الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين مشادة ترامب ودعم ستارمر.. زيلينسكي يضع الملك تشارلز أمام خيارات محدودة

  • مشاركة :
post-title
بينما يتم بسط السجادة الحمراء الملكية لاستقبال ترامب لكن مساعدي الرجلين يعملون لتسوية التوترات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

يأتي مشهد الحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ثم الدعم الذي تلقاه في اليوم التالي من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ليشكّل معضلة خطيرة بالنسبة لقصر باكنجهام؛ بعد أن سبق ووافق ترامب على دعوة ستارمر للقيام بـ"زيارة دولة" إلى بريطانيا، حيث يلتقي الملك تشارلز الثالث.

وتشير صحيفة "ذا تليجراف" إلى أن العائلة المالكة البريطانية ومساعديها باعتبارهم سادة الدبلوماسية -ودعاة القوة الناعمة وليس العدوانية- قد "شعروا بالرعب من الأحداث غير العادية التي وقعت يوم الجمعة في المكتب البيضاوي".

تضيف الصحيفة: "لا شك أنه (الملك البريطاني) سيعتقد أن رئيس الوزراء في زمن الحرب، ونستون تشرشل، كان ليتقلب في قبره عند رؤية هذا المشهد، إلى جانب والدة الملك الراحلة إليزابيث الثانية، وجده جورج السادس. وهما ملكان جسّدا العلاقة الخاصة مع أمريكا".

وهذا -وفق التقرير- يفسر استقبال الملك (البالغ من العمر 76 عامًا) المتوقع غدًا الأحد للرئيس زيلينسكي في لقاء رسمي، بناء على نصيحة الحكومة، في إظهار واضح للتضامن.

وبينما تقضي الدبلوماسية البريطانية بأن يتم بسط السجادة الحمراء الملكية مرة أخرى، قريبًا، لاستقبال ترامب وزوجته ميلانيا؛ لكن مساعدي الرجلين سوف يبذلون قصارى جهدهم لضمان تسوية أي توترات خلف الأبواب المغلقة.

دعم أوكرانيا

حتى قبل بداية الحرب التي اندلعت قبل ثلاث سنوات، لم يخف ملك بريطانيا دعمه لأوكرانيا، حيث قارن، عام 2014، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالزعيم النازي أدولف هتلر في أعقاب السيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم.

كما أدان تشارلز الثالث عملية الرئيس الروسي العسكرية في أوكرانيا مرارًا وتكرارًا، وتحدث عن "آفة" الحرب في أوروبا.

وتشير "ذا تليجراف" إلى أنه "يبدو أن السياسة الداخلية أدت إلى قيام القصر بالمبالغة في التعامل مع الرئيس الأمريكي، من خلال عرض زيارة دولة غير مسبوقة، إضافة إلى الوعد بالإقامة الصيفية في قلعة "بالمورال" أو منزل "دومفريز" في أسكتلندا -المفضّلة لدى ترامب- إضافة إلى التقارير التي تفيد بأن الملك يخطط لزيارة الولايات المتحدة في عام 2026".

ورغم أن مثل هذه الدعوات تُقدم بناء على طلب من وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية، فلن تتم الموافقة عليها دون موافقة القصر الملكي.

الرئيس والأمير

جاء هذا التدفق من الود الملكي في أعقاب اجتماع ناجح للغاية بين ولي العهد البريطاني أمير ويلز والرئيس ترامب، عقب إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في باريس في ديسمبر الماضي. كما فوجئ مراقبو شؤون العائلة المالكة البريطانية بأن الملك فوّض ابنه ووريثه في أول اجتماع بعد الانتخابات الأمريكية بين التاج البريطاني والرئيس المنتخب آنذاك.

نجاح اللقاء الذي استمر 40 دقيقة، والذي أشاد فيه ترامب بالأمير وليام على براعته الدبلوماسية، أثار مخاوف خلف بوابات القصر البريطاني من أن وريث العرش ربما يكون قد سرق عن غير قصد بريق والده.

كما اضطر القصر الملكي إلى نفي التلميحات بأن الملك تجاهل ترامب لأنه اختلف معه في قضايا مثل تغير المناخ.

وتلفت الصحيفة إلى أنه تم "التغلب" على التغطية الإعلامية الإيجابية لـ"العلاقة الخاصة" بين ويليام والبيت الأبيض من خلال إحاطات تفاعلية، تؤكد الرسالة الراسخة التي كتبها الملك إلى ترامب، مع حرص "المطلعين" على تأكيد "دفء" الرابطة بين الرجلين.

ليس أوباما

جاء الإسراع في تأكيد دعوة الزيارة الرسمية التي وجهها رئيس الوزراء البريطاني ستارمر إلى ساكن البيت الأبيض أول أمس الخميس، لتكون المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها تقديم حفل استقبال ملكي ضخم لرئيس دولة منتخب، بعد زيارة الدولة التي قام بها ترامب في عام 2019.

ومن عجيب المفارقات، أن الزيارة شهدت واقعة أثارت دهشة البريطانيين، عندما بدا ترامب وكأنه ينتهك البروتوكول عندما سار أمام الملكة الراحلة خلال تفقد الحرس الملكي "كولدستريم" في قلعة وندسور.

هذه الزيارة لم تسر على نهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وزوجته بريطانيا في عام 2011، عندما شكلت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية رابطة وثيقة مع السيدة الأولى السابقة، لدرجة أنها دعت ميشيل أوباما وابنتيها ماليا وساشا إلى جولة شخصية في قصر باكنجهام خلال زيارة خاصة لاحقة إلى لندن.

وعندما عاد أوباما وزوجته إلى المملكة المتحدة في عام 2016، تم تصويرهما بشكل مشهور أثناء لقاء أصغر أفراد العائلة، الأمير جورج، الذي كان يبلغ من العمر عامين -آنذاك- مرتديًا ثوب النوم في قصر كنسينجتون.