تحيي تركيا، اليوم الخميس، الذكرى السنوية الثانية لزلزال 6 فبراير 2023، الذي ضرب جنوب البلاد وتركز في مدينة كهرمان مرعش، وأودى بحياة 53.737 شخصًا وإصابة 107.213 آخرين، وامتدت آثاره إلى سوريا، إذ راح ضحيته أكثر من 5 آلاف شخص، ما أُطلق عليه "كارثة القرن".
وخرج المواطنون في مختلف أنحاء تركيا، لا سيما المدن المتضررة، فجر اليوم الخميس، إلى الشوارع عند الساعة 04:17 صباحًا، وقت وقوع الزلزال، لإقامة مراسم إحياء ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم.
وفي ذكرى الزلزال، توافد الأشخاص الذين فقدوا أحباءهم على المقابر، ومن بينهم "مسعود هانشير"، الذي أصبح أحد رموز الزلزال بعدما ظل ممسكًا بيد ابنته تحت الأنقاض.
ونقلت صحيفة "الصباح" التركية، عن هانشير، الذي أعرب عن عدم قدرته على تجاوز تلك الأيام: "مر عامان، اليوم.. لم تنطفئ النيران أبدًا، بل تشتعل أكثر فأكثر، نزور قبر ابنتي باستمرار، إنه أمر صعب للغاية، والألم لا يزول أبدًا".
وفي مدينة آدميان المتضررة، تم تنظيم "مسيرة الصمت"، إذ انطلقت المسيرة التي شارك فيها آلاف المواطنين من أمام بلدية المقاطعة، وفقًا لصحيفة "حريت" التركية.
وشارك في المسيرة وزير الداخلية التركي علي يرليكايا، ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزجور أوزيل، ورئيس بلدية أديامان عبدالرحمن توتدير، والعديد من رؤساء البلديات والمسؤولين.
وتسبب الزلزال في دمار 36 ألفًا و932 مبنى، وتم تسليم 50 ألفًا و580 ألف وحدة سكنية، للأشخاص الذين فقدوا بيوتهم إثر الكارثة.
ومن جانبه، تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمواصلة جهود البناء وإعادة الإعمار في المدن المتضررة من زلزال 6 فبراير، مؤكدًا أهمية الوحدة دولة وشعبًا.
وقال أردوغان، اليوم الخميس، في بيان له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "منذ اليوم الأول للكارثة أكّدنا أننا سنبقى متّحدين دولة وشعبًا، ولم نترك المناطق المتضررة ولو للحظة واحدة".
وأضاف: "سنواصل جهود البناء وإعادة الإعمار بالعمل الجاد والعرق والصبر والإرادة الحديدية حتى تعود مدننا إلى سابق عهدها".
وفي ذكرى الزلزال المدمر، حذّر العلماء من أن تركيا ما زالت غير مستعدة لمواجهة زلازل في المستقبل، مشيرين إلى أن التأثير المالي لمثل هذه الكارثة يمكن أن يصل إلى مليارات الدولارات.
وقال الباحث التركي في شؤون الزلازل ناجي جورور، لـ"وكالة الأنباء الألمانية"، إنه في إسطنبول فقط، يواجه نحو 100 ألف مبنى خطورة الانهيار، حيث من الممكن أن يلقى مئات الآلاف حتفهم".
والثلاثاء، قال وزير التنمية الحضرية التركي، مراد كوروم، "إن إسطنبول لن تستطيع الصمود أمام زلزال جديدة"، وفقًا لـ"يورو نيوز".
وفي 6 فبراير 2023، ضرب زلزال بلغت قوته 7.7 درجة جنوب شرق تركيا، تلاه زلزال بقوة 7.6 درجة، وتضررت على إثره 11 ولاية، هي كهرمان مرعش وأضنة وغازي عنتاب وملاطيا وآدميان وديار بكر وألازيغ وشانلي أورفة وكيليس وعثمانية وهاتاي، التي تم تسجيلها كونها المدينة الأكثر تضررًا.
وكان "موقع إبرار" في كهرمان مرعش، مركز الزلزال، أحد الأماكن التي شهدت أكبر عدد من الضحايا، إذ انهار 18 من أصل 22 مبنى في الثواني الأولى من وقوع الزلزال وفقد 1400 شخص حياتهم.
وأعلنت تركيا الحداد الوطني لمدة 7 أيام، لمساعدة ضحايا الزلزال، وشاركت فرق البحث والإنقاذ من 93 دولة في العمليات التي شارك فيها 650 ألفًا من رجال الأمن والإنقاذ والطواقم الطبية.