الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أسبوع حاسم في أوروبا.. خطط دعم أوكرانيا تنتظر الخطوات الملموسة

  • مشاركة :
post-title
قمة زعماء أوروبا في لندن

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تستعد أوروبا لأسبوع مصيري سيحدد مستقبل أمنها القومي، في ظل المخاوف المتزايدة من تغير موقف الولايات المتحدة تجاه حلفائها التقليديين، فبعد قمة لندن التي انعقدت، أمس الأحد، وخرجت بوعود كثيرة لكن تفاصيل قليلة، تتجه الأنظار نحو قمة بروكسل، المقررة الخميس المقبل، التي قد تشهد تحولًا في السياسة الدفاعية الأوروبية.

الاعتماد على النفس

كشفت صحيفة "بوليتيكو" أن أجواء متوترة سادت قمة لندن، التي استضافها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أعقاب الموقف الصادم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجاه الأخير خلال لقائهما في البيت الأبيض.

وأشار دبلوماسي أوروبي للصحيفة إلى أن هناك حاجة مُلحّة لحماية الأمن الجماعي للقارة بعد المشاهد المروعة في واشنطن، لدرجة أن المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية كايا كالاس، اقترحت أن أمريكا لم تعد تقود العالم الحر.

وأعلن ستارمر عقب القمة أن "أوروبا يجب أن تقوم بعمل ثقيل" عندما يتعلق الأمر بحماية أوكرانيا من التوسع الروسي، مؤكدًا حقيقة تراجع الدور الأمريكي على الساحة العالمية.

خطة سلام

وبدلًا من الافتراضات السابقة بأن الولايات المتحدة ستتولى زمام المبادرة، ستقوم بريطانيا وفرنسا وأوكرانيا بوضع خطة سلام وتقديمها إلى ترامب.

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن الخطة المحتملة تتضمن قوة لحفظ السلام بقيادة بريطانية-فرنسية، أطلق عليها ستارمر اسم "ائتلاف الراغبين"، في صدى لمجموعة الدول التي قادتها الولايات المتحدة لغزو العراق عام 2003.

أزمة تمويل الدفاع

تسلط الصحيفة الضوء على قضية التمويل العسكري كأحد أهم التحديات في قمة بروكسل، وفي تصريحات لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية بعد القمة، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دول حلف الناتو بزيادة استثماراتها في جيوشها، قائلًا: "خلال السنوات الثلاث الماضية، أنفق الروس 10% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، نحن بحاجة إلى الاستعداد لما يأتي بعد ذلك، بهدف الوصول إلى 3 - 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي".

هدف الإنفاق الحالي لحلف الناتو هو 2% سنويًا، لكن العديد من الحكومات الأوروبية لا تحقق حتى هذه النسبة، وهو ما يثير غضب ترامب.

ومن أجل تعزيز ميزانيات الدفاع بشكل كبير، حث ماكرون الاتحاد على استخدام "التمويل المبتكر"، مقترحًا توفير 200 مليار يورو، من خلال الاقتراض المشترك أو آلية الاستقرار الأوروبية.

تحديات وعوائق

رغم الخطابات المتفائلة، تفتقر القاعدة الصناعية الدفاعية الأوروبية إلى القدرات الكافية، ما يعني أن زيادات الإنفاق قد تستغرق وقتًا طويلًا لتؤتي ثمارها، كما أن بعض القادة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، يبدون دعمًا أكبر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما قد يعرقل أي إجماع أوروبي.

وقال رئيس حلف الناتو مارك روته، الذي حضر قمة لندن أيضًا، إن بعض الدول تعهدت بزيادة الإنفاق الدفاعي، لكن مرة أخرى، تظل التفاصيل غير واضحة.

أوكرانيا بين أمريكا وأوروبا

أشارت "بوليتيكو" نقلًا عن دبلوماسي أوروبي، إلى أن زيلينسكي يحتاج بشدة إلى إيجاد طريقة لبناء علاقة مع ترامب وتوقيع صفقة المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا من جديد.

وقال الدبلوماسي إن "المنطق هو أن صفقة المعادن ستمنح الولايات المتحدة مصالح تجارية على الأرض، ما يوفر درجة من الحماية".

وفي ختام القمة، نقلت "بوليتيكو" عن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك مطالبته أوروبا بإنهاء اعتمادها على الضمانات الأمريكية، قائلًا: "500 مليون أوروبي يطلبون من 300 مليون أمريكي حمايتهم من 140 مليون روسي. هل يمكنك العد؟ اعتمد على نفسك. ابدأ بالاعتماد على نفسك".