في عالم الدراما، هناك وجوه مميزة تترك بصمة في كل عمل تشارك فيه، ومن بين هذه الأسماء تأتي الفنانة المصرية أروى جودة، التي استطاعت بموهبتها وأدائها الراقي أن تخطف الأنظار في كل دور تقدمه، وتألقت أخيرًا في الموسم الثاني من مسلسل "ساعته وتاريخه"، في حلقته السابعة التي حملت عنوان "ملناش دعوة بحد"، وتناولت قضية حساسة ومهمة، وهي التحرش بالأطفال، مسلطة الضوء على الأثر النفسي العميق الذي يتركه هذا الفعل على الضحايا وضرورة مواجهة هذه الظاهرة والتصدي لها.
تؤكد "أروى جودة" خلال حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن السبب وراء مشاركتها في مسلسل "ساعته وتاريخه"، يرجع إلى أن العمل يطرح قضايا حقيقية أثارت الرأي العام بهدف تسليط الضوء على المشكلات المجتمعية المهمة، إذ تقول: "ما حمّسني لأكون جزءًا من هذه التجربة أن العمل قائم على توعية المجتمع، وعندما عُرض عليّ المشاركة في الحلقة السابعة، تحمّست للغاية لأنها تناقش قضية مهمة وهي "التحرش بالأطفال"، ومن واجبنا تسليط الضوء عليها والتصدي لهذه الظاهرة، وعلى كل شخص أن يقف ضدها ويمنع خطرها مهما واجه من تهديدات بالسكوت؛ لأن للأسف هناك أناس تتغاضي عن أشياء كثيرة خاطئة ولا بد من الوقوف ضدها لمنعها بسبب الخوف".
وتضيف: "هناك عوامل أخرى دفعتني لتقديم هذه الحلقة منها أنها إخراج أميرة دياب، وهي مخرجة فلسطينية متميزة ولها رؤية خاصة، وبالتالي العمل معها سيكون ممتعًا، إضافة إلى أن مسلسل "ساعته وتاريخه" قُدّمَ لدعم المواهب الشابة من برنامج "كاستنج" تحت إشراف المخرج المتميز عمرو سلامة".
الصراع
تشير أروى جودة إلى أن الاستعداد لدورها في العمل تطلب منها مجهودًا وتركيزًا كبيرًا، إذ تقول: "الجلسات مع المخرجة أميرة دياب ساعدتني بشكل كبير في فهم الشخصية وكيفية تقديمها من منظور مختلف، إذ أردت توصيل الشخصية من منطلق الأم التي تشعر بالأطفال الآخرين، وبالتالي تظهر أمام الناس أنها قوية لكنها من داخلها تشعر بالخوف، وأيضًا مخزوني الفكري ومشاعري تجاه هذه القضية ورفضي التام لها ساعدني في توصيل رسالتي الشخصية".
وتضيف: "التحدي الذي واجهني في هذه الشخصية كما ذكرت أنني لا بد أن أتظاهر بالقوة والتصدي للمتحرش رغم التهديدات، لكنها في الوقت نفسه تشعر بالخوف والرعب، والاختيار الصعب الذي فُرض عليها، فكان هذا الصراع أصعب ما واجهني في هذه الحلقة، وأتمني أن يكون إحساسي وصل لكل المشاهدين".
دور الدراما
ترى الفنانة المصرية أن للفن دورًا مهمًا في تسليط الضوء على القضايا المجتمعية، إذ تقول: "الدراما تعد من الوسائل السهلة والسريعة في توعية المجتمع، لأنها تقدم مقترحات وحلولًا وتترك أسئلة عند المشاهد وطريقة توصيلها سهلة لكل إنسان، وبالتالي لا بد من الاهتمام بتقديم القضايا الحقيقية كنوع من أنواع توعية المجتمع وكوسيلة لمساعدة الناس لحماية بعضهم البعض".
وتضيف: "تجربتي في هذا العمل أضافت لي على المستويين الفني والإنساني، وفخورة بها بشكل كبير للغاية، ورغم صعوبتها عليّ لكنني سعيدة كوني جزءًا في تسليط الضوء على قضية مهمة مثل هذه، وحقيقة الأمر أن هذه الظاهرة لها تأثيرات نفسية كبيرة على الأطفال الضحايا وأهاليهم، لذا من واجبنا التصدي لها ومنع تكرارها أو حتى وجودها في المجتمعات".