لا تزال الأزمة "الروسية - الأوكرانية" تشهد توترًا متصاعدًا بسبب تمسك الطرفين بشروط تعجيزية من أجل الوصول إلى طاولة المفاوضات، ويتوقع خبراء سياسيون لـقناة "القاهرة الإخبارية"، أن تأخذ الأزمة الفترة المقبلة مسارات مختلفة، موضحين أن الخروج من الأزمة أمرًا بات مستحيلًا، إذ إن التقدم العسكري يبعد الطرفين عن تحقيق السلام.
مفاوضات فاشلة
قال قسطنطين جريدين، الباحث فى العلاقات الدولية، إنه غير متفائل بشأن وجود أي فرصة للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا خلال الفترة المقبلة.
وأضاف "جريدين"، لـ"القاهرة الإخبارية"، أن المفاوضات تكون فى صالح روسيا للحفاظ على الوضع الراهن والتمسك بضم الأراضي التي سيطرت عليها بشكل غير قانوني، والمدن التى لم تُكمل الاستفتاء فيها خصوصًا زابوريجيا.
وبناءً على العوامل أعلاه، رسم "جريدين" مسارًا للأزمة وهو أن "موسكو" من تحتاج إلى المفاوضات وليس "كييف"، من أجل إعادة ترسيم الحدود مستندة على القانون الدولي كما تزعم، فالشعب الأوكراني يدفع ثمنًا باهظًا أكثر من أي شعب فى العالم.
وأوضح جريدين لــ"القاهرة الإخبارية"، أن أحد أهم الأولويات لدى أوكرانيا في الوقت الحالي الشعور بالحرية وحصول الشعب الأوكراني على حقوقه وشعوره بالسيادة على أراضيه.
شروط تعجيزية
في سياق متصل، أكد الدكتور رامي القليوبي، أستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، أن الجميع يطلب العودة للتفاوض مرة أخرى، لكن هناك أطرافًا تضع شروطًا تعجيزية، أبرزها انسحاب روسيا من الأراضي كافة بما فيها شبه جزيرة القرم.
وقال القليوبي لـ"القاهرة الإخبارية"، إن روسيا لن تُقدمْ على التنازل عن الأراضي التي سيطرت عليها، لأنها لم تخضْ حربًا على مدى عامٍ حتى تتراجع عن النتائج الإيجابية التي حققتها على الأرض، في حين تضع موسكو شرطًا بأن تعترف "كييف" بالسيادة الروسية على قطاعات دونيسك وزابوريجيا وخيرسون.
وأشار إلى أن العلاقات الدولية السياسية الجديدة لا يمكن أن تعترف دولة بضم أراضيها إلى دولة أخرى وتعتبرها أراضي محتلة.