يعد مسلسل "ساعته وتاريخه" واحدًا من مسلسلات الدراما المصرية المميزة المستوحاة من ملفات المحاكم، إذ يقدم العمل قصصًا حقيقية تسلّط الضوء على قضايا اجتماعية مهمة مثل الابتزاز الإلكتروني، والتنقيب غير الشرعي عن الآثار، والتحرش الجنسي وغيرها من القضايا التي تهم المجتمع، ويتميز المسلسل بمشاركة مواهب شابة تم اكتشافها من خلال برنامج "كاستينج"، بإشراف المخرج عمرو سلامة، ما أضفى حيوية وتجديدًا على الساحة الفنية.
نقطة تحول
تؤكد الممثلة الشابة مريم كرم، إحدى أبطال المسلسل، لموقع "القاهرة الإخبارية "، أن هذه التجربة تعد نقطة تحول في مسيرتها الفنية، إذ تقول: "كنت قبل العمل في المسلسل، أمثّل فقط على المسرح وهذه أول مرة لي العمل في لوكيشن، لذا استفدت من هذه التجربة كثيرًا واكتسبت منها خبرة كبيرة للغاية في وقت قصير".
وتضيف: "كل حلقة شاركت فيها أكسبتني خبرة غير طبيعية لأنني في كل حلقة أجسد شخصية مختلفة تمامًا عما قدمته في الحلقة السابقة وفي لوكيشن مختلف تمامًا، إضافة إلى العمل مع نجوم مختلفة في كل حلقة، وبالتالي أضافوا ليّ الكثير، وفي هذه التجربة اكتشفت بداخلي جوانب تمثيلية مختلفة لم أكن أعلمها".
وعن مشاركتها الأخيرة في مسلسل "ساعته وتاريخه " من خلال حلقة "لعبة الديب"، تقول مريم كرم: "في هذه الحلقة قدمت دور شخصية "نعمة "، وعندما قرأت هذه الشخصية تخوفت منها في البداية لما فيها من تفاصيل صعبة، لذا حاولت إضافة بعض من لمساتي لتاريخ هذه الشخصية حتى أفهم أبعادها النفسية، والسبب وراء تقليلها من ذاتها وعدم الثقة في شكلها، لذا حاولت أن أجعل لهذه الشخصية تاريخًا.. ويرجع سبب ذلك إلى تنمر أهلها عليها منذ الطفولة وعدم دعمها، وبالتالي عندما كبرت أصبحت شخصية غير سوية وليس عندها الوعي الكافي في تطوير ذاتها".
وتضيف: "واجهتني مشاهد صعبة كثيرة في هذه الحلقة، لكن أصعبها المشهد الذي تعترف فيه لـ"نوال ومعتصم"، عن وجود هاتف آخر معها مرسل من المبتز لسماع ما يحدث بينهما، ومشهد آخر عندما كنت أجلس مع معتصم وهو يشاهد صور نوال التي أرسلها له المبتز وأتحدث عن كيف تراه وتعتبره مثلها الأعلى، وأنها كانت مبهورة به وهو لا يعيرها أي اهتمام رغم محاولاتها لفت انتباهه".
وعن تعاونها مع ملك زاهر وحازم إيهاب، تقول مريم كرم: "كنت محظوظة للغاية بالعمل مع ملك زاهر وحازم إيهاب، فهما نجمان موهوبان للغاية وكانا دائمًا يدعماني بشكل كبير ويشجعاني بعد كل مشهد لي، وهذا الأمر كان فارقًا معي، وكانت بيننا كيمياء جيدة في الكواليس، وهو ما ظهر على الشاشة، فوجودهما إضافة لي سواء على المستوى المهني أو الشخصي".
مغامرة كبيرة
وعن دور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في دعم المواهب الشابة، تقول: "الشركة المتحدة لها دور كبير في إعطائنا فرصة لإظهار موهبتنا في التمثيل، وهذه مغامرة كبيرة من الشركة أن تعتمد على شباب ليست لديهم أعمال سابقة ولا خبرات من قبل، وبالتالي هذه التجربة بالنسبة لي كما ذكرت من الخطوات المهمة في مسيرتي المهنية وكان لا بد إثبات أننا على قدر المسؤولية التي وضعتنا فيها الشركة المتحدة، إذ كانت داعمة لنا بشكل كبير وتتعامل معنا بشكل محترف ومهني".
خطوة فارقة
فيما يقول المؤلف المصري محمود عزت لموقع "القاهرة الإخبارية: "مشاركتي في مسلسل "ساعته وتاريخه"، من أهم المشروعات التي عملت فيها، وهذه الخطوة كانت فارقة في مسيرتي الفنية وأضافت لي الكثير وجعلتني أكتب في نوعية جديدة من الدراما وهي الجريمة، وهذا الأمر مهم للغاية بالنسبة لي، لذا أشكر الشركة المتحدة على الفرصة الكبيرة التي أعطتها لنا كشباب شغوف بالفن".
وعن مشاركته في حلقة "لعبة الديب"، التي كتبها أخيرًا يقول: "القصة لفتت انتباهنا منذ أشهر كثيرة وهي مستوحاة من الواقع، لكن هناك تفاصيل كثيرة تم تغييرها احترامًا لأصحاب القصة الحقيقية، فعندما علمنا بجريمة شاب يقتل خطيبته بعدما استنجدت به لأنها تتعرض للابتزاز، تحمّسنا لتقديمها وتوعية الناس حول هذه القضية المهمة".
ويضيف: "واجهتنا صعوبة كبيرة في الوصول إلى التصور النهائي للحلقة، لأننا كنا لا نريد أن نحكم على أبطال القصة ونقدمها بشكل يكرهه الناس، فكنا نريد أن نسلّط الضوء على أن مهما أخطأت الفتاة فلا تستحق القتل ولا يوجد مبرر لذلك، مع توعية أولياء الأمور بكيفية التعامل مع هذه المواقف وأن الخطأ في النهاية يعود على المبتز الذي يستغل أخطاء الآخرين من أجل مصالحه الشخصية".
أصعب المشاهد
وعن أصعب المشاهد التي واجهته في الكتابة، يقول: "مشهد ما قبل القتل يعد من أصعب المشاهد بالنسبة لي، شخصية نوال تحاول إقناع خطيبها "معتصم" بأنها ليست على علاقة بشخصية "الديب" المبتز، وأنه كان مرحلة في حياتها وانتهت، وهي تحبه وتريد أن يسامحها، وفي الوقت نفسه تدافع شخصية نعمة عن نوال رغم تنمرها عليها، بينما معتصم في موقف صعب للغاية والغضب يسيطر عليه حتى يقتلها".
ويضيف: "رؤية المخرج أحمد صبحي في اختيار ملك زاهر وحازم إيهاب كان موفقًا للغاية، فهما نجمان موهوبان وقدما الحلقة ببراعة كبيرة، والتعاون مع المخرج أحمد صبحي كان في منتهى الاحترافية، فهو مخرج ذكي وموهوب للغاية وهذه أولى تجاربه الدرامية، لكنه أبدع فيها وسعيد بالتعاون معه".