الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"لم نعد نحلم بالمستقبل".. شهادات فلسطينية تنقلها صحيفة إسرائيلية عن مأساة غزة

  • مشاركة :
post-title
معاناة سكان غزة تجاه الوضع القائم

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

"لم نعد نحلم بالمستقبل".. عكست هذه العبارة حالة من عدم اليقين، لخَّصها ثائر غرباوي، المحامي البالغ من العمر 31 عامًا من حي الرمال، حول واقع الحياة في قطاع غزة، خلال حديثه لصحيفة هآرتس العبرية، التي استعرضت تفاصيل الوضع الإنساني بالقطاع، من خلال شهادات مجموعة من الفلسطينيين داخل القطاع، وحملت يأسًا واضحًا بشأن تطورات الأزمة الحالية والمفاوضات الجارية حول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين.

واقع الحياة اليومية

يكشف غرباوي، في حديثه مع صحيفة هآرتس، عن تفاصيل حياته اليومية بعد فقدان منزله، نوفمبر 2023، إثر القصف الذي أصاب حي الرمال، ما أدى إلى إصابة زوجته الحامل ووفاة جنينها.

ويقول: "غزة تغيرت كثيرًا، نحن نواجه تحديات كبيرة في التكيف مع الوضع الراهن"، مضيفًا أنه اضطر للانتقال مع زوجته وطفله البالغ من العمر 5 سنوات، إلى الجنوب بحثًا عن الأمان، مشيرًا إلى أن ما يقلقه بشكل خاص هو مستقبل ابنه في ظل الظروف الحالية.

ويضيف أنه يخشى على طفله الوحيد، الذي بلغ الخامسة من عمره الأسبوع الماضي، ويخشى أن يكبر ابنه ليتحمل نفس العنف وعدم اليقين الذي عاشه.

وأضاف بحزن شديد: "على مدى 31 عامًا، كل ما أتذكره هو حرب تلو الأخرى، في كل مرة يتعين عليّ أن أبدأ من جديد، أخشى أن يأتي يوم لا أمتلك فيه القوة لمواصلة القيام بذلك".

آمال معلقة

ويشارك سليمان الجود، سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 37 عامًا، مأساته وشعوره مع صحيفة هآرتس، إذ يقول بعد أن انتقل من بيت لاهيا إلى مخيم المواصي في خان يونس: "نحن نواجه تحديات يومية في تأمين الاحتياجات الأساسية".

ويضيف أنه فقد أفرادًا من عائلته خلال الأحداث الأخيرة، ويواجه صعوبات في توفير المياه النظيفة والغذاء لعائلته.

ويصف روتينه اليومي الذي يتضمن ساعات من البحث عن المياه النظيفة والانتظار في طوابير طويلة للحصول على الخبز، مضيفًا: "تغيرت أسئلة أطفالي من القلق على حياتهم إلى القلق على وجبتهم التالية".

ويعبر "الجود" عن موقفه من المفاوضات الجارية، قائلًا: "حياتنا ليست سوى ورقة مساومة للضغط على حماس لإطلاق سراح المحتجزين".

واختتم تصريحاته للصحيفة العبرية: "أخيرًا توقفت بناتي عن سؤالي عما إذا كنا سنموت في أثناء نومنا، يسألونني الآن عما إذا كنا سنتناول العشاء الليلة، أي نوع من الحياة هذه؟"

نظرة إلى المستقبل

تنقل الصحيفة أيضًا قصة منيرة شاويش، طالبة تبلغ من العمر 19 عامًا من خان يونس، التي كانت تستعد لبدء دراستها في مجال علوم الكمبيوتر، قبل اندلاع الأحداث، أكتوبر 2023.

وتقول شاويش، التي انتقلت مع عائلتها من مخيم الزوايدة إلى مخيم النصيرات: "كنا نخطط لمستقبلنا، لكن الظروف الحالية فرضت علينا إعادة النظر في كل شيء"، مضيفة أن صوت الطائرات العسكرية والطائرات المسيّرة محفور في ذهنها: "في كل مرة تكون هناك لحظة صمت، لا يسعني إلا أن أتساءل عما إذا كانت مجرد استراحة قبل الهجوم التالي".

وتشير صحيفة هآرتس إلى أن الأزمة الحالية خلقت تحديات متعددة على مستوى البنية التحتية والخدمات الأساسية والنسيج الاجتماعي.

ويقول غرباوي: "لا يتعلق الأمر فقط بإعادة بناء المنازل، بل بإعادة بناء حياة كاملة".

وتنقل الصحيفة عن السكان أملهم في أن تؤدي المفاوضات الجارية إلى تحقيق سلام دائم يضمن حياة كريمة للجميع، مع تأكيد حاجتهم الملحة لإعادة بناء حياتهم وتحقيق الاستقرار الذي طال انتظاره.