الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الترحيل الجماعي.. رعب يحيط بأطفال المهاجرين في المدارس الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
مهاجرون على الحدود مع أمريكا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

في الفصول الدراسية بجميع أنحاء الولايات المتحدة، يواجه أطفال المهاجرين مخاوف متزايدة بشأن الأخبار عن السماح لضباط إنفاذ قوانين الهجرة بدخول المدارس، وفق ما نقلته شبكة "أيه بي سي نيوز" الأمريكية، عن المعلمين.

ويقول المعلمون، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت مداهمات الهجرة حدثت بالفعل في المدارس، فإن رفع الحظر نفسه من قبل إدارة ترامب وأنشطة إنفاذ القانون في أماكن أخرى، أثار القلق في الفصول الدراسية.

ولم توضح إدارة الهجرة والجمارك ما إذا كانت مداهماتها طالت المدارس منذ تنفيذ السياسة الجديدة. ومع ذلك، فإن انتهاء القيود المفروضة على أنشطة إدارة الهجرة والجمارك في المدارس وحادث الإنذار الكاذب في مدرسة ابتدائية في شيكاغو، وضع أفراد المجتمع في حالة من التوتر، وفق "أيه بي سي نيوز".

وتقول دينيس شيان، وهي معلمة في نيو مكسيكو، إن أصوات صفارات الإنذار أو التدريبات الروتينية على الإغلاق يمكن أن تجعل الأطفال متوترين، ما يثير المخاوف بشأن ما ينتظر عائلاتهم أو أصدقائهم.

وتضيف شيان، التي تعمل في منطقة مدرسية تبعد نحو 40 دقيقة عن الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، إن بعض الطلاب يتوقفون عن الحضور إلى المدرسة تمامًا، وبالنسبة للآخرين، يمثل الأمر تحديًا للمعلمين لإبقائهم مركزين أو منخرطين في العمل المدرسي اليومي عندما تخيم المخاوف على الطلاب.

ولفتت "شيان" إلى أن الطلاب يسمعون ما يجري في الأخبار، ويتعرضون للأسئلة حول المداهمات أو التوثيق، وهي مفاهيم قد لا يفهمها البعض تمامًا، لتبدأ التساؤلات: هل سأعود إلى المنزل الفارغ؟ ماذا سيحدث لي؟ هل سأكون هنا غدًا؟ هل ستكون عائلتي هنا غدًا؟".

ونشرت إدارة ترامب اعتقال آلاف المهاجرين على يد عملاء فيدراليين منذ تولي الرئيس منصبه، فضلًا عن إلغاء القيود الطويلة الأمد التي منعت وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك من إجراء مداهمات على المدارس وغيرها من المناطق الحساسة، مثل الكنائس.

والآن، وفق "أيه بي سي نيوز"، مسموح لإدارة الهجرة والجمارك بإجراء اعتقالات في هذه المناطق الحساسة المزعومة، لكن العديد من المسؤولين المحليين أوضحوا أن الإدارة يجب أن يكون لديها أمر قضائي لدخول أماكن معينة.

وفي بيان يعلن هذه الخطوة، قالت وزارة الأمن الداخلي: "لن يتمكن المجرمون بعد الآن من الاختباء في المدارس والكنائس الأمريكية لتجنب الاعتقال".

وتابع البيان: "إدارة ترامب لن تقيد أيدي قوات إنفاذ القانون الشجاعة لدينا، بل إنها بدلًا من ذلك تثق في أنها ستستخدم الفطرة السليمة"

وجعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الهجرة محورًا رئيسيًا في حملته الانتخابية، ووعد ببذل جهود الترحيل الجماعي التي تستهدف ما يقدر بنحو 11 مليون مهاجر غير شرعي في الولايات المتحدة.

لكن هذه المخاوف ليست جديدة، ففي عام 2023، في عهد الرئيس جو بايدن، أجرت عمليات الإنفاذ التابعة لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك 170.590 اعتقالًا إداريًا، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 19.5% عن العام السابق، وأكثر من أي عام من رئاسة ترامب الأولى.

في الولايات المتحدة، يعيش أكثر من 16.7 مليون شخص مع فرد واحد على الأقل من أفراد الأسرة الذين لا يحملون وثائق، نحو 6 ملايين منهم أطفال تحت سن 18 عامًا، وفقًا لتقديرات سابقة من مجلس الهجرة الأمريكي.

ووفقًا لبحث أجراه مركز بيو للأبحاث، فإن مئات الآلاف من الأطفال في الولايات المتحدة لا يحملون وثائق.

ولفتت "أيه بي سي نيوز" إلى أن التهديد الذي تشكله إنفاذ قوانين الهجرة من الممكن أن يسبب تحديات عاطفية أو تنموية أو اقتصادية لملايين الأطفال الذين يعيشون يومًا بعد يوم في قلق الترحيل، وفقًا للعديد من المصادر المتعلقة بالصحة العقلية للأطفال المتأثرين بالهجرة.

ونقلت عن نيكولاس إسبيريتو، المدير القانوني للمركز الوطني لقانون الهجرة: "المدارس ليست أماكن مفتوحة للجمهور.. فهي محدودة من حيث الوصول، وذلك لأننا نريد الحفاظ على سلامة الأطفال حتى يتمكنوا من التركيز على التعلم، والتركيز على النمو والتطور والعيش في حياتهم كأطفال".

وحثَّ بيان عبر الإنترنت، المعلمين على معرفة حقوق طلابهم بالإضافة إلى حقوقهم الخاصة، وحذرت الجمعية الوطنية للتعليم من أن الذعر الناجم عن فرض قوانين الهجرة الجماعية "سيضر بشكل متوقع بالبيئات المدرسية، بما في ذلك التسبب في زيادة الغيابات، وانخفاض تحصيل الطلاب"، وفقًا للشبكة الأمريكية.

وتوصلت إحدى الدراسات التي أُجريت على الأطفال، إلى أن معدلات الاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية والتوتر والعدوانية أعلى لدى الأطفال الذين يعيشون مع شخص بدون وثائق أو لديهم أحد الوالدين الذي تم ترحيله.