الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ماكرون يواجه أوروبا بصعوبة موقفها.. رفع الإنفاق الدفاعي أو "مستقبل بلا حماية"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الدول الأوروبية إلى رفع إنفاقها الدفاعي بشكل كبير ليصل إلى ما بين 3% و3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، في تحرك يعكس قلقًا متزايدًا بشأن مستقبل الأمن الأوروبي، لا سيما وأنه يأتي في أعقاب قمة طارئة حول أوكرانيا عُقدت بلندن، وفي ظل مخاوف متزايدة من تراجع الدعم الأمريكي للأمن الأوروبي مع عودة الرئيس دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات نوفمبر 2024.

تحذير فرنسي

قال ماكرون في مقابلة مع صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية: "خلال السنوات الثلاث الماضية، أنفقت روسيا 10% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.. نحتاج إلى الاستعداد لما هو قادم، بهدف الوصول إلى نسبة تتراوح بين 3% و3.5% من الناتج المحلي الإجمالي".

وأشارت صحيفة "بوليتيكو" إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها الزعيم الفرنسي رقمًا محددًا لما يعتبره ضروريًا للدفاع الأوروبي، على الرغم من أن دول البلطيق طالما دعت إلى إنفاق 3% على الأقل، بينما طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنسبة 5%.

وتأتي هذه الدعوة في وقت تنفق فيه فرنسا نفسها 2.1% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع سنويًا، وهو ما يتجاوز بالكاد هدف حلف الناتو البالغ 2%، وهو المستوى الذي وصلت إليه باريس، العام الماضي فقط.

القمة الأوروبية في لندن
تحول السياسة الأمريكية

تسعى أوروبا جاهدة لبلورة استجابة لسياسة واشنطن الجديدة تجاه أوكرانيا، التي يبدو أنها تبتعد عن أوروبا وتسعى للمصالحة مع روسيا، حسبما رأت "بوليتيكو".

ووسط المخاوف بشأن جدوى حلف الناتو في المستقبل، تسعى الدول الأوروبية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية الذاتية مع استمالة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال التركيز على تقاسم الأعباء داخل التحالف.

ومن المقرر عقد قمة للمجلس الأوروبي مخصصة للدفاع وأوكرانيا، الخميس المقبل، ومن المتوقع أن يناقش قادة الاتحاد الأوروبي سبل تمويل زيادة النفقات العسكرية.

وكشفت "بوليتيكو" أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يرفع قادة حلف الناتو هدف الإنفاق الحالي البالغ 2%، خلال قمة يونيو في لاهاي، إذ صرّح الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، بأن الهدف الجديد سيكون "أكثر بشكل ملحوظ" من 3%.

مقترحات ماكرون الجريئة

كشفت "بوليتيكو" أنه من أجل إحداث طفرة كبيرة في ميزانيات الدفاع الأوروبية، حث الرئيس الفرنسي، الاتحاد الأوروبي على الاستفادة من صناديق التماسك الأوروبية وبرامج التمويل الحالية "التي لا يتم استخدامها".

وأضاف: "نحتاج إلى منح تفويض للمفوضية لاستخدام تمويل مبتكر. هذا يعني إما الاقتراض المشترك، أو آلية الاستقرار الأوروبية.. في المرحلة الأولى نحتاج إلى 200 مليار يورو لنتمكن من الاستثمار".

وألمح ماكرون إلى أنه سيقترح ميزانية دفاعية جديدة لفرنسا، على الرغم من افتقاره للأغلبية البرلمانية اللازمة لتمريرها.

وقال: "سيتعين علينا مراجعة وزيادة قانون التخطيط العسكري السبعي"، متسائلًا: "هل نحتاج إلى المزيد من التمويل الوطني؟، كيف نستخدم تمويلنا الأوروبي بشكل أفضل؟".

اعتماد على الذات

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن التحدي الذي أطلقه ماكرون لأوروبا يعكس إدراكًا متزايدًا بأن القارة قد تضطر للاعتماد على نفسها في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، فمع عودة ترامب إلى البيت الأبيض ونهجه المعروف بالتشكيك في قيمة التحالفات التقليدية، والمطالبة المستمرة بأن تدفع أوروبا المزيد مقابل حمايتها، تجد أوروبا نفسها في مفترق طرق استراتيجي.

وأضافت أن دعوة ماكرون تمثل نقطة تحول في الاستراتيجية الدفاعية الأوروبية، لكنها تواجه تحديات عملية كبيرة، فالسؤال الأبرز يظل كيفية تمويل هذه الزيادة الكبيرة في الإنفاق العسكري في ظل القيود المالية التي تواجهها العديد من الدول الأوروبية، خاصة بعد سنوات من جائحة كوفيد-19 والأزمات الاقتصادية المتتالية.