بدأت المملكة المتحدة والنرويج، اليوم الخميس، مفاوضات بشأن صفقة دفاعية تهدف إلى مواجهة التهديد، الذي تشكله روسيا بالنسبة لهما في القطب الشمالي.
والتقى وزير الدفاع البريطاني جون هيلي، نظيره النرويجي توري ساندفيك، في المقر المشترك النرويجي، وهو حصن محفور في عمق جانب جبل بالقرب من مدينة "بودو" الشمالية، الواقعة فوق الدائرة القطبية الشمالية مباشرة، وفق النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو".
وستشهد اتفاقية الدفاع تعاونًا أوثق بين القوات المسلحة في البلدين، بما في ذلك حماية الكابلات البحرية من التخريب، حسب التقرير.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل ثلاث سنوات، عام 2022، كان يُشتبه في أن السفن المتجهة من وإلى الموانئ الروسية قطعت روابط البنية التحتية الأوروبية الرئيسية - سواء عن طريق الخطأ أو التخريب - خاصة في بحر البلطيق.
وجاءت زيارة هيلي في أعقاب دخول سفينة تجسس روسية إلى المياه البريطانية، يناير الماضي ونوفمبر 2024.
والشهر الماضي، قال وزير الدفاع البريطاني للبرلمان، إن السفينة "استخدمت لجمع المعلومات الاستخباراتية ورسم خرائط للبنية التحتية الحيوية تحت الماء في المملكة المتحدة" قبل أن تبحر إلى بحر الشمال.
دور قيادي
وشهدت زيارة هيلي إلى منطقة الشمال المرتفع - التي تعرف بشكل فضفاض بأنها المنطقة الواقعة داخل أراضي دول القطب الشمالي - زيارته أيضًا إلى سفينة بريطانية، وهي سفينة المساعدة للأسطول الملكي "بروتيوس"، الراسية حاليًا في بلدة "بودو"، وستنضم إلى السفن النرويجية في تدريبات ببحر البلطيق، وفقًا لـ"بوليتيكو".
وعند لقائه القوات النرويجية التي تقوم بدوريات على الحدود مع روسيا، أمس الأربعاء، قال هيلي، إنه "مهتم حقًا" بوجود التجنيد الإجباري لديهم، وهو ما لا يحدث في المملكة المتحدة.
ونقلت عنه "بوليتيكو": "تظل النرويج واحدة من أهم حلفاء المملكة المتحدة. وسنعمل على خلق حقبة جديدة من الشراكة الدفاعية التي ستقربنا أكثر من أي وقت مضى، بينما نتعامل مع التهديدات المتزايدة، ونعزز حلف شمال الأطلسي، ونعزز أمننا في الشمال المرتفع".
وأضاف: "إن المملكة المتحدة عازمة على لعب دور قيادي في مجال الأمن الأوروبي، ودعم أسس أمننا وازدهارنا في الداخل والإظهار لخصومنا أننا متحدون في تصميمنا على حماية مصالحنا".
وقال وزير الدفاع النرويجي توري ساندفيك، إن المملكة المتحدة هي أقرب وأهم حليف للنرويج في أوروبا "ولقد حافظت بلدانا على تعاون وثيق وقوي في مجال الأمن والدفاع لسنوات عديدة".
وأضاف: "نحن الآن نواجه العديد من التحديات الأمنية نفسها في وقت من عدم اليقين الشديد. ومن الطبيعي أن نعمل على تعزيز علاقاتنا بشكل أكبر لتعزيز أمننا وأمن حلفائنا مع حماية مصالحنا الاستراتيجية المشتركة. وفي الوقت نفسه، سنسهم في جعل حلف شمال الأطلسي أقوى".
وتابع: "إضافة إلى ذلك، تعد النرويج الدولة الوحيدة التي تنضم إلى كامل مدة انتشار مجموعة حاملة الطائرات البريطانية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ هذا العام. وستبحر فرقاطة نرويجية إلى جانب حاملة الطائرات التابعة للبحرية الملكية البريطانية "إتش إم إس برينس أوف ويلز". واستعدادًا للانتشار، ستشارك المملكة المتحدة والنرويج في تمرين "تامبر شيلد" خلال الأسابيع القليلة المقبلة".
تعزيز الأمن
تأتي تصريحات وزير الدفاع البريطاني، في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين الولايات المتحدة وأوروبا، بشأن مفاوضات السلام في أوكرانيا.
وزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن روسيا "لديها أوراق" (يقصد عوامل قوة) في المحادثات، بينما وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور" لعدم إجراء انتخابات في زمن الحرب.
وزعمت الولايات المتحدة أن الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي يجب أن تنفق المزيد على الدفاع، إذ تعمل المملكة المتحدة على تخصيص 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي لقدراتها العسكرية.
وقال هيلي، الثلاثاء، إن وزارة الدفاع البريطانية ستخضع "لأكبر عملية إعادة تنظيم دفاعية منذ 50 عامًا" لضمان استعدادها للحرب.
وأشار موقع الحكومة البريطانية إلى أن هذا الإعلان الدفاعي، الذي يعترف بأهمية منطقة الشمال العالي، يأتي في الوقت الذي تسعى فيه المملكة المتحدة إلى الاضطلاع بدور قيادي في الأمن الأوروبي وداخل حلف شمال الأطلسي.
وقالت الحكومة البريطانية: "مع استمرار روسيا في عسكرة منطقة الشمال العالي والقطب الشمالي، فإن هذه الاتفاقية الجديدة ستعزز الأمن بالنسبة للمملكة المتحدة والنرويج وحلفائنا في حلف شمال الأطلسي، من خلال دعم الدفاعات على الجناح الشمالي لحلف الناتو".
وأكد وزير الدفاع النرويجي، أن المملكة المتحدة والنرويج تواصلان تقديم الدعم القوي لأوكرانيا، من خلال قيادة تحالف القدرات البحرية، الذي يعمل على تحويل البحرية الأوكرانية، من خلال تطوير قوتها البحرية في البحر الأسود وبناء طائرات مسيّرة جديدة ومتطورة تحت الماء.
وأضاف: "كما تلعب الدولتان دورًا رئيسيًا في تدريب المجندين الأوكرانيين. فقد تم تزويد أكثر من 51 ألف رجل وامرأة بالمهارات اللازمة لمواجهة الغزو الروسي غير القانوني".