الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أكذوبة الهجرة الطوعية.. الفلسطينيون يتمسكون بأرضهم في غزة

  • مشاركة :
post-title
صورة لنساء وأطفال نازحين من قرية فلسطينية بالقرب من حيفا عام 1948

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أكد الفلسطينيون تمسكهم بالبقاء في أرضهم بغزة، ردًا على أكذوبة الهجرة الطوعية لسكان القطاع، التي تروج لها حكومة الاحتلال الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، بعد مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة توطين سكان غزة في دول أخرى.

وقوبل مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالسيطرة الأمريكية على غزة، بعد إعادة توطين سكان القطاع في دول أخري، برفض عربي ودولي واسع النطاق. ورفض حلفاء واشنطن الغربيون فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة، كما أكد زعماء الشرق الأوسط، موقفهم الداعم لإقامة دولة فلسطينية. وقالت جماعات حقوق الإنسان، إن تنفيذ الخطة من شأنه أن ينتهك القانون الدولي، وسوف يرقى إلى مستوى التطهير العرقي في غزة.

وأيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراح ترامب "بالسيطرة" على غزة، بينما أمر جيش الاحتلال بإعداد خطط لترحيل أعداد كبيرة من الفلسطينيين من القطاع.

وقال نتنياهو لشبكة "فوكس نيوز" أمس الأول الأربعاء: "الفكرة الفعلية المتمثلة في السماح أولًا لسكان غزة الذين يريدون المغادرة بالمغادرة، أعني، ما الخطأ في ذلك؟"، مضيفًا أن أولئك الذين يغادرون القطاع "يمكنهم العودة".

وأضاف نتنياهو: "هذه أول فكرة جيدة أسمعها. إنها فكرة رائعة وأعتقد أنه ينبغي متابعتها وفحصها ومتابعتها وتنفيذها لأنني أعتقد أنها ستخلق مستقبلًا مختلفًا للجميع".

وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الخميس، توجيهات لجيش الاحتلال لإعداد خطة "لتمكين المغادرة الطوعية لسكان غزة".

وقال وزير دفاع الإحتلال في بيان أمس: "أرحب بالمبادرة الجريئة للرئيس الأمريكي ترامب، والتي قد تسمح لجزء كبير من سكان غزة بالانتقال إلى وجهات مختلفة في جميع أنحاء العالم".

وأضاف كاتس أن خطة ترامب "ستستغرق سنوات عديدة"، حيث سيتم دمج الفلسطينيين "في الدول المضيفة مع تسهيل جهود إعادة الإعمار طويلة الأجل في غزة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات في مرحلة ما بعد حماس".

لكن شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، ذكرت أن مقترح ترامب يثير مسألة ما إذا كان يمكن إبعاد الفلسطينيين بالقوة من منازلهم، ويكسر عقودًا من السياسة الخارجية الأمريكية، التي أكدت منذ فترة طويلة على حل الدولتين لإسرائيل وفلسطين.

وقالت الشبكة، إن خطة ترامب تتعارض مع تطلعات الفلسطينيين، الذين طالما دافعوا عن إقامة الدولة، ورفضوا بشدة اقتراح ترامب بإعادة توطينهم في دول أخرى، عندما طرحه لأول مرة قبل أسبوعين.

ونقلت الشبكة عن محللين، إن مليوني شخص يعيشون في غزة لا يرغبون في المغادرة، وهو ما يثير التساؤل حول ما إذا كان من الممكن إبعادهم بالقوة، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي.

وقال أمير كراجة، أحد سكان شمال غزة، لسي إن إن: "هذه أرضنا، ونحن أصحابها الحقيقيون والصادقون. لا ترامب ولا أي شخص آخر يستطيع اقتلاعنا من غزة".

وقالت إيام جحجوح، وهي تقف في وسط منزلها المتضرر بشدة في غزة: "لن نترك أرضنا أو منازلنا، على الرغم من الدمار الكبير وكل ما حدث في غزة، نحن هنا وسنبقى هنا. سنقيم خيمة ومهما فعلتم، فلن نترك بلدنا. لا نكترث بتهديدات ترامب أو تهديدات نتنياهو".

هناك حوالي 5.9 مليون لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء العالم، معظمهم من نسل الذين تم تهجيرهم مع إعلان قيام دولة إسرائيل المزعومة في عام 1948. ونحو 70% من سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة مسجلون بالفعل لدى الأمم المتحدة كلاجئين، وكثير منهم من نسل الفلسطينيين الذين نزحوا في عام 1948، عندما تم تهجير نحو 700 ألف فلسطيني من منازلهم أثناء إعلان دولة إسرائيل المزعومة، وقد مُنعوا من العودة إلى ديارهم الأصلية فيما يُعرف الآن بإسرائيل.

وقال أحمد صافي، وهو يبيع الخضروات في أحد أسواق خان يونس، المدينة التي تضررت بشدة جراء القصف الإسرائيلي، إنه "من المستحيل" نقل الناس إلى خارج غزة. وأضاف: "لقد عشنا تحت القصف لمدة عام ونصف. وبعد كل هذه المعاناة والجوع والقصف والموت، لن نترك غزة بسهولة. نحن نفضل جحيم غزة على جنة أي بلد آخر.. لو أعطينا كل أموال العالم فلن نترك هذه الأرض".

وقال صالح الصوالحة، من جباليا شمال غزة، إن الفلسطينيين هم أشخاص يرفضون الاستسلام. وأضاف: "لقد نزحت 12 مرة. كنا نذهب إلى مكان ما، وكان الإسرائيليون يخبروننا أنه سيتعرض للقصف. كنا نذهب إلى مكان آخر؛ يقولون إنه سيتعرض للقصف. كنا ننتقل من مكان إلى آخر. نحن مرهقون للغاية. لا يوجد شيء مثل العودة إلى المنزل. هذا كل ما نريده".

وقال الصوالحة ردًا على تعليقات الرئيس الأمريكي: "لن أغادر. من فضلك أرسل هذه الرسالة إلى ترامب: هذه هي آخر فكرة تخطر ببالنا".

وقال عوني الوادية، الذي اضطر إلى الفرار من منزله في شمال غزة العام الماضي، إن الذاكرة الجماعية لأحداث عام 1948 هي أحد الأسباب التي تجعله لا يغادر القطاع.

وأضاف: "لقد تم الإدلاء بهذه التعليقات في الماضي. عندما شردوا الفلسطينيين في عام 1967، قالوا إنها مؤقتة، فقط حتى يهدأ الوضع. وحتى الآن، لم يعودوا. ظلوا نازحين".

ونقلت صحيفة" التليجراف" البريطانية، عن سكان غزة، إنهم لا ينوون مغادرة منازلهم إلى أي مكان آخر، ووصفوا هذه الخطوة بأنها محاولة للتطهير العرقي، وقالوا إن الجهود المبذولة لإخراجهم من القطاع "لن تنجح أبدا".

يقول أحمد الحتو (50 عامًا) من مدينة غزة: "إسرائيل تريد احتلال غزة وتوسيعها وبناء المستوطنات. سنقيم دولة فلسطينية، ولن نهاجر من غزة أبدا.

وقال محمد البطنيجي، 55 عامًا، وهو نازح من مدينة غزة، مخاطبا ترامب: "لا تقل إنك ستحاول أن تجعل غزة وجهة سياحية للأشخاص من الخارج. هذه غزة لنا ولن نتركها لأحد آخر".