تُواجه المتنزهات الوطنية الأمريكية، التي تستقبل مئات الملايين سنويًا، مستقبلًا مجهولًا بعدما تعرضت لحالة من الصدمة والشلل؛ بسبب التخفيضات الكبيرة في عدد الموظفين الفيدراليين، والتي تأتي ضمن جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقليص حجم القوى العاملة.
ومنذ تولي ترامب إدارة البيت الأبيض، قام بتعيين حليفه الملياردير إيلون ماسك على رأس وزارة الكفاءة الحكومية، حيث قاد جهود إدارته لخفض آلاف الوظائف الفيدرالية التي يتكون غالبيتها من الطبقة المتوسطة.
وفوجئ آلاف الموظفين في الولايات المتحدة الأمريكية برسالة غامضة من فريق إيلون ماسك، بما في ذلك العاملون في وزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخارجية ووكالات الاستخبارات والهيئات الوطنية، تم على إثرها إقصاؤهم من وظائفهم.
وأظهر استطلاع رأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث أن الأمريكيين يحبون حدائقهم الوطنية، حيث زار 331 مليون شخص الحدائق العام الماضي فقط، وأبدوا نظرات إيجابية تجاه جميع المتنزهات الوطنية الأمريكية.
وخلال تلك الموجة من التسريحات، بحسب شبكة سي بي إس نيوز، وفي إطار جهود إدارة ترامب لتقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية، سُرِّح ما يقرب من ألف موظف في إدارة المتنزهات.
وفي الأسابيع التي تلت ذلك، اندلعت الاحتجاجات في مئات المواقع التابعة لخدمة المتنزهات، وأبدى الموظفون المتبقون غضبهم، من أنه بعدما كانت المتنزهات تعاني في الأساس من نقص في الكوادر، بات العجز الآن أكبر وأكثر تأثيرًا.
وبدأ تأثير تخفيضات ترامب وماسك على عمل تلك المتنزهات في الظهور، ففي نيو مكسيكو، ألغى منتزه كارلسباد كافيرنز الوطني جميع الجولات التي يقودها حراس الحديقة بسبب نقص في الموظفين.
وقام المتنزه الوطني بتقليص عدد ساعات الزيارة بموجب سياسة وصفها بالجديدة، كاشفين أن هذه التغييرات أجريت لاستيعاب مشاكل التوظيف.
كما أعلن نصب فلوريسانت فوسيل بيدز الوطني في كولورادو، أنه سيُغلق يومي الاثنين والثلاثاء؛ بسبب تخفيض عدد الموظفين.
أما منتزه جراند كانيون الوطني الأمريكي، فمن المنتظر أن يتعرض لتأثير كبير، بحسب الشبكة الأمريكية، والذي يسافر إليه الملايين من جميع أنحاء العالم لاستكشاف أعماقه التي تمتد لأكثر من 400 ميل من المسارات التي تقود الزوار لرؤية العجائب الجيولوجية والبيئية.
ومع دخول موسم الذروة، أبدى مسؤولون في منظمة حماية المتنزهات قلقهم بشأن اضطرار الناس للانتظار في طوابير لساعات طويلة لمجرد دخول الحدائق، وذلك بعد انخفاض عدد محصلي الرسوم ومتابعي الزائرين ومرافقيهم.
كما تؤثر التخفيضات على المشاريع الجارية التي قد لا يراها الزوار، كون العلماء وعلماء النبات وأخصائيي الأشجار الذين كانوا يعيدون زراعة الأشجار لتوفير الظل والسلامة تم فصلهم، وهو ما يجعل مستقبل تلك المتنزهات مجهولًا في ظل استمرار عمليات التسريح.