الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ترامب يعلن غضبه من زيلينسكي.. مستقبل حرب أوكرانيا يسير نحو المجهول

  • مشاركة :
post-title
زيلينسكي - ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها الحرب الروسية الأوكرانية، برزت أزمة دبلوماسية جديدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما يعمق الفجوة بين واشنطن وكييف.

تصريحات زيلينسكي الأخيرة حول أن "نهاية الحرب قد تكون بعيدة جدًا" أثارت غضب ترامب، الذي اتهمه بعدم السعي للسلام، مهددًا بأن الولايات المتحدة لن تتسامح مع هذا الموقف طويلًا، بحسب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

ترامب يهاجم زيلينسكي

في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أعرب دونالد ترامب عن غضبه من تصريحات زيلينسكي حول مستقبل الحرب، معتبرًا أنها "أسوأ بيان يمكن أن يصدر"، وأضاف ترامب أن الرئيس الأوكراني لا يسعى للسلام طالما أنه يحظى بالدعم الأمريكي والأوروبي، مشيرًا إلى أنه خلال اجتماع سابق بينهما، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا لا يمكنها الاستمرار بدون المساعدات الأمريكية.

وطرح ترامب تساؤلات حول "ما الذي يفكرون فيه؟"، مشددًا على أن هذه التصريحات قد تضر بالموقف الأوكراني في الساحة الدولية.

في ظل هذا التوتر، اقترحت فرنسا هدنة جزئية لمدة شهر تشمل البنية التحتية الجوية والبحرية والطاقة، بهدف اختبار نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن هذه الهدنة ستسمح بقياس مدى استعداد روسيا لمفاوضات سلام حقيقية، وأضاف "بارو" خلال قمة أوروبية في لندن أن "التهديد يقترب منا باستمرار، وخط المواجهة يقترب منا باستمرار"، محذرًا من أن خطر الحرب في أوروبا لم يكن بهذا المستوى من قبل.

زيلينسكي: السلام لا يزال بعيدًا

على الرغم من التوترات مع ترامب، أعرب زيلينسكي عن تفاؤله بالشراكة بين أوكرانيا والولايات المتحدة، قائلًا: "علاقتنا مع الولايات المتحدة ستستمر، لأنها أكثر من مجرد علاقة عرضية".

إلا أن تصريحات زيلينسكي حول بعد السلام مع روسيا أثارت قلق البيت الأبيض، حيث اعتبرها البعض محاولة لتعزيز المساعدات العسكرية الغربية دون تقديم تنازلات سياسية.

في سياق متصل، عقد ترامب اجتماعًا مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض لمناقشة الخطوات المقبلة، بما في ذلك مراجعة الاقتراح الأوروبي والنظر في احتمال قطع المساعدات عن أوكرانيا.

وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، حضر الاجتماع مستشار الأمن القومي مايكل والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ورفض والتز الكشف عن موقف الإدارة من المقترح الفرنسي، لكنه رحّب بجهود ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لتعزيز الأمن الأوروبي.

إشارات متضاربة

في منشور آخر على منصة إكس، هاجم ترامب الحلفاء الأوروبيين بسبب استمرارهم في شراء النفط والغاز الروسيين، مشيرًا إلى أنهم "أنفقوا أموالًا أكثر على الطاقة الروسية مما أنفقوه على الدفاع عن أوكرانيا بفارق كبير!".

في الوقت نفسه، استمر بعض مستشاري ترامب في الضغط على زيلينسكي، حيث اقترح بعضهم أنه قد يكون من الأفضل للرئيس الأوكراني الاستقالة لإفساح المجال لمفاوضات جديدة.

لم يدع مستشار الأمن القومي مايكل والتز بشكل مباشر إلى استقالة زيلينسكي، لكنه أشار إلى أن سلوك الرئيس الأوكراني في المكتب البيضاوي يثير تساؤلات حول قدرته على قيادة بلاده.

في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، قال والتز: "نحن بحاجة إلى زعيم يمكنه التعامل مع الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء هذه الحرب. إذا كانت الدوافع الشخصية أو السياسية للرئيس زيلينسكي تتعارض مع إنهاء القتال، فنحن أمام مشكلة حقيقية".

مواقف أوروبية متباينة

فيما تصاعدت التوترات بين واشنطن وكييف، أبدت بعض الدول الأوروبية تحفظات على النهج الأمريكي، وصرّح فريدريش ميرز، المرشح الأبرز لمنصب المستشار الألماني المقبل، بأن الخلاف في المكتب البيضاوي كان "تصعيدًا مُصطنعًا"، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب تبدو غير مهتمة بمستقبل أوروبا، مضيفا أن أولويته القصوى ستكون تعزيز استقلال أوروبا عن الولايات المتحدة.

من جانبه، انتقد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو تعامل ترامب مع زيلينسكي، قائلًا: "في المكتب البيضاوي، شاهد العالم بأسره مشهدًا اتسم بالوحشية والرغبة في الإذلال"، معتبرًا أن الرئيس الأوكراني أظهر صمودًا يستحق التقدير.

خيارات ترامب

في تعليق لصحيفة "ذا جارديان"، قال مسؤول أوروبي رفيع المستوى إن ترامب عليه الآن أن يقرر ما إذا كان يريد أن يُنظر إليه كـ"زعيم العالم الحر" أم "زعيم عصابة ابتزاز"، مشيرًا إلى أن الخيارات التي يتخذها ستحدد موقف أوروبا تجاه إدارته.

ويسعى كير ستارمر إلى لعب دور الوسيط بين أوروبا والولايات المتحدة، مشددًا على ضرورة استمرار تدفق المساعدات العسكرية لأوكرانيا وزيادة الضغوط الاقتصادية على روسيا، كما أكد أن أوروبا بحاجة إلى "ضمانات أمنية حقيقية" لمنع أي تصعيد روسي محتمل.