الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"مراوغات نتنياهو".. التهديد أمام استكمال مراحل اتفاق الهدنة والتبادل

  • مشاركة :
post-title
فلسطينيون بين أنقاض المنازل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تشهد صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس، تقدمًا مع إعلان الحركة الفلسطينية، تسليم المحتجزين الإسرائيليين الستة المتبقين، المقرر إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى، السبت المقبل، كما سيتم تسريع عملية إعادة جثث المحتجزين بالقطاع، في خطوة إيجابية تدفع نحو المراحل التالية في اتفاق الهدنة والتبادل المبرم، 19 يناير الماضي، لكن مراوغات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تمثل التهديد الأكبر أمام استكمال تنفيذ الاتفاق، وفق وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية. 

وبموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ 19 يناير الماضي، والمكون من 3 مراحل، يتعين الإفراج عن 33 محتجزًا إسرائيليًا من قطاع غزة مقابل الإفراج عن نحو 1900 معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال.

وخلال المرحلة الثانية، التي لم تحدد مدتها بعد، سيتم إعادة المحتجزين الأحياء المتبقين وإطلاق سراح نسبة مماثلة من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.

أما المرحلة الثالثة، التي قد تستمر لسنوات، فتتناول تبادل جثث المحتجزين القتلى، وخطة إعادة إعمار غزة، وبينما دعا جزء كبير من المجتمع الدولي إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، رفض الاحتلال - مرارًا وتكرارًا - هذا الاقتراح.

وأعلنت حماس، أنها ستفرج عن جثث 4 محتجزين، غدًا الخميس، إلى جانب 6 محتجزين أحياء، السبت المقبل، وأربع جثث أخرى الأسبوع المقبل، كل ذلك مقابل المزيد من الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل.

واعتبرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، هذا الإعلان من جانب حماس تحولًا من الحركة الفلسطينية، التي هددت الأسبوع الماضي فقط، بعرقلة المحادثات تمامًا، قائلة إنها لن تسلم المحتجزين، وإسرائيل فشلت في تلبية شروط الاتفاق، بما في ذلك السماح للمنازل المتنقلة والآلات الثقيلة بالدخول إلى غزة. 

وأوردت الشبكة ما قاله مكتب نتنياهو ، أمس الثلاثاء، إنه "وافق على إدخال الكرافانات والمعدات الثقيلة إلى غزة".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو، قرر بدء المحادثات بشأن المرحلة الثانية من مفاوضات الهدنة والتبادل رسميًا، وأبلغ مجلس الوزراء المصغر بذلك.

وأضافت الهيئة الإسرائيلية، أن محادثات المرحلة الثانية مع حماس ستبدأ عند وصول ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إسرائيل، في وقت لاحق.

وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، كلّف نتنياهو، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بقيادة المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة، بدلًا من رئيسي جهاز الشاباك (رونين بار) والموساد (دافيد برنياع)، اللذين قادا المحادثات حتى الآن.

وكشف مصدر مصري مُطلع، أمس الثلاثاء، عن انتهاء جولة المباحثات بين الوفد المصري والقطري والإسرائيلي والأمريكي بنجاح في القاهرة.

وأشار المصدر المصري المطلع، إلى نجاح الجهود المصرية القطرية بشأن الإفراج عن باقي المحتجزين الإسرائيليين والأسري الفلسطينيين، السبت المقبل، في إطار استكمال بنود اتفاق وقف إطلاق النار.

وكان من المفترض أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، التي ستشهد انسحاب جميع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وإطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء، منذ أكثر من أسبوعين.

وذكرت "سي إن إن" أنه حتى مع قول نتنياهو إن المحادثات ستبدأ الآن، فمن غير الواضح مدى التزامه برؤية نجاحها، مشيرة إلى أن وزير المالية اليميني المتطرف في حكومة إسرائيل، بتسلئيل سموتريتش، هدد بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا لم تعد إسرائيل إلى الحرب في غزة، عندما ينتهي وقف إطلاق النار الحالي، مارس المقبل.

وشككت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، في التزام نتنياهو، وقالت: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي كما هي عادته، يُبقي كل خياراته مفتوحة حتى اللحظة الأخيرة، وفي الكواليس، يقول أشياء مختلفة لأناس مختلفين".

ولفتت الصحيفة إلى أن شريكه في الائتلاف اليميني المتطرف، سموتريتش، خلص من محادثاتهما إلى "أن الجيش الإسرائيلي سيستأنف قريبًا الحرب على غزة".

وقالت الصحيفة إن جيش الاحتلال يستعد لهذا الاحتمال، الذي من المرجح أن يشمل مناورات برية من قبل عدة فرق. وفي المقابل، يتحدث الأمريكيون بجدية مع نتنياهو بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة.

وأضافت أن نتنياهو قد يرضخ في النهاية للضغوط من واشنطن، ويحاول تعويض سموتريتش، الذي لا ينتظره أي خير إذا ترك الحكومة، بخطوات لضم الضفة الغربية المحتلة، وتكثيف العمليات العسكرية هناك.

ولفتت "هاآرتس" أيضًا إلى أن نتنياهو سيحاول تحويل انتباه أنصاره، بالوعود بتسريع إقرار قانون ما وصفته الصحيفة بـ"الانقلاب القضائي".

وحسب الصحيفة، إذا بدأ تنفيذ المرحلة الثانية في نهاية المطاف، فلن يكون الفضل في ذلك للأمريكيين فقط. فنتنياهو يهتم كثيرًا باستطلاعات الرأي، وتظهر كل استطلاعات الرأي، دعمًا شعبيًا واسع النطاق لتنفيذ الاتفاق حتى استعادة آخر محتجز، حيًا كان أم ميتًا.

وبالتالي، فإن نسف المفاوضات وترك المحتجزين يموتون في أنفاق غزة، من المرجح أن يؤدي إلى رد فعل قاسٍ في الرأي العام الإسرائيلي.

وإن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتهجير الفلسطينيين من غزة، أثار حالة من النشوة بين السياسيين والمسؤولين الحكوميين في إسرائيل، الذين قالوا مرارًا وتكرارًا في الاجتماعات، إن هذه فرصة لمرة واحدة لتمكين التحركات التاريخية لطرد الفلسطينيين من غزة، وإن هذه الفرصة تتضاءل أمام أهمية إنقاذ كل المحتجزين، وفق "هاآرتس".

ولفتت الصحيفة إلى أنه في العديد من المنتديات، سعى نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، إلى تسريع مناقشات المؤسسة الدفاعية حول كيفية تنفيذ "خطة ترامب"، وما المقترحات الملموسة التي ينبغي تقديمها لتشجيع الهجرة؟.

ولكن المدعية العامة العسكرية يفعات تومر يروشالمي، والمستشارة العامة جالي بهاراف ميارا، أبديا اعتراضات، وقالتا إن خطوات مثل تشجيع الهجرة تعتبر حساسة من وجهة نظر القانون الدولي.