فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأوروبيين قبل أيام بإعلانه محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن أوكرانيا، وعلى هامش مؤتمر ميونخ للأمن، أعلن الممثل الخاص للولايات المتحدة لأوكرانيا وروسيا، كيث كيلوج، أن الأوروبيين لن يكونوا على طاولة مفاوضات السلام المزمعة في أوكرانيا، وأثار هذا القرار انتقادات حادة في العديد من عواصم الاتحاد الأوروبي.
ولا تريد الولايات المتحدة أن تشارك أوروبا في مفاوضات السلام بشأن الحرب في أوكرانيا، وهو ما انتقده مرشح حزب الخضر في الانتخابات الألمانية، المقرر لها 23 فبراير، بحسب "إن تي في" الألماني.
ويرى روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر لمنصب المستشار، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للتفاوض على السلام في البلد الذي مزقته الحرب عبر أوكرانيا وأوروبا محكوم عليها بالفشل.
وقال هابيك: "لم يتضح لي بعد بشكل كامل ما تنوي الحكومة الأمريكية فعله حقًا، لكن من الواضح أنه لا ينبغي أن يكون هناك سلام مفروض على رؤوس الأوكرانيين، ولا يمكن أن يتم ذلك إلا مع أوروبا".
وأضاف أن الولايات المتحدة لا يمكن أن يكون لها أي مصلحة في استمرار عدم الاستقرار بأوكرانيا، وهو ما سينشأ حتمًا مع السلام المفروض.
وفيما يتعلق بأوروبا، قال السياسي: "أوروبا قوية، وباعتبارنا أوروبيين، نحن أكبر داعم لأوكرانيا، ولدينا أكبر سوق داخلية مشتركة في العالم، ودون أوروبا لا يمكن أن تنجح الأمور، ويجب أن نتحدث إلى الولايات المتحدة بهذه الصراحة والموقف المستقيم".
ويريد الأوروبيون تحديد موقفهم المستقبلي بشأن السياسة تجاه أوكرانيا في مؤتمر يعقد بباريس، غدًا الاثنين، ومن المقرر أن يشارك المستشار أولاف شولتس، في المناقشات التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبحسب تقارير إعلامية، من المتوقع أن يحضر الاجتماع أيضًا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس الوزراء الهولندي ديك شوف.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، إن أوروبا مجتمعة لديها فرص غير مستغلة لزيادة الضغوط على بوتين، لا ينبغي لنا أن نقع في فخ بوتين الذي يهدف إلى تقسيم أوروبا.
وبدوره؛ قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي من المتوقع أن يحضر الاجتماع الأوروبي في باريس، إن هذه لحظة فريدة من نوعها بالنسبة لأمننا القومي، ومن الواضح أن أوروبا يجب أن تتولى دورًا أكبر في حلف شمال الأطلسي.
وأضاف ستارمر: "ستعمل بريطانيا، التي لم تعد عضوًا في الاتحاد الأوروبي منذ خروجها من الاتحاد، على الحفاظ على الولايات المتحدة وأوروبا معًا، ولا يمكننا السماح للانقسامات في التحالف".