الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أيرلندا على حافة الهاوية.. فوضى المهاجرين والعنف السياسي يضربان البلاد

  • مشاركة :
post-title
خيام طالبي اللجوء والعنف ضد المهاجرين

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

أصبحت الهجمات بالسواطير والمشاجرات التي تغذيها تجارة المخدرات أمرًا طبيعيًا في شوارع دبلن عاصمة أيرلندا، وفي المقابل تركت موجات العنف ضد المهاجرين البلاد في حالة من الفوضى.

وتشهد البلاد تصعيدًا في استهداف المهاجرين، كما يقول الخبراء، حيث يحدث ذلك عدة مرات في الأسبوع، وتتم مواجهة المهاجرين في الشوارع وانتظارهم من أجل ترهيبهم، وهو الأمر الذي وصفوه بأنه مستوى من العنف السياسي لم تصل إليه أيرلندا من قبل.

وأظهر تقرير نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية، أن مدينة دبلن تنحدر إلى حالة من الفوضى، ووصل الأمر إلى قيام البلطجية والملثمين بإلقاء أنفسهم على الحافلات والاشتباك بالسكاكين في الشوارع، بل وتطورت الأمور إلى حدوث قتال شوارع بين مجموعات كاملة.

ويوجد الآن ما يقرب من 33 ألف طالب حماية دولية يتم إيواؤهم في جميع أنحاء أيرلندا، مقابل 7244 في عام 2017، وإلى جانب الوافدين من إفريقيا والشرق الأوسط، تدفق 100 ألف لاجئ بعد اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية.

الشرطة تكافح الشغب

وبحسب المكتب المركزي للإحصاء، فإن ما يصل إلى 150 ألف شخص انتقلوا إلى أيرلندا في عامي 2023 و2024، وهو أعلى رقم منذ 17 عامًا، حيث تم إيواء العديد منهم في مناطق فقيرة في وسط دبلن أو مدن إقليمية صغيرة، وكان 30 ألفًا فقط من هؤلاء مواطنين إيرلنديين عائدين.

وبينما أُقيمت مدن الخيام على طول القناة الكبرى في دبلن، باتت البلدات في المدينة التي وصفت بأنها نائمة في السابق، موطنًا لمئات طالبي اللجوء، ومع تصاعد المشاعر اليمينية المتطرفة، أصبحت البلاد على حافة السكين.

وكشف مجلس اللاجئين الأيرلندي عن وجود 3001 طالب لجوء بلا مأوى في أيرلندا نهاية العام الماضي، وذلك وسط تخفيضات كبيرة تتم في ميزانية إسكان اللاجئين الأوكرانيين من 910 ملايين جنيه إسترليني في عام 2023 إلى أقل من 340 مليون جنيه إسترليني في 2025، ومن المتوقع أن يستمر التخفيض.

المهاجرين في الشوارع داخل خيام

وكان أبرز مثال ما حدث منتصف العام الماضي، عندما أثار متظاهرون مناهضون للهجرة حالة من الفوضى في أنحاء دبلن، وألقوا قنابل المولوتوف، وأحرقوا السيارات، وأضرموا النار في مصنع للدهانات كان من المُقرر أن يستضيف 550 طالب لجوء.

كما كانت المعلومات المضللة التي أثارتها شخصيات يمينية في نوفمبر الماضي، على الإنترنت وشائعات لا أساس لها من الصحة عن قيام مهاجر جزائري بطعن ثلاثة أطفال خارج روضة أطفال، سببًا في حدوث فوضى في الشوارع.

ومن المشاهد التي تدل على تصاعد العنف السياسي ضد المهاجرين، ما حدث في ديسمبر الماضي، عندما أحرق متظاهرون فندق ريفي يعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر في مدينة جالواي، والذي كان من المقرر أن يستوعب 70 طالب لجوء.

اشتعال النيران في الحافلات

ولم يقتصر العنف السياسي ضد المهاجرين وطالبي اللجوء على العاصمة وضواحيها فقط، ولكنه ظهر أيضًا في المجتمعات المحلية في جميع أنحاء أيرلندا، حيث تشهد عدة مناطق احتجاجات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

وردًا على أعمال العنف، أكد عدد من المهاجرين طالبي اللجوء، للصحيفة أنهم يخشون على سلامتهم، وقام بعض الآباء بسحب أطفالهم من المدارس، وأغلقت جمعيات خيرية أبوابها وسط مخاوف أمنية، وشددوا على تعرضهم للاستهداف من قبل السكان المحليين.

وتوصلت دراسة، أجرتها كلية لندن للاقتصاد، إلى أن الاحتجاجات اليمينية المُتطرفة في أيرلندا شهدت تعزيزًا للعنصرية البنيوية والآراء القائمة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وألقوا باللوم على الحكومة في ذلك، مطالبين ببذل الجهد في معالجة العنصرية المتأصلة، والنظر لتلك المجتمعات المهملة بالطريقة الإيجابية.