"العُود" آلة مُوسيقية تُمثل ركنًا رئيسيًا في الموسيقى العربية، إلا أن لـ"العُود السوري" تحديدًا مكانةً خاصةً، لما يتمتع به من صوت فريد ومنحنيات صُنعت يدويًا بدقة لا مثيل لها، جعلته يتميز بنغماته النقية وأصواته المُتناسقة؛ ليدخل من باب واسع ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، على الرغم من وجود الآلة في جميع أنحاء المنطقة.
يقول طوني طويل، صانع عود سوري، إن الملحنين دائمًا ما يصنعون ألحانهم على آلة العُود، وليس آلة أخرى، إذ يتم من خلاله العزف على أكثر من 200 مقام.
"علي خليفة" صاحب ورشة لصناعة العُود يقول: إن صناعة العُود تأثرت بشدة بالأحداث السورية والأزمة الاقتصادية، في السنوات التي اعقبت تلك الأحداث، مع تراجع الطلب على الآلات الموسيقية، حيث باتت القوى الشرائية ضعيفة ولا تتناسب مع الأسعار، وكان العُود يباع بسعر رخيص للغاية قديمًا، إلا أنه زاد بعد الأحداث بقيمة تتراوح بين 10 أو 20 ضعفًا؛ بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية التي تدخل في مكونات صناعته.
تقول "رشا برهوم"، مُساعد رئيس برنامج التراث الحي، إن فكرة ضم العُود السوري لقائمة التراث الإنساني باليونسكو، بدأت منذ سنوات، إذ كانت هناك تساؤلات في هذا الشأن من المتخصصين في العزف على الآلة، وهو ما دفعنا إلى العمل على المشروع في عام 2018 ونجحنا بالفعل في إدراج آلة "العُود السوري" إلى قوائم التراث الإنساني باليونسكو في نهاية عام 2022.