويأمل رجال الإطفاء من إدارة ترامب النظر في تشريعات زيادة الميزانية، ووضع حلول لمواجهة المشكلة خلال السنوات العشر أو العشرين القادمة، لتهيئة إدارة مكافحة الحرائق للنجاح، حيث أنهم من وجهة نظر المسؤول، مهيئون للاتجاه نحو الفشل.
وتشتعل في ولاية كارولاينا الجنوبية، 3 حرائق، منهما اثنان هائلان في الجزء الشمالي الغربي من الولاية، أحدهما يمتد على مساحة 1300 فدان في مقاطعة بيكينز، والآخر اجتاح حتى الآن 800 فدان في مقاطعة جرينفيل، ولم يتم احتواء أي منهما بنسبة كبيرة.
وعلى الجانب الآخر من الولاية، يشتعل حريق غابات مساحته أكثر من ألفي فدان في مقاطعة هوري، تم احتواؤه بنسبة كبيرة، بينما في ولاية كارولاينا الشمالية، تنتشر 5 حرائق نشطة، جميعها مشتعلة في مقاطعة بولك، التي دمرها بشدة إعصار هيلين الخريف الماضي.