فيما وصفته وزارة الدفاع البريطانية بأنه "واحدة من أكبر عمليات الإخلاء في زمن السلم في المملكة المتحدة"، طُلب من آلاف الأشخاص مغادرة منازلهم في مدينة بليموث الجنوبية الغربية بعد اكتشاف قنبلة غير منفجرة في حديقة يناير الماضي.
كان من الممكن أن يكون اكتشافًا متفجرًا، لكن لحُسن الحظ، لم تنفجر أكثر من 170 قنبلة من الحرب العالمية الثانية ملقاة تحت ملعب للأطفال في جنوب غرب إنجلترا، إذ تمكن العمّال من انتشالها.
تم اكتشاف أول قنبلة تدريب، ولا تزال تحتوي على شحنة، في وولر بنورثمبرلاند، في يناير الماضي. ونقلت السلطات القنبلة ، التي كانت تزن أكثر من 1000 رطل، عبر المدينة قبل تفجيرها في البحر.
وقالت كيرين رودجرز، المتحدثة باسم مجلس الرعية المحلي، لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن عمّال البناء عثروا على القنبلة الأولى عندما بدأوا العمل في ملعب سكوتس بارك في بلدة وولر الصغيرة الشهر الماضي. مضيفة "أنه منذ ذلك الحين تم استرداد 176 قنبلة".
ووصف المجلس الاكتشاف بأنه "غير متوقع"، وقال في بيان صحفي في وقت سابق، إنه تم استدعاء خبراء إبطال مفعول القنابل للبحث في الموقع عن المزيد منها.
وفي اليوم الأول، اكتشفوا 65 قنبلة تدريب، تزن كل منها 10 أرطال، في منطقة تزيد مساحتها على 10 أقدام مربعة، وفقُا للبيان.
وذكر البيان: "على الرغم من أن هذه القنبلة توصف بأنها قنابل تدريب، إلا أنها لا تزال تحمل شحنة". وأضاف: "بحلول نهاية اليوم الثاني، تم استرداد 90 قنبلة تدريب أخرى".
ونظرًا للأعداد المعنية، كان من الضروري استرداد القنابل من قِبل محترفين للتأكد من أن منطقة الملعب أصبحت آمنة مرة أخرى للمقاولين ومستخدمي المعدات.
وحتى الآن، تم تطهير ثلث حديقة الأطفال في وولر فقط حيث يواصل المسؤولون إجراء المزيد من الحفريات لضمان عدم إخفاء المزيد من الذخائر تحتها.
وذكرت رودجرز: "إن اهتمامنا الرئيسي هو جعل الموقع آمنًا تمامًا وإعادة تشغيل وتركيب الملعب الشامل بالكامل في أقرب وقت ممكن".
وأشارت إلى أن فريق المهندسين التابع لها يعمل حاليًا في الموقع لإزالة جميع القنابل والتخلص منها بأمان، ولم توضح متى يتم الانتهاء من العملية.
وفي سياق متصل، قال المستشار المحلي "مارك ماثر" في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن المنطقة ربما كانت تستخدم كأرض تدريب للحرس الوطني حيث كان يأتي ضباط الجيش من جميع أنحاء البلاد.
وأضاف: "بعد الحرب، بدا الأمر وكأنهم دفنوا كل الذخائر في إحدى الحفر، إنه لأمر غريب أن نفكر في أن الأطفال كانوا يلعبون بالقنابل وكان الأمر صعبًا حقًا".
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف ذخائر غير منفجرة من الحرب العالمية الثانية في بريطانيا.
ففي الشمال، وتحديدا في عاصمة اسكتلندا إدنبرة، لا تزال ثلاث قنابل غير منفجرة ألقيت خلال غارة ألمانية في عام 1940 مدفونة تحت شوارع المدينة، وفقًا لأرشيف الشرطة.