جاد شويري: كتبت ولحنت الأغنية بشكل عفوي صادق تعبيرًا عن صمود الشعب المثابر
الفلسطيني إسماعيل النمر: رغم كل شيء باقون على أرضنا نغني ونحلم ونبني مستقبلنا
تجمع لبنان وغزة علاقة وثيقة بين الفن والمقاومة، حيث يُعبّر الفنانون عن تضامنهم مع القضايا المجتمعية من خلال موسيقى تعكس واقع الحياة تحت الحصار، كوسيلة للهروب من الضغوط اليومية إضافة إلى استخدامها للتعبير عن الهوية والمقاومة ونشر رسائل السلام والحب رغم الضغوط السياسية.
وفي خطوة مختلفة قرر الفنان اللبناني جاد شويري أن يقدم ديو غنائي مع المطرب الفلسطيني إسماعيل النمر بعنوان "أرضي"، تحمل طابعًا وطنيًا قويًا، إذ تتناول عدة قصص تعكس الهوية والانتماء، وتدور حول الصمود والعودة للأرض بعد الأزمات والحروب وتبرز مشاعر الفخر والاعتزاز بالتراث.
يؤكد جاد شويري لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن فكرة الأغنية جاءته بعدما تواصل معه المطرب الفلسطيني إسماعيل النمر وطلب منه تقديم شيء مختلف لوطنه وتوثيق معاناة شعبه وصموده، إذ يقول: "عندما تواصل معي إسماعيل النمر تحمّست للغاية لأنني دائمًا أحب دعم المواهب، إضافة إلى أن العالم العربي، وبالأخص لبنان وفلسطين، يمر بأزمات سياسية كبيرة، وبالتالي هذه الأغنية ستكون بمثابة التعبير عن صمود شعبيهما وقدرتهما على المثابرة والتحمل ورغبتهما الشديدة في الحصول على أرضهما، فكتبت الأغنية ولحنتها بشكل عفوي وسريع لأنها نابعة من قلبي وصادقة وتعبّر عن كل عربي سواء كان لبنانيًا أو فلسطينيًا أو غيرهما".
بينما يقول الفلسطيني إسماعيل النمر لموقع "القاهرة الإخبارية": "إحساسي بالمسؤولية تجاه وطني دفعني للتواصل مع الفنان جاد شويري لتقديم عمل يقدم رسالة قوية عن حب الأرض والتمسك بها رغم الدمار، وأننا رغم كل شيء باقون على أرضنا نغني ونحلم ونبني مستقبلنا، وعندما تواصلت مع جاد شويري كان داعمًا ومتفهمًا بشكل كبير وقدّم لي الكثير من النصائح وساعدني في إخراج العمل بأفضل شكل رغم الظروف الصعبة، من غياب المعدات وانقطاع الكهرباء وأصوات القصف وانعدام الأمن، لكننا كنا حريصين على تقديم شيء مميز ومختلف وتغلبنا على كل هذه الصعوبات والتحديات".
معاناة الشعوب
يشير جاد شويري إلى أنه حرص من خلال كلمات "أرضي"، على أن يقدّم رسالة قوية عن الشعوب العربية، وعلى وجه الأخص الشعب الفلسطيني المثابر الذي يحلم بعودته إلى أرضه بدون حروب، إذ يقول: "الكلمات تتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني وتعبّر بشكل قوي عن الأمل في الحرية واستعادة الأرض بشكل عام، فهي تجسيد للواقع الفلسطيني وتسلط الضوء على قضايا الهوية والمقاومة، فالفن هنا تكمن أهميته عندما يستخدم كوسيلة لتقديم رسالة صادقة وتعبير حقيقي يوصل لكل شخص".
بينما يقول إسماعيل النمر: "هذه التجربة تمثل لي تحديًا وإثباتًا أن الفن يمكن أن ينبض بالحياة حتى وسط أصعب الظروف، فهذه الكلمات كانت بمثابة صوتي وصوت أهلي للعالم، وخصوصا أنني عشت بخيمة مع أسرتي لأكثر من 400 يوم بعد تدمير منزلنا، فخرجت هذه الكلمات بشكل صادق ونابع من القلب، وسعدت للغاية من ردود فعل الجمهور، فكانت مؤثرة للغاية وشعرت بالفخر والاعتزاز لأن الشعب الفلسطيني رأي أن الأغنية فيها رسالة أمل وصمود، وكانت تعليقاتهم أكبر دافع لي وتعويضًا عن كل التحديات والصعوبات التي واجهتني لخروج هذه الأغنية إلى النور".
شعب مبدع
عبّر الفلسطيني إسماعيل النمر عن حزنه الشديد لما يحدث في غزة، قائلًا:" نحن شعب يستحق الحياة بكرامة ونريد السلام والحرية، ورسالتي للعالم أن يسمع صوتنا ويدعّم حقنا في العيش بسلام وأمان، فحلمي الوحيد أن أرى شعبي يعيش حياة كريمة ومستقرة، لذا رسالتي لكل فنان أن يستخدم سلاح الفن في توصيل صوت كل فلسطيني للعالم، وإثبات أننا شعب مبدع يحب الحياة والفن، وعليهم أن يستمروا في تقديم أعمال توثق الواقع وتنشر الأمل، فصوتهم مهم وهو جزء من المقاومة الثقافية".
بينما يقول اللبناني جاد شويري: "رسالتي لشعب فلسطين المثابر هو أنكم على حق، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح مهما طالت المدة، والغرب حاليًا قبل الشرق يعلم مدى الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قِبل الكيان المحتل، وأتمنى في النهاية أن تعود الأرض لأصحابها".