الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مسيرات هجومية وصواريخ.. أوكرانيا تطور أسلحة بعيدة المدى لمواجهة روسيا

  • مشاركة :
post-title
نماذج للصاروخ الأوكراني الهجين "الجحيم"

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما يستعد الأوكرانيون لتخفيضات حادة محتملة في المساعدات العسكرية الغربية، العام المقبل، يعملون جاهدين على زيادة إنتاجهم من الأسلحة، خاصة الأنظمة القادرة على ضرب عمق الأراضي الروسية، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين، إن قلب الإنتاج الدفاعي المحلي الأوكراني هو "برنامج البلاد للطائرات الهجومية بعيدة المدى"، التي تضرب بانتظام أهدافًا على بعد مئات الأميال من الحدود الروسية الأوكرانية لتعطيل المجهود الحربي لموسكو.

وتمتع الطائرات المسيّرة بميزة سهولة وسرعة إنتاجها، لكن المحللين يحذرون من أنها ليست سوى حل جزئي للتحديات العديدة التي تواجهها ساحة المعركة في أوكرانيا.

وقال كونراد موزيكا، مدير شركة روشان للاستشارات الدفاعية، مقرها بولندا: "على المدى الطويل، ما ترغب أوكرانيا في القيام به هو أن يكون لها قبضتان. الأولى تتمثل في القدرة الكاملة على شن الضربات للعميق الروسي عبر الطائرات المسيّرة، والثانية تتمثل في الصواريخ الباليستية قصيرة المدى أو حتى متوسطة المدى".

وقبل ثلاثة أسابيع، صدمت روسيا العالم بإطلاق صاروخ باليستي متوسط ​​المدى قادر على حمل رؤوس نووية على مدينة دنيبرو الأوكرانية، بعد أن أطلقت أوكرانيا صواريخ أقصر مدى مقدمة من الولايات المتحدة على أهداف داخل روسيا.

وبعد ساعات، وفي ضربة لم تحظَ بقدر كبير من الاهتمام، ضربت طائرات مسيّرة أوكرانية قاعدة كابوستين يار بالقرب من بحر قزوين، التي أطلق منها الصاروخ الروسي، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين. وأكد المسؤولون الروس وقوع هجوم بطائرات مسيّرة في المنطقة.

ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي لحق بأوكرانيا، لكنه أظهر قدرتها على الرد بسرعة على هدف يبعد أكثر من 400 ميل، وهو أبعد كثيرًا من مدى أي ذخيرة تقدمها الولايات المتحدة.

وأصبحت هجمات الطائرات المسيّرة حدثًا منتظمًا. على مدى الأشهر الماضية، أعلن المسؤولون الأوكرانيون كل بضعة أيام عن ضربة جديدة على منشآت حيوية روسية، مثل مخازن الذخيرة، والمطارات، ومراكز اللوجستيات، ومستودعات النفط، ومصافي البترول.

ومن الصعب التحقق من حجم الضرر الذي ألحقته الطائرات المسيّرة، والمدى الذي اضطرت فيه روسيا إلى تغيير استراتيجيتها في ساحة المعركة. ومع ذلك، يقول المسؤولون الأوكرانيون والغربيون إن الطائرات المسيّرة أحدثت بعض التأثير على القوات الروسية.

وبينما كان الأوكرانيون يحتفلون بيوم القوات المسلحة، الجمعة الماضي، نشر الرئيس فولوديمير زيلينسكي على تطبيق "تليجرام" مقطع فيديو لأحدث طائرة مسيّرة هجومية بعيدة المدى، "بيكلو" أو "الجحيم"، التي تم تسليم أول شحنة منها للجيش في البلاد، على حد قوله.

وكتب وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني هيرمان سميتانين، في منشور منفصل، أن الطائرة المسيّرة، التي تحتوي على عناصر صاروخية، تطير بسرعة تزيد على 400 ميل في الساعة وعلى مسافة تزيد على 400 ميل.

وكتب: "صنع المصنع الأوكراني الطائرة الصاروخية دون طيار من الصفر في وقت قياسي، خلال عام واحد، المنتج له بالفعل تطبيقات قتالية ناجحة".

وفي منشور على فيسبوك، الأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، إن بلاده ستتنتج العام المقبل "أكثر من 30 ألف طائرة دون طيار من طراز" ديب سترايك DeepStrike"، وهو سلاح "الجيل القادم" الذي "يمكنه العمل بشكل مستقل على مسافات طويلة وضرب أهداف العدو بدقة عالية".

ولكن أغلب المحللين العسكريين يتفقون على أن الطائرات دون طيار وحدها لن تكون كافية. ونقلت "واشنطن بوست" عن أحد المتخصصين الغربيين في صناعة الأسلحة: "كل شخص لديه لعبة طائرة دون طيار. وهم بحاجة إلى صواريخ تنفجر. وهم بحاجة إلى أشياء قادرة على إطلاق رأس حربي إلى عمق روسيا".

ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن المسؤولين الأوكرانيين يعملون كذلك، على تسريع برامج الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة، وفي أغسطس، قال زيلينسكي إن البلاد اختبرت أول صاروخ باليستي. والشهر الماضي، قال إن أوكرانيا أنتجت 100 صاروخ هذا العام، لكنه لم يحدد نوعها.

وفي الأسبوع الماضي، قال عمروف، إن أوكرانيا بدأت إنتاجًا واسع النطاق لاثنين من أنظمة الأسلحة الخاصة بها "باليانيتسيا " وهو هجين بعيد المدى من طائرة دون طيار وصاروخ يستخدم محركًا نفاثًا، وصاروخ كروز "نبتون".

وقد تم استخدام كلا السلاحين بكميات محدودة. في عام 2022، دمر "نبتون" السفينة الرائدة للأسطول الروسي في البحر الأسود "موسكافا". وفي أغسطس، نشر زيلينسكي على منصة "إكس" مقطع فيديو لما قال إنه أول استخدام قتالي لباليانيتسيا.

وفي أكتوبر، قال زيلينسكي إن الولايات المتحدة ستمنح أوكرانيا نحو 800 مليون دولار لتطوير طائرات دون طيار طويلة المدى، مع المزيد من الأموال في وقت لاحق لتمويل أنظمة أسلحة بعيدة المدى أخرى.

وقال يوجور تشيرنييف، رئيس الوفد الأوكراني في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، إن أوكرانيا أنتجت ما يقرب من مليوني طائرة دون طيار هذا العام، ويمكن أن تنتج مليوني طائرة أخرى إذا كان هناك تمويل لها.

لكن أسطولًا من الطائرات الهجومية دون طيار بعيدة المدى، مهما كان حجمها، لا يمكنه حل التحديات التي تواجهها أوكرانيا في ساحة المعركة، إذ سيطرت القوات الروسية على أراضٍ في الأسابيع الأخيرة بأسرع وتيرة منذ بداية الحرب.

وقال المحلل الدفاعي موزيكا: "إذا كنا نتحدث عن مشكلات على الخطوط الأمامية، فمن المؤكد أن الطائرات دون طيار ليست الحل للمشكلة، لأن حل المشكلة هو نقص القوى العاملة، ونقص التدريب، ومشكلات في القيادة والسيطرة".