الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صراع عالمي جديد.. حرب كنوز الأرض المدفونة

  • مشاركة :
post-title
المعادن النادرة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تصاعد الحديث عن مصطلح المعادن النادرة خلال الأيام الماضية، ويرجع ذلك إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشعل صراعًا من نوع جديد، قايض خلاله أوكرانيا بالحصول على معادنها النادرة مقابل استمرار المساعدات العسكرية، بخلاف جرينلاند التي طالب بشرائها والحصول عليها لاستخراج كنوزها المدفونة.

وتعتبر المعادن النادرة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لجميع القطاعات والاقتصاد العالمي على نطاق واسع، وهو ما يجذب اهتمامًا كبيرًا للدول التي تمتلك هذه الموارد الحيوية، وبات الوصول إليها حديثًا، يرتبط بالنزاعات الجيوسياسية.

رواسب الأرض

ويشمل مصطلح المعادن النادرة، 17 عنصرًا أساسيًا موجودة في قشرة الأرض، حيث تتمتع بخصائص فريدة مثل القدرات المغناطيسية والتوصيل الكهربائي والمقاومة للتآكل، وهو ما يجعلها جزء لا يتجزأ من الولاعة إلى الهواتف الذكية وصولًا إلى أنظمة توجيه الصواريخ.

وعلى الرغم من توافر تلك المعادن النادرة بكثرة في مختلف أنحاء العالم، إلا أن العثور عليها مركزة في رواسب الأرض، بحسب مجلة "نيوزويك"، يجعل عملية الاستخراج والتكرير معقدة ومكلفة للغاية.

أماكن انتشار المعادن النادرة حول العالم
المعادن النادرة

وبسبب أهميتها التكنولوجية أدت تلك المعادن النادرة إلى ظهور نوع جديد من "حروب الموارد"، وبات الرغبة في السيطرة عليها يغذي الاضطرابات في وسط أفريقيا، كما أنها وراء اهتمام ترامب بالسيطرة على جرينلاند، التي تعد مركزًا كبيرًا لرواسب المعادن النادرة.

وتنبع رغبة ترامب في شراء جرينلاند من منطلق الاستفادة من المعادن النادرة التي تحتوي عليها، إضافة إلى النفط والغاز الطبيعي، كما تحتوي المنطقة الدنمركية أيضًا على رواسب ضخمة من العناصر الأساسية لمختلف التقنيات المتقدمة، وخاصة المستخدمة في الإلكترونيات، والطاقة المتجددة، وتطبيقات الدفاع.

رواسب مركزة

ووفقًا لخريطة تابعة لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، تبيّن أن هناك مناطق معينة مثل شمال وجنوب إفريقيا، فضلًا عن الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، تحتوي على رواسب مركّزة من المعادن الأرضية النادرة، وذلك نتيجة لحركات الصفائح التكتونية التي تخلق ظروفًا مواتية للتعدين.

عمليات استخراج المعادن النادرة من باطن الأرض مكلفة

وتعد دولة المغرب لاعبًا كبيرًا في تصدير معدن الزنك متعدد الاستخدامات، خاصة في البطاريات وكذلك المنتجات الصيدلانية، حيث تشهد مراكش انتشار رواسب الزنك خاصة في المناطق التي يطلق عليها العلماء "التكوينات الرسوبية والحرارية المائية سهلة الاستخراج".

هيمنة صينية

كما ساهم وجود المعادن الثمينة في جنوب إفريقيا في امتلاك اقتصاد أقوى وأكثر تنوعًا مقارنة بمعظم أنحاء القارة الإفريقية، كما تعد أوكرانيا أيضًا موطنًا لعدد من الاحتياطيات المعدنية الهامة، بما في ذلك الليثيوم والتيتانيوم، وهو معدن خفيف الوزن ومقاوم للتآكل يستخدم في بناء الطائرات والأدوات الجراحية ومعدات المعالجة الكيميائية.

ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للسماح للشركات الأمريكية بالاحتفاظ بحصة 50٪ في رواسب المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا كتعويض عن الدعم العسكري الأمريكي في الماضي والمستقبل، بما يعادل 500 مليار دولار.

وتظل الصين القوة العالمية في مجال العناصر الأرضية النادرة، حيث تمتلك 44 مليون طن متري وتظل أكبر منتج للعناصر الأرضية النادرة في العالم، ووفقًا للخبراء، تعتبر تلك الهيمنة الصينية في هذا المجال، السبب الرئيسي وراء جهود الولايات المتحدة لتوسيع احتياطياتها المعدنية، حتى ولو عن طريق " حروب الموارد".