في سن 33 عامًا، أصبح ألكسندر يارماك رئيسًا لقسم البحث والتطوير في حرب الطائرات بدون طيار في الجيش الأوكراني، بعدما ابتكر طرقًا أكثر إبداعًا لتحقيق أقصى استفادة من هذه التكنولوجيا القاتلة؛ حسب تعبير صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية.
أيضًا، مثل رئيسه فولوديمير زيلينسكي، فإن يارماك فنان متصدر للقوائم، إذ "استخدم سنواته في القتال على الخطوط الأمامية لتحويل تجاربه إلى أغاني راب أصبحت أناشيد حرب وطنية".
وفي الوقت الحالي، تهيمن المسيّرات الصغيرة على ساحة المعركة في أوكرانيا، حيث يتحكم فيها طيارون من قوة النظام غير المأهولة (USF) ممن يرتدون سماعات الرأس First Person View (FPV)، التي يطلق عليها الروس اسم "Baba Yaga"، نسبة إلى حكايات الساحرة الأسطورية التي تطير في سلة تجرها أعواد المكنسة وتخبز الأطفال أحياء.
وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد ما يقرب من ثلاثة أعوام من الحرب، تعتمد أوكرانيا الآن بشكل كبير على الطائرات بدون طيار، عوضًا عن معاناتها من نقص الذخيرة المخصصة للمدفعية، وكذلك الصواريخ بعيدة المدى، لذا، فقد تكيفت البلاد مع هذا الوضع.
والآن تجلب "Baba Yaga" الموت بإسقاط القنابل من سلة طائرة مصنوعة من ألياف الكربون والبلاستيك.
مغني راب
حسب لقائه مع الصحيفة البريطانية، بدأ يارماك مسيرته العسكرية في عام 2022، حين التحق بالجيش عندما شنت روسيا علميتها العسكرية الخاصة، وسرعان ما وجد -مثل كثيرين غيره- أن الطائرات التجارية الصغيرة بدون طيار يمكن تكييفها لإسقاط القنابل اليدوية وقذائف الهاون على القوات الروسية.
بعدها، تقدم يارماك إلى قيادة وحدة مسيّرات في الخطوط الأمامية، وتم تسجيل أهداف طائراته بدون طيار الأخيرة على شريط فيديو.
ويقول يارماك إن 80% من خسائر العدو ناجمة عن الطائرات بدون طيار، وتنقل عنه "ذا إندبندنت" أن القوات الأوكرانية طوّرت "Baba Yaga" من مسيّرة زراعية كانت تستخدم في رش الحقول.
معركة الطائرات بدون طيار تسير في الاتجاهين، حيث تتسبب دقة الطائرات الروسية في دمار على الجانب الأوكراني، بينما شنّت كييف هجمات على أهداف في موسكو ومناطق أخرى في عمق روسيا باستخدام مسيّرات بعيدة المدى استطاعت التهرب من الدفاعات الجوية ومهاجمة المطارات ومصافي التكرير.
صراع المسيّرات
في الصراع الدائر على الجبهة الشرقية لأوكرانيا، كانت روسيا تحقق مكاسب صغيرة بتكلفة هائلة، بينما يشير العديد من الضباط في الخطوط الأمامية إلى كيفية تغير التكتيكات الروسية مع تصاعد الغارات الجوية.
تقول "ذا إندبندنت" في هذا الصدد: "لم يعد الجنود الأوكرانيون يواجهون هجمات مدرعة جماعية بالدبابات والمدفعية لأن المعدات الثقيلة أصبحت عرضة لهجمات الطائرات بدون طيار".
والمفتاح بالنسبة لأوكرانيا هو البقاء في صدارة التكنولوجيا الروسية بينما يتسابق الجانبان نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في حرب الطائرات بدون طيار وتحويل الآلات الطائرة إلى جلادين مستقلين.