الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قنبلة و12 مصابا.. "حرب العصابات" تسبب ليلة دامية في جرونوبل بفرنسا

  • مشاركة :
post-title
موقع الحادث في مدينة جرونوبل

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

شهدت مدينة جرونوبل الفرنسية ليلةً داميةً، حيث ألقى مهاجم مجهول قنبلة يدوية داخل مقهى مكتظ بالرواد في حي القرية الأولمبية، ما أدى إلى سقوط 12 مصابًا، 6 منهم في حالة حرجة، في حادث وصفته السلطات المحلية بأنه "عمل إجرامي ذو عنف غير مسبوق".

هجوم جرونوبل 

في تمام الساعة الثامنة والربع من مساء أمس الأربعاء، وبينما كان المقهى يعج بالزبائن، دخل شخص مجهول المكان وألقى قنبلة يدوية وسط الحاضرين دون أن ينطق بكلمة واحدة، بحسب صحيفة لوموند الفرنسية.

وذكر شهود عيان والمدعي العام فرانسوا توريه دو كوسي، أن المهاجم كان يحمل أيضًا سلاح كلاشنيكوف، لكن لم يتم تأكيد استخدامه، وفق الصحيفة.

وفور إلقاء القنبلة، لاذ المهاجم بالفرار، مخلفًا وراءه مشهدًا من الفوضى والذعر.

من جهتها، كشفت محافِظة منطقة إيزير، في بيانٍ مفصل، أن الهجوم أسفر عن إصابة 12 شخصًا، من بينهم ستة في حالة حرجة تستدعي عناية طبية فائقة.

وفي استجابة سريعة للحادث، تم تفعيل "الخطة البيضاء" في المستشفى الجامعي بجرونوبل، وهي حالة طوارئ تتيح للمستشفى حشد موارد إضافية وتعبئة الطواقم الطبية بشكل استثنائي.

ونشرت السلطات 80 رجل إطفاء مدعومين بـ20 سيارة إسعاف، في عملية إنقاذ واسعة النطاق استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.

ومن المقرر أن يزور وزير الصحة الفرنسي يانيك نودر المستشفى الجامعي في جرونوبل صباح اليوم الخميس، للاطمئنان على المصابين.

وتواصل الفرق الطبية جهودها في تقديم الرعاية للمصابين، مع تركيز خاص على الحالات الحرجة التي تتطلب متابعة مكثفة.

ردود رسمية

من جهته، أدان إيريك بيول، عمدة جرونوبل، الحادث بشدة، واصفًا إياه بـ"العمل الإجرامي ذي العنف غير المسبوق".

وأشار، في تصريحات له، إلى وجود تصاعد مقلق في أعمال العنف بالمدينة، سواءً من جهة المواقع المستهدفة أو توقيت الهجمات.

فيما أكدت المحافِظة كاترين سيجان أن "مثل هذه الأعمال الجبانة لا مكان لها في الجمهورية"، مشيدة بالهدوء الذي أظهره سكان الحي في التعامل مع الأزمة.

إيريك بيول عمدة جرونوبل والمحافظة كاترين سيجان
التحقيقات الأولية

وأكد المدعي العام فرانسوا توريه دو كوسي، في مؤتمر صحفي عقده بموقع الحادث، أن التحقيقات الأولية تستبعد فرضية العمل الإرهابي، مضيفًا أن الحادث قد يكون مرتبطًا بتصفية حسابات أو صراعات محلية.

وجرى تكليف شعبة الجريمة المنظمة والمتخصصة بالتحقيق، مع التركيز على احتمال ارتباط الهجوم بشبكات تجارة المخدرات النشطة في المنطقة.

ويجري حاليًا تحليل تسجيلات كاميرات المراقبة وجمع إفادات الشهود لتحديد هوية المهاجم وملابسات الحادث.

المقهى المستهدف

يقع المقهى المستهدف في حي القرية الأولمبية، وهو حي يصنف ضمن المناطق ذات الأولوية في السياسة الحضرية الفرنسية.

وأوضحت كلوي بانتيل، نائبة رئيس بلدية القطاع السادس في جرونوبل، أن المكان كان يعمل كمقهى يرتاده سكان الحي وزوار من خارجه، وكان معروفًا بشكل خاص كنقطة تجمع لمشاهدة مباريات كرة القدم.

وأكد المدعي العام أن المقهى لم يكن من الأماكن المثيرة للقلق الأمني قبل هذا الحادث.

تعبئة أمنية شاملة

في أعقاب الهجوم، تم نشر قوات كبيرة من الشرطة في المنطقة، بما في ذلك وحدات من شرطة مكافحة الشغب (CRS) لتأمين الحي.

وتواصل الشرطة العلمية عملها في جمع الأدلة وإجراء الفحوصات الجنائية اللازمة، كما تم تعزيز الدوريات الأمنية في المناطق المجاورة، تحسبًا لأي تطورات محتملة.

حرب العصابات

يأتي هذا الحادث قبل يوم واحد من زيارة مقررة لوزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو إلى جرونوبل، لمناقشة قضايا الأمن اليومي.

وتشهد المدينة وضواحيها في السنوات الأخيرة تصاعدًا في أعمال العنف المرتبطة بتجارة المخدرات، حتى إن السلطات باتت تصف الوضع صراحة بـ"حرب العصابات"، ويتوقع أن تؤدي هذه الحادثة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المدينة وتسريع خطط مكافحة الجريمة المنظمة.