الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شموع عيد الميلاد ليست مقياسا.. الهرمونات تكشف عمرك الحقيقي

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

لطالما لاحظنا أن بعض الأشخاص يبدون أصغر أو أكبر من أعمارهم الحقيقية، لكن العلم بات اليوم قادرًا على قياس هذا الاختلاف بدقة. فقد توصل باحثون من جامعة أوساكا إلى أن الهرمونات الستيرويدية التي تتدفق في مجرى الدم تكشف عن عمرنا البيولوجي الحقيقي، والذي غالبًا ما يختلف عن عمرنا الزمني بعدد الشموع على كعكة عيد ميلادنا.

الهرمونات تكشف السر

في دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسز"، استخدم الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحليل عينات دم وتحديد العمر البيولوجي الحقيقي للأفراد، خاصة أن حساب عمرنا بالسنوات منذ الولادة لا يُخبرنا تمامًا عن عمرنا الحقيقي، إذ طالما اشتبه العلماء في أن أجسامنا تشيخ بسرعات مختلفة، وهو ما يؤكده العلماء بأن التقدم في العمر لا يحدث بالوتيرة نفسها لدى الجميع، إذ يعتمد على عوامل مثل الجينات، ونمط الحياة، والبيئة المحيطة.

وفقًا لموقع "Study Finds" قال الدكتور تشيويي وانج، المؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة: "تعتمد أجسامنا على الهرمونات للحفاظ على التوازن الداخلي، لذلك فكرنا في استخدامها كمؤشرات رئيسية للشيخوخة".

التوتر يسرّع الشيخوخة

اكتشف "وانج" وزملاؤه المشاركون في الدراسة أن هرمونات التوتر، وخاصة الكورتيزول، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالشيخوخة. فإذا شعرت يومًا أن التوتر يُسبب لك الشيخوخة المبكرة، فإن هذه الدراسة تُشير إلى أنك قد تكون مُحقًا.

تؤكد الدراسة ما لاحظه العديد من الأطباء، وهو أنه مع تقدمنا ​​في العمر، تتسع الفجوة بين العمر الزمني والعمر البيولوجي.

وهو ما أوضحه البروفيسور توشيفومي تاكاو، أحد المشاركين في الدراسة، أن "نتائجنا تقدم دليلًا ملموسًا على التأثير المباشر للتوتر على الشيخوخة البيولوجية، وهو ما طالما اشتبه به الأطباء سابقًا".

وأظهرت العديد من الهرمونات الأخرى لدى النساء ارتباطًا وثيقًا بالشيخوخة، بما في ذلك 17α-هيدروكسي بروجسترون، والكورتيزون، و11-ديوكسي كورتيزول، ورباعي هيدروكورتيزول. أما لدى الرجال، فكان البريجنينولون والتستوستيرون أيضًا مؤشرين رئيسيين لعمليات الشيخوخة.

قياس العمر الحقيقي

استند البحث إلى تحليل 148 عينة دم لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و73 عامًا (باستخدام خمس قطرات دم فقط)، حيث تم قياس 22 نوعًا من الهرمونات الستيرويدية باستخدام تقنية "الكروماتوغرافيا السائلة". وبنوا نماذج منفصلة للنساء والرجال بعد ملاحظة اختلافات مهمة في أنماط الهرمونات بناءً على الجنس، وبفضل نموذج ذكاء اصطناعي متطور، تمكن الباحثون من تحديد أنماط هرمونية دقيقة ترتبط بتقدم العمر.

وطوّر الفريق نموذجًا للشبكة العصبية العميقة يتضمن مسارات أيض الستيرويد، مما يجعله أول نموذج ذكاء اصطناعي يُفسر بوضوح التفاعلات بين جزيئات الستيرويد المختلفة.

وأوضح الدكتور زي وانج، الباحث الرئيسي والمؤلف المشارك في هذا العمل: "أنه يُقلل نهجنا من التشويش الناتج عن اختلافات مستويات الستيرويد الفردية، ويُتيح للنموذج التركيز على أنماط ذات معنى".

تأثير التدخين

أكدت الدراسة أن نمط الحياة يلعب دورًا بارزًا في الشيخوخة. فقد أظهرت النتائج أن المدخنين الذكور يعانون من تسارع ملحوظ في الشيخوخة مقارنة بغير المدخنين، بينما لم تُظهر النساء المدخنات التأثير نفسه. ويعتقد العلماء أن الفروق في العادات الصحية بين الجنسين قد تفسر هذا التباين.

ويعتقد الباحثون أن هذا قد يُعزى إلى أن الرجال في الدراسة كانوا أكثر تدخينًا، أو لأن عوامل غير مُقاسة لدى النساء (مثل النظام الغذائي أو عادات التمارين الرياضية) أخفت آثار التدخين.

طب شخصي أكثر دقة

لا تقتصر أهمية هذه الدراسة على قياس العمر البيولوجي فحسب، بل تفتح الباب أمام تطوير استراتيجيات علاجية مخصصة. فمن خلال تحليل مستويات الهرمونات، قد يتمكن الأطباء من التنبؤ بمعدل الشيخوخة قبل ظهور الأعراض والتدخل مبكرًا لتحسين جودة الحياة.

بهذا الاكتشاف، يصبح قياس العمر البيولوجي أداة جديدة في أيدي العلماء والأطباء لرصد التغيرات الصحية، مما قد يسهم في إطالة العمر وتحسين الصحة العامة.