تسيطر حالة من عدم اليقين على الشركات الأمريكية الصغيرة بعد طوفان من التغييرات في السياسة الاقتصادية التي أقرها الرئيس دونالد ترامب، إذ أبلغ بعض رواد الأعمال عن فواتير غير مدفوعة ومخاوف أخرى بشأن التمويل.
وجلبت الأسابيع الأولى لـ"ترامب" في منصبه موجة من التغييرات من تجميد التمويل والتعريفات الجمركية إلى حملة صارمة على جهود التنوع.
ورغم أن أوقفت المحاكم بعضها، تخشى الشركات الصغيرة -التي تواجه تكاليف أعلى وأسعار فائدة مرتفعة ومستهلكين أكثر حذرًا- من مستقبل قد يحمل الكثير من القرارات التي تعصف بها.
ووفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، قال ديفيد فونك، مؤسس شركة تربط المزارعين بالمنح الفيدرالية لدعم مشتريات المعدات وفواتير الطاق، إنه شعر بالذهول عندما رفضت وزارة الزراعة الأمريكية فاتورته البالغة 65 ألف دولار مقابل العمل الذي أنجزته شركته منذ أكتوبر.
وبعد أسبوع من رفض فاتورته، قال "فونك" إن ممثلي الوكالة أكدوا أن ذلك كان بسبب أمر ترامب الذي أوقف العديد من المشروعات الممولة من خلال قانون الحد من التضخم.
وذكر فونك، الذي أوقف موظفيه الثلاثة عن العمل قبل نحو أسبوعين: "ما ينتج عن قرار ترامب هو فقدان الوظائف وإلغاء المشروعات ".
وأوضح أن العديد من عملائه عالقون الآن بمعدات لا يمكنهم تمويلها بأنفسهم، مضيفًا: "من المذهل لبعضهم ممن صوتوا لترامب أن يدركوا أن هذا قد يؤثر عليهم بشكل مباشر".
وفي حين تظل الشركات الصغيرة متفائلة إلى حد ما بشأن الأشهر المقبلة، وجد أحدث استطلاع أجراه الاتحاد الوطني للشركات المستقلة أيضًا أن حالة عدم اليقين بين الأعضاء وصلت إلى ثالث أعلى مستوى لها على الإطلاق.
وأفادت العديد من الشركات الناشئة بتقليص خططها للاستثمار في أعمالها، خوفًا من استغلال الاحتياطيات النقدية في حالة تدهور الظروف الاقتصادية.
وقال ريتشارد ترينت، المدير التنفيذي لتحالف "Main Street Alliance"، وهو تحالف يضم أكثر من 30 ألف شركة صغيرة: "نريد أن نرى المزيد من التكافؤ".
وانتقد "ترينت" الذين يروا أنهم في الدائرة الداخلية لترامب، ودعا إلى محادثة أكثر دقة يتم خلالها تضمين الجميع.
وذكرت كورين هندريكس، صاحبة مركز رعاية نهارية في "نيو جلاروس" بولاية ويسكونسن: "أشعر بقلق بالغ.. لا أستطيع الوصول إلى رأس المال".
وكانت هندريكس بدأت في البحث عن حل عندما علمت بتجميد التمويل الشهر الماضي، وهي غير متأكدة ما إذا كانت تستطيع الاستمرار في عملها بدون منحة رعاية الطفل والتنمية التي تدعم الرعاية لعدد من عملائها.
وقالت هندريكس إن الإعانات استؤنفت في الأول من فبراير، بعد وقت قصير من رفع البيت الأبيض لتجميد التمويل بعد حكم قضائي أوقفه.
لكنها تراقب بقلق بينما يسعى الجمهوريون إلى تخفيضات إنفاق عميقة لاستيعاب أجندة ترامب، مع اقتراح يدعو إلى تخفيضات محتملة لبرنامج مساعدة التغذية التكميلية الذي يساعد في تمويل الوجبات الصحية التي تقدمها هندريكس.
كما أنها قلقة من أن منحة رعاية الأطفال نفسها -تديرها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية- قد تكون على المحك، وذلك بعد ساعات من تأكيد تعيين روبرت ف. كينيدي وزيرًا، هذا الأسبوع.
وألمح "كينيدي الابن" إلى عمليات طرد في مقابلة تلفزيونية، وفي العام الماضي، وعد بطرد 600 موظف في المعهد الوطني للصحة، وهو أكبر ممول للأبحاث الطبية الحيوية بالبلاد.