قال تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية إن شركة Paragon Solutions، التقنية أنهت علاقتها مع عملائها مع إيطاليا؛ وسط مزاعم بأن برنامجها للقرصنة العسكريةGraphite قد استُخدم لاستهداف 90 شخصًا، بما في ذلك صحفيون وأعضاء من المجتمع المدني، في عشرين دولة.
ويأتي قرار إنهاء العقد بعد أقل من أسبوع من إعلان تطبيق "واتساب" أن برنامج التجسس التابع للشركة الأمريكية استُخدم لاستهداف عشرات الأشخاص.
ومثلها كبقية مبتكري برامج التجسس، تبيع الشركة سلاحها السيبراني لعملاء حكوميين من المفترض أن يستخدموه لمنع الجريمة "ولا يزال من غير الواضح من هم العملاء الحكوميون المحددون الذين يقفون وراء الهجمات المزعومة"، حسب التقرير.
تجسس واختراق
تشير "الجارديان" إلى أن قرار إنهاء عقد شركة برمجيات التجسس مع إيطاليا جاء في أعقاب الكشف عن أن صحفيًا استقصائيًا إيطاليًا، وناشطين اثنين كانا ينتقدان علاقات حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني اليمينية مع ليبيا، كانوا من بين الأشخاص الذين تم استهدافهم ببرامج التجسس.
كان فرانشيسكو كانسيلاتو، رئيس تحرير موقع Fanpage -وهو منفذ إخباري استقصائي إيطالي يحظى بتقدير كبير- أول من صرح علنًا، الجمعة الماضي، أنه كان واحدًا من الأشخاص التسعين الذين أخطرتهم "واتساب" بأن هاتفه المحمول "كان مستهدفًا، ومن المحتمل أن يكون قد تعرض للخطر، بواسطة برنامج القرصنة".
ومثل برنامج التجسس Pegasus الذي تصنعه مجموعة NSO الإسرائيلية، يمكن لبرنامج التجسس Graphite من Paragon اختراق الهاتف المحمول دون علم المستخدم، ودون أن ينقر المستخدم على رابط ضار أو بريد إلكتروني.
وقال "واتساب" إن الأشخاص التسعين الذين من المحتمل أن يكونوا قد تم اختراقهم قد تمت إضافتهم إلى محادثات جماعية على التطبيق، وتم إرسال ملفات ضارة إليهم، والتي ربما أصابت الهواتف بعد ذلك.
وفي حين أنه ليس من الواضح تمامًا سبب استهداف كانسيلاتو، تلفت "الجارديان" إلى أنه نشر العام الماضي تحقيقًا كشف عن شباب فاشيين داخل حزب ميلوني.
وردًا على اتهامات التورط في التجسس على المعارضين، نفى مكتب ميلوني، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، أن تكون أجهزة الاستخبارات المحلية أو الحكومة وراء الخروقات المزعومة. مع هذا، من المتوقع أن تواجه ميلوني المزيد من الأسئلة حول الانتهاكات المزعومة في البرلمان.
نفي رسمي
نقلت الصحيفة البريطانية عمن وصفته بـ "مصدر مطلع"، إن شركة Paragon علقت في البداية "من باب الحيطة والحذر" العقد مع إيطاليا عندما ظهر الادعاء الأول بإساءة استخدام برامج التجسس يوم الجمعة الماضي.
وأضاف المصدر أن قرار إنهاء العقد بالكامل اتخذ يوم الأربعاء بعد أن قررت الشركة أن إيطاليا انتهكت شروط الخدمة والإطار الأخلاقي الذي وافقت عليه بموجب عقدها معها.
كما كشفت الحكومة الإيطالية يوم الأربعاء أن واتساب أبلغها أن عدد الإيطاليين المتضررين "يبدو أنه سبعة"، دون تحديد الضحايا المزعومون الآخرون.
ويلفت التقرير إلى أنه "رغم أن تحرك الشركة من المرجح أن يخفف بعض المخاوف، إلا أن هناك أسئلة لا تزال عالقة بشأن عشرات الحالات الأخرى التي اكتشفها واتساب".
وقالت إيطاليا، الأربعاء، إن "واتساب" أبلغها بأن الأهداف التي تم اختراقها تعيش في دول في مختلف أنحاء أوروبا؛ بما في ذلك بلجيكا واليونان ولاتفيا وليتوانيا والنمسا وقبرص والتشيك والدنمارك وألمانيا وهولندا والبرتغال وإسبانيا والسويد.