الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"حكومة أقلية" أم "تحالف صعب"؟.. مخاوف "شولتس وميرز" قبل الانتخابات الألمانية

  • مشاركة :
post-title
أولاف شولتس وفريدريش ميرز وروبرت هابيك وأليس فايدل

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

كعادة كل من ينافس في انتخابات فإنه بالضرورة يريد الفوز، لكن في ألمانيا يسعى كل مرشح في الانتخابات المقبلة، لإحراز الفوز الكافي لتحقيق الأغلبية، خوفًا من حكومة أقلية مكتوفة الأيدي، على غرار ما حدث لحكومة المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي خسر الأغلبية في أعقاب انهيار تحالف "إشارة المرور" بعد إقالة وزير المالية وزعيم الحزب الديمقراطي الحرب، أحد شركاء الائتلاف.

ويعد تشكيل ائتلاف يتمتع بأغلبية برلمانية هو السيناريو الأكثر واقعية بعد الانتخابات الفيدرالية المقبلة، لكن هذا لا يعني عدم توقع إمكانية تشكيل حكومات أقلية.

ويبقى السؤال الشاغل: ماذا يحدث إذا لم تتمكن الأحزاب في البرلمان الألماني "البوندستاج"، من الاتفاق على حكومة أغلبية بعد الانتخابات؟.. بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.

ماذا تحتاج الأحزاب للأغلية؟

وتشمل المقاعد البرلمان الألماني 630 مقعدًا، وتبدأ الأغلبية من 198 مقعدًا، والأغلبية المطلقة من 316 مقعدًا، ومن المتوقع أن تحصل الأحزاب المتنافسة على 205 مقاعد لتحالف الاتحاد المسيحي، و149 مقعدًا لحزب البديل من أجل ألمانيا، و113 مقعدًا للحزب الديمقراطي الحر، و95 مقعد لحزب الخضر، و43 مقعد لتحالف سارة فاجنكنيشت، و35 مقعدًا لليسار.

ويتقدم الاتحاد المسيحي، الذي يمثله "ميرز"، بوضوح في استطلاعات الرأي بنحو 30%، يليه حزب البديل لألمانيا بنحو 20%، ثم الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر بما يتراوح بين 14 و16%.

حكومة أقلية أم تحالف صعب؟

وقد تشهد ألمانيا حكومة أقلية بعد الانتخابات الفيدرالية، في حال فشل تشكيل ائتلاف وخاصة في ظل رفض الأحزاب التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا المصنف على أنه يميني متطرف، إلى جانب صعوبة التحالف بين حزبي "شولتس" و"ميرز" في الوقت الحالي.

وبناءً على نتائج الانتخابات الفيدرالية في عام 2025، فإن تشكيل الحكومة سيكون مختلفًا تمامًا، لو كان هناك أربعة أحزاب فقط في البرلمان، فإن ائتلافات مثل (الأسود الاتحاد المسيحي-الأخضر حزب الخضر) أو ​​(الأسود الاتحاد المسيحي-الأحمر الديمقراطي الاجتماعي) سوف تتمتع بأغلبية واضحة، ومع ذلك، إذا دخلت سبعة أو ثمانية أحزاب إلى البوندستاج، فمن المرجّح أن يتعين ضم شريك ثالث إلى المجلس، وفقًا لاستطلاعات الرأي للانتخابات الفيدرالية لعام 2025، من الممكن ظهور تشكيلات مختلفة.

ومع ذلك بدون الأغلبية، فإن أعمال الحكومة ستكون صعبة ومكلفة للغاية، وخاصة في ألمانيا، كما يوضح سفين يوخيم، أستاذ العلوم السياسية الألماني.

نموذج شمال أوروبا

ويوجد نموذج الحكومة الأقلية حاليًا بشكل رئيسي في بلدان شمال أوروبا، لكن بإجراءات راسخة للتعامل مع حكومات الأقلية في الدنمارك والنرويج والسويد، إذ لا تحتاج إلى أغلبية مطلقة من الأصوات المؤيدة لسن قانون جديد، وبدلًا من ذلك، يكفي أن لا تصوت الأغلبية المطلقة ضده، هذا ما يسمى بالبرلمانية السلبية.

أما في ألمانيا فيتعين على أغلبية أعضاء البرلمان الموافقة من أجل إقرار قانون ما، وبناء على ذلك، سوف يتعين على حكومة الأقلية في ألمانيا أن تسعى باستمرار إلى الحصول على الأغلبية في البرلمان، وهذا من شأنه أن يجعلها أيضًا مرشحة غير مؤكدة إلى حد ما بالنسبة لشركائها في السياسة الخارجية والأمنية والأوروبية.

4 في سباق المستشارية

لأول مرة سيكون هناك 4 مرشحين لمنصب المستشار في حملة انتخابية، ويعد كل من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي أول من اتخذ القرار مع زعيم المجموعة البرلمانية للاتحاد فريدريش ميرز.

واختار حزب الخضر، وزير الاقتصاد روبرت هابيك، كمرشح له لمنصب المستشار في مؤتمر حزبه، ودفع مجلس إدارة حزب البديل من أجل ألمانيا بزعيمة الحزب أليس فايدل، وستجرى الانتخابات الجديدة في 23 فبراير 2025.

نظرة على التاريخ

لم تشهد ألمانيا حكومة أقلية إلا أربع مرات منذ تأسيس الجمهورية الاتحادية، على سبيل المثال، في عام 1966 نتيجة لاستقالة الوزراء الفيدراليين من الحزب الديمقراطي الحر من حكومة لودفيج إيرهارد (الاتحاد الديمقراطي المسيحي)، وفي عام 1982 نتيجة لإقالة وزراء الحزب الديمقراطي الحر في حكومة هيلموت شميت (الحزب الديمقراطي الاجتماعي).

خسر المستشار أولاف شولتس تصويت الثقة في البرلمان الألماني، بعد نزاع طويل الأمد حول الميزانية، إذ حصل شولتس على دعم 207 أعضاء فقط، بينما صوّت 394 ضده، مع امتناع 116 عن التصويت. هذه النتيجة لم تكن مفاجئة، إذ وصفها شولتس نفسه بأنها خطوة نحو تأمين انتخابات وطنية مبكرة للخروج من مأزق الائتلاف الهش الذي حكم البلاد منذ نوفمبر 2021.

والحكومة الائتلافية التي قادها شولتس، والمكونة من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وحزب الخضر، والديمقراطيين الأحرار، عانت من اضطرابات مستمرة، ويبدو أن الانتخابات المقبلة ستعيد رسم الخريطة السياسية، مع توقعات بتصدر الاتحاد الديمقراطي المسيحي "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" بقيادة فريدريش ميرز.