بعد أكثر من 500 يوم على الحرب الوحشية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة - قبل وقف إطلاق النار 19 يناير الماضي، بعد وساطة مصرية وقطرية إلى جانب جهود أمريكية - تطال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهامات بعرقلة المرحلة الثانية من الهدنة.
وأوقف اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل، الذي تم التوصل إليه، يناير الماضي، نحو 15 شهرًا من الحرب الوحشية التي شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة.
ويواجه بنيامين نتنياهو، اتهامات من داخل المجتمع الإسرائيلي برغبته في عرقلة المرحلة الثانية من تبادل المحتجزين والأسرى، ووقف إطلاق النار، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
إضراب عن الطعام
وردًا على تباطؤ نتنياهو، دعت عائلات المحتجزين، للإضراب عن الطعام، الاثنين المقبل، وهو اليوم الـ500 لاحتجاز أبنائهم في قطاع غزة.
وقالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين: "يجب أن نتحرك فورًا ونستفيد من هذا الزخم للتوصل إلى اتفاق سريع ومسؤول"، نقلًا عن قناة الـ12 الإسرائيلية.
ودعت العائلات إلى التجمع في تل أبيب؛ للمطالبة بالإفراج الفوري عمن تبقى في الاحتجاز، مشيرة إلى أنه لم يعد هناك وقت ويجب أن يتحركوا سريعًا لإعادة ذويهم.
أهداف سياسية
قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير لم يذكر اسمه، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعمل على منع تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة المحتجزين، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف المسؤول، في إشارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أن هؤلاء الأشخاص على استعداد لتحقيق أهداف سياسية على حساب حياة المحتجزين.
وأشار إلى أن الدليل على تصميم نتنياهو في عدم إتمام المرحلة الثانية من الاتفاق، هو سيل التسريبات من مكتبه بأن إسرائيل تسعى إلى تمديد المرحلة الأولى من الصفقة إلى أجل غير مسمى ورؤية إطلاق سراح عدد من المحتجزين كل نهاية أسبوع مقابل عدد معين من الأسرى الفلسطينيين، بدلًا من تنفيذ المرحلة الثانية، التي من المفترض أن تُنهي الحرب بشكل دائم.
وتسمح شروط الاتفاق باستمرار المرحلة الأولى إلى أجل غير مسمى طالما بقيت الأطراف على طاولة المفاوضات.
تأخير أسبوعين
وأوضح أن هذا يُشكل انتهاكًا للاتفاق، الذي ينص على أن يبدأ الطرفان في إجراء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة في موعد لا يتجاوز اليوم الـ16 من المرحلة الأولى - 3 فبراير - أي قبل نحو أسبوعين.
وأصدر المتحدث باسم نتنياهو، الأسبوع الماضي، بيانًا أصر فيه الأخير على أن إسرائيل لا تجري حاليًا مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة المحتجزين.
وبموجب الاتفاق الذي تمتد مرحلته الأولى إلى 42 يومًا، سيتم إطلاق سراح 33 محتجزًا في غزة، في مقابل 1900 أسير فلسطيني بسجون إسرائيل.
ضغوط اليمين المتطرف
ويتعرض نتنياهو لضغوط من الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه لاستئناف القتال ضد حماس، وهدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بإخراج حزبه من الحكومة إذا لم يتم ذلك، وهو ما من شأنه أن يزيل الأغلبية البرلمانية لنتنياهو.
وزعم المسؤول أنه حتى لو غيرت إسرائيل نهجها وانخرطت على الفور وبشكل مكثف في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، فلن يكون هناك وقت كافٍ لإنهاء تلك المحادثات بحلول نهاية المرحلة الأولى، 2 مارس المقبل.
ووعد "نتنياهو" سموتريتش بأن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى لن تبدأ إلا بعد موافقة مجلس الوزراء الأمني على هذه الخطوة، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الاثنين.
مرحلة ثانية أكثر تعقيدًا
بدوره؛ قال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، "إنه في حين لا تزال هناك صعوبات في المفاوضات بشأن استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، فإن المرحلة الثانية من صفقة المحتجزين ستبدأ بالتأكيد، والرئيس الأمريكي ترامب يريد حدوثها".
وأضاف "ويتكوف" أنه أجرى مكالمات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، لمناقشة توقيت المرحلة الثانية ومواقف الأطراف المختلفة.
وأضاف أن المرحلة الثانية أكثر تعقيدًا بعض الشيء من حيث كيفية جمع الجانبين معًا في هذا الشأن، لكنه أوضح أن المحادثات بشأنها ستستمر قريبًا.
ضحايا الحرب
أسفرت الحرب على غزة بعد 500 يوم من العدوان عن 48271 شهيدًا أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال، 7 أكتوبر الماضي.
وأضافت الصحة الفلسطينية، في بيان، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111693 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.