الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ترامب يشهر سلاح المال.. هل ينصاع بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض إجراءات مالية قاسية ضد روسيا إذا رفضت مقترح وقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة 30 يومًا، في أحدث فصول الدبلوماسية الأمريكية لحل الصراع المستمر بين موسكو وكييف، منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وصرّح ترامب، الذي تولى الرئاسة في يناير 2025، أنه يمكن أن "يفعل أشياءً مالية قد تكون سيئة جدًا لروسيا" إذا لم توافق على وقف إطلاق النار، لكنَّه أضاف: "لا أريد أن أفعل ذلك، لأنني أريد تحقيق السلام".

وأكد البيت الأبيض أن مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيزور موسكو هذا الأسبوع، فيما تنتظر واشنطن وكييف وأوروبا ردَّ الكرملين على المقترح الذي تم التوصل إليه خلال مفاوضات مكثفة، جرت في المملكة العربية السعودية.

وحذر "ترامب" في تصريحات نقلتها صحيفة "ذا جارديان" من خطورة الموقف، قائلًا: "هذا وضع خطير للغاية يمكن أن يؤدي إلى الحرب العالمية الثالثة"، ما يضع مزيدًا من الضغط على جميع الأطراف للتوصل إلى حل.

آمال زيلينسكي 

من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله اتخاذ "خطوات قوية" إذا رفض نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار.

وقال: "أفهم أنه يمكننا الاعتماد على خطوات قوية.. لا أعرف التفاصيل بعد، لكننا نتحدث عن عقوبات وعن تعزيز أوكرانيا".

ووصف "زيلينسكي" المفاوضات في جدة بين الوفد الأمريكي بقيادة وزير الخارجية ماركو روبيو، والوفد الأوكراني بأنها "إيجابية للغاية".

وتمثل هذه المحادثات محاولة لإصلاح العلاقات بعد لقاء وصفته الصحيفة بالكارثي في البيت الأبيض، بين زيلينسكي وترامب قبل أسبوعين.

وأوضح زيلينسكي أن الأوكرانيين جاءوا إلى طاولة المفاوضات باقتراح لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في الجو والبحر، لكن الأمريكيين اقترحوا وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وهو ما تم الاتفاق عليه بعد مكالمات بين الوفدين ورئيسيهما.

تحرك أوروبي

وبالتزامن مع ذلك، اجتمع وزراء الدفاع من خمس قوى عسكرية أوروبية رائدة (المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفرنسا) في باريس لمناقشة تشكيل "قوة طمأنة" لضمان السلام في أوكرانيا.

وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، إنهم "يأملون رؤية وقف لإطلاق النار قريبًا"، وإن 15 دولة على استعداد للمساهمة في قوة تصل إلى 30 ألف فرد لتأمين مطارات أوكرانيا وموانئها وبنيتها التحتية بشكل دائم.

ومع ذلك، شدد الوزراء على أنهم لا يزالون يريدون من الولايات المتحدة تقديم ضمانات دعم لقوات حفظ السلام، وألمحوا إلى أن اتفاق المعادن المقرر توقيعه بين الولايات المتحدة وأوكرانيا قد لا يكون كافيًا.

بوتين في كورسك

في خطوة لافتة على الصعيد الميداني، عرض التلفزيون الرسمي مشاهد للرئيس الروسي خلال زيارته الأولى إلى منطقة كورسك، حيث شنَّت أوكرانيا هجومًا مفاجئًا العام الماضي.

ظهر الرئيس الروسي بزي عسكري، معربًا عن أمله أن يتمكن جيشه من "تحرير" المنطقة بالكامل قريبًا، وأمر بمعاملة الجنود الأوكرانيين الذين تم أسرهم في كورسك كإرهابيين.

وتزامنت هذه الزيارة مع دخول القوات الروسية الساحة المركزية لمدينة سودجا، أكبر مقاطعة روسية كانت تحت سيطرة أوكرانيا، بينما ألمح القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي، إلى انسحاب قواته لتقليل الخسائر.

أيضًا، أشار زيلينسكي إلى هذا الانسحاب في تصريحاته قائلًا: "القيادة العسكرية تفعل ما ينبغي عليها فعله، وهو إنقاذ أكبر عدد ممكن من أرواح جنودنا".

وكان زيلينسكي صرح في مقابلة سابقة بأن أوكرانيا تأمل في مبادلة الأراضي التي تسيطر عليها في منطقة كورسك بمناطق أوكرانية تحتلها روسيا.

روسيا تتحفظ

في موسكو، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن روسيا تنتظر معلومات مفصلة من واشنطن حول محادثات جدة، وأن بوتين يجب أن يتم إبلاغه أولًا قبل أن يقرر ما إذا كان الاقتراح مقبولًا لروسيا.

وأضاف بيسكوف أن الكرملين يمكنه تنظيم مكالمة بين بوتين وترامب في وقت قصير إذا لزم الأمر، ما يشير إلى مرونة روسية للتفاوض على أعلى مستوى.

وسابقًا، حدد الزعيم الروسي قائمة من المطالب القصوى لإنهاء الحرب، تشمل تخلي أوكرانيا عن عضوية الناتو، وخضوعها لنزع السلاح الجزئي، والتنازل عن السيطرة الكاملة على المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمها بوتين في عام 2022.

الخطوات المقبلة

من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستتواصل مع روسيا بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه امتنع عن توضيح العواقب التي قد تواجهها موسكو في حال الرفض.

وقال "روبيو"، خلال توقف في أيرلندا: "نحن جميعًا ننتظر بفارغ الصبر الرد الروسي وندعوهم بقوة للنظر في إنهاء جميع الأعمال العدائية.. إذا قالوا لا، فمن الواضح أننا سنضطر إلى فحص كل شيء ومعرفة موقفنا في العالم وما هي نواياهم الحقيقية".