الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مضطر لتقديم تنازلات.. نتنياهو يخشى مصير زيلينسكي مع ترامب

  • مشاركة :
post-title
ترامب ونتنياهو في أول لقاء بينهما بعد فوزه بالرئاسة الأمريكية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في عالم السياسة الدولية، العلاقات ليست ثابتة، بل تحكمها المصالح وتقلبات الأحداث، ولعل العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحمل الكثير في طياتها، خاصة عند مقارنتها بعلاقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الأمريكي.

ففي حين حظي لقاء نتنياهو بترحيب دافئ وابتسامات متبادلة بعد رضوخه للضغوط الأمريكية والموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، اتسم لقاء زيلينسكي الأخير بجفاء وبرود، ما يعكس تحولات غير متوقعة في موقف ترامب تجاه حلفائه، ويطرح سؤالًا حول إمكانية أن يلقى نتنياهو المصير نفسه.

علاقة ترامب ونتنياهو

في الشهر الماضي، التقى نتنياهو بترامب في اجتماع اتسم بالدفء والتفاهم المتبادل، وسط ابتسامات متبادلة، وحوار سلس، وإشارات واضحة إلى توافق في وجهات النظر، لكن على النقيض من ذلك، شهد لقاء ترامب مع زيلينسكي حالة من البرود والجفاء، انعكست على لغة الجسد، حيث بدا زيلينسكي متحفظًا ومتقوقعًا داخل نفسه، وكأنه يخشى من أي موقف قد يزعج ترامب.

وبحسب "يديعوت أحرونوت" العبرية، أثارت هذه المشاهد التساؤلات حول مدى استقرار علاقات ترامب مع حلفائه، وما إذا كان نتنياهو قد يواجه مستقبلًا مشابهًا لمصير زيلينسكي في حال تغيرت المعطيات.

ورغم العلاقة الوطيدة بين ترامب ونتنياهو، هناك سيناريوهات قد تؤدي إلى تدهور هذه العلاقة، فترامب شخصية متقلبة، تُحركه مشاعر الرضا والإحباط، وعليه فإن أي خطوة من نتنياهو قد تزعج ترامب ستؤدي إلى فتور في العلاقة.

ومن بين الأسباب التي قد تدفع ترامب لتغيير موقفه من نتنياهو، شعوره أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يُعرقل فرصه للحصول على جائزة نوبل للسلام أو تحقيق نجاح دبلوماسي كبير، فقد يؤثر ذلك على موقفه من إسرائيل.

وحسب الصحيفة العبرية، من بين الأسباب التي قد تدفع ترامب لتغيير موقفه من نتنياهو، إذا فضّل الأخير الاستمرار في التحالف مع شخصيات يمينية متشددة مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير، فقد يُضعف ذلك دعمه داخل الإدارة الأمريكية، إضافة إلى أنه في حال تم اكتشاف أن نتنياهو قدَّم وعودًا كاذبة أو تلاعب بالمواقف السياسية، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع دعم ترامب له.

ترامب ومصالحه الشخصية

ترامب ليس رئيسًا تقليديًا، فهو يُدير السياسة الخارجية من منطلق مصالحه الشخصية وليس بالضرورة مصالح الولايات المتحدة ككل، وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن أي تعارض بين مصالح ترامب وإسرائيل قد يؤدي إلى توتر في العلاقة بينه وبين نتنياهو.

ومن بين القضايا التي قد تؤثر على العلاقة، التسوية مع الفلسطينيين، فإذا قررت الإدارة الأمريكية استخدام القضية الفلسطينية كورقة ضغط لتحقيق اتفاق أكبر مع السعودية، فقد يجد نتنياهو نفسه في موقف صعب بين التزامات إسرائيل السياسية ورغبات ترامب.

كذلك، فإنه في حال قرر ترامب اللجوء إلى تسوية مع إيران بدلاً من التصعيد العسكري، فقد يثير ذلك استياء نتنياهو، الذي يُعتبر من أشد المعارضين لأي تقارب مع طهران.

وتُظهِر التطورات الأخيرة أن نتنياهو يدرك جيدًا كيفية التعامل مع ترامب، ويعرف أنه لا ينبغي أن يثير غضبه، فقد تعلم نتنياهو الدرس بعد أن رأى كيف وقع زيلينسكي في فخ خلال اجتماعه مع ترامب، حين تعرض للإحراج والتجاهل، وبالتالي فإن نتنياهو يسعى إلى الحفاظ على علاقة متوازنة مع ترامب، تضمن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل.

ومع ذلك، فإن هذا التنسيق قد يُجبر نتنياهو على تقديم تنازلات لا يرغب بها، خصوصًا إذا قرر ترامب استغلال الموقف للضغط عليه، فكما أن قوة ترامب تخدم نتنياهو حاليًا، فإنها قد تتحول ضده في أي لحظة، ما يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي في موقف حساس.