قضت محكمة أسترالية بسجن والدين، تسببا في وفاة ابنتهما البالغة 8 سنوات، بحرمانها من الأنسولين لمدة أسبوع تقريبًا، إذ كانت مصابة بمرض السكري.
تم تشخيص كيري ستروهس في عام 2019 بمرض السكري من النوع الأول، وتم إبلاغ أسرتها أنها ستحتاج إلى حقن الأنسولين يوميًا.
ينتمي الوالدان إلى طائفة دينية تُعرف باسم "القديسين"، وعارضا الرعاية الطبية وفقًا لمعتقدهما.
ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، توفيت ستروهس في منزلها في توومبا غربي بريسبان في يناير 2022، بسبب الحماض الكيتوني السكري، الذي يسبب تراكمًا خطيرًا للكيتونات (نوع من الأحماض) وارتفاع نسبة السكر في الدم.
وقال قاضي المحكمة العليا في كوينزلاند، مارتن بيرنز، إنه "على الرغم من أنه كان من الواضح أن والدي إليزابيث، وكل عضو في الكنيسة بما في ذلك جميع المتهمين الآخرين، يحبونها كثيرًا، إلا أن أفعالهم أدت إلى وفاتها".
وذكر: "بسبب إيمانهم الفريد بقوة الله الشافية، حُرِمت الفتاة من الشيء الوحيد الذي كان من المؤكد أنه سيُبقيها على قيد الحياة".
وكان والدها جيسون ستروهس ووالدتها إليزابيث ستروهس من بين 14 شخصًا أُدينوا بالقتل غير العمد الشهر الماضي.
وحكم بيرنز على زعيم القديسين بريندان ستيفنز بالسجن لمدة 13 عامًا، ووصفه بأنه "شخص خطير ومتلاعب للغاية".
وفي المقابل، دافع ستيفنز (63 عامًا* عن تصرفات المجموعة باعتبارها قائمة على الإيمان، ووصف المحاكمة بأنها عمل من أعمال "الاضطهاد الديني"، وقال إن المجموعة كانت ضمن "حقها في الإيمان بكلمة الله تمامًا".
وأيضًا، حُكم على أحد عشر عضوًا آخرين بالسجن لمدة تتراوح بين ست وتسع سنوات.
وقالت المدعية كارولين ماركو، خلال المحاكمة التي استمرت عدة أشهر واستمع إليها قاضٍ جالس بمفرده دون هيئة محلفين، إن "إليزابيث كانت تعاني من القيء والخمول الشديد وفقدان الوعي بسبب حرمانها من الرعاية الطبية".
واستدعى المدعون 60 شاهدًا ورسموا صورة لطفلة عانت كثيرًا في أيامها الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، صلَّى أعضاء الجماعة وغنوا للفتاة وهي مستلقية على مرتبة وتدهورت حالتها، وفي حين اعتقد عضو الطائفة أنه يمكن إعادتها إلى الحياة، ولم يبذل أي جهد لاستدعاء طبيب، ولم يتم إخطار السلطات إلا بعد 36 ساعة من وفاتها.
وقال والدها جيسون ستروهس للمحكمة، في وقت سابق: "إليزابيث نائمة فقط، وسأراها مرة أخرى".
وصفت شقيقة إليزابيث جايد ستروهس، في وقت سابق، وشهود آخرون الجماعة بأنها لديها آراء صارمة، بما في ذلك أنه يجب تجنب الرعاية الصحية السائدة، وأن عيدي الميلاد والفصح "وثنيان" أو مهرجانات غير تقية.
لا ينتمي القديسون إلى كنيسة قائمة في أستراليا، ويبلغ عدد أعضائها نحو عشرين عضوًا من ثلاث عائلات.
مرض السكري من النوع الأول هو اضطراب يفشل فيه البنكرياس في إنتاج ما يكفي من الأنسولين، ويتميز بمستويات عالية غير منضبطة من الجلوكوز في الدم ويمكن السيطرة عليه عن طريق حقن الأنسولين.