أقر نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، بأن المشرف على وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE) إيلون ماسك، ارتكب "أخطاء" أثناء عمليات الفصل الجماعي للموظفين الفيدراليين، معربًا عن اعتقاده أن هناك الكثير من "الأشخاص الجيدين" يعملون في الحكومة.
وقال "فانس" في مقابلة مع شبكة NBC News، أمس الجمعة: "إيلون نفسه قال إنه أحيانًا تفعل شيئًا ما، وترتكب خطأً، ثم تصححه. أنا أتقبل الأخطاء".
وأضاف: "أعتقد أيضًا أنه يجب تصحيح هذه الأخطاء بسرعة، لكنني أُدرك تمامًا أن هناك العديد من الأشخاص الجيدين الذين يعملون في الحكومة، الكثير منهم يؤدون عملًا ممتازًا، ونريد أن نسعى للحفاظ على أكبر قدر ممكن من الناجحين، مع التخلص من الآخرين".
وجاءت تعليقات "فانس" على متن طائرته خلال عودة نائب الرئيس وزوجته أوشا فانس من ميشيجان. ومثّلت نبرة "فانس" الأكثر هدوءًا تباينًا مع النهج الصارم الذي اتبعه أغنى رجل في العالم، في قيادته مبادرة الرئيس دونالد ترامب لخفض الإنفاق الفيدرالي وإعادة توجيه البيروقراطية الفيدرالية.
فصل وإهانة
شكّلت عمليات فصل آلاف الموظفين الحكوميين محور عمل "ماسك" خلال الأسابيع السبعة الأولى من إدارة ترامب الثانية في البيت الأبيض، حيث أدت هذه التخفيضات إلى دعاوى قضائية ومعارضة من القضاة.
وفي السابق، وصف "ماسك" موظفي الحكومة الفيدرالية بأنهم "محتالون" ولا يمكن الوثوق بهم في أداء وظائفهم.
ردًا على سؤال حول تصريحات ماسك المُهينة للموظفين الفيدراليين، قال "فانس": "أعتقد أن بعض الناس يتقاضون رواتبهم دون أن يؤدوا عملهم. كم يبلغ عددهم؟ لا أعلم، في قوة عاملة فيدرالية قوامها ثلاثة ملايين موظف، هل هم بضعة آلاف أم أكثر من ذلك بكثير؟".
وذكر: "مهما بلغت المشكلة من ضخامة، فإنها تكمن في أن يعيش الناس على كرم دافعي الضرائب الأمريكيين. هذا لا يصرف الانتباه عن حقيقة وجود العديد من موظفي الخدمة المدنية المتميزين الذين يقومون بأعمال مهمة، لكنني أعتقد أن معظم هؤلاء المتميزين سيقولون إننا نريد أن نكون مُمَكَّنين للقيام بعملنا".
وقد قوبل عمل "ماسك" ووزارته بمقاومة من المشرّعين في الكابيتول هيل، والناشطين، ومجموعات مختلفة رفعت دعاوى قضائية، وقد أدى بعضها إلى إصدار أوامر فيدرالية بإيقاف عمليات إنهاء الطرد الجماعية.
رفض شعبي
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الأمريكيين غير راضين نسبيًا عن جهود حليف ترامب الوثيق، حيث أظهر استطلاع أجرته جامعة "كوينيبياك" إلى أن 60% من البالغين الأمريكيين لا يدعمون طريقة تعامل ماسك مع العاملين في الحكومة الفيدرالية. بينما أعرب نحو 36% عن دعمهم لهذه الجهود.
كما أعرب أغلبية المشاركين، الذين مثّلوا 56% من البالغين الذين استطلعت آراءهم شبكة CNN، و54% من الناخبين المسجلين الذين استطلعت آراءهم جامعة "كوينيبياك"، عن رفضهم لطريقة إدارة ترامب للاقتصاد.
في غضون ذلك، أثار سعي ترامب لفرض رسوم جمركية على المنتجات الأجنبية مخاوف من نشوب حرب تجارية قد ترفع الأسعار أمام المستهلكين. لكن "فانس" أشار في ميشيجان إلى أن "الطريق أمامنا طويل"، وأنه "بعد سبعة أسابيع فقط، نرى مؤشرات مبكرة على أن رؤية الرئيس أصبحت واقعًا أمريكيًا مشتركًا".
وألقى نائب الرئيس الحالي باللوم على الرئيس السابق جو بايدن، الذي قال إن سياساته تركت ترامب في مأزق.