"شعبنا يستحق الحرية".. بهذه الكلمات وغيرها عبر الأسرى الفلسطينيون عن أحلامهم عقب إفراج الاحتلال الإسرائيلي عنهم، مشددين على أن بالوحدة فقط ستنتصر فلسطين وستكون لها دولتها المستقبلية.
وأفرج الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل مع حركة حماس الفلسطينية، التي تضم 110 أسرى، مقابل 3 محتجزين إسرائيليين و5 عمال تايلانديين.
واستقبلت حشود غفيرة من الفلسطينيين، الأسرى المحررين في مجمع رام الله، بعد تأخير متعمد من قبل الاحتلال في إطلاق سراحهم ضمن الصفقة، التي لا تزال في المرحلة الأولى منها.
وانتشرت صور وفيديوهات للحظات درامية في أثناء التقاء الأسرى مع أسرهم، وفق ما نشرته وسائل إعلام فلسطينية محلية، منهم الأسير سامح الشوبكي، الذي كان محكومًا عليه بالسجن مدى الحياة وأمضى 22 سنة في الاعتقال.
وأكد سامح أن اليوم بالنسبة له ولادة جديدة، موجهًا الشكر لكل من وصفهم بمعاندي الاحتلال في الأمة، الذين حرروه ووفروا له ورفاقه لحظة الحرية، مشيرًا إلى أن الحرية قيمة لا تعادلها قيمة في الدنيا، ومن حقهم العيش بكرامة بعيدًا عن الآلام.
ولم يشاهد سامح ما حدث في غزة، لكن بالنسبة له كان القطاع هو من يبعث الرسائل إلى كل العالم، بينما كانت المشاعر مختلطة بالنسبة للمحرر طارق الدويك، الذي كان يقضي حكما بالسجن 17 عامًا، أمضى منهم 10 أعوام.
وأكد أنه يشعر بخليط من الفرحة والحزن على الأسرى الذين ضلوا في السجون، وفي الوقت ذاته، قال الأسير المحرر زكريا الزبيدي - أحد أبطال نفق الحرية - أن ما حدث من استقبال حافل من آلاف الفلسطينيين، يمثل بالنسبة له استفتاءً شعبيًا على المناضلين، مشددًا على أن التنين صاحب الأرض والصياد هو الغازي الذي يجب أن يرحل.
أما سعيد قمبز، الذي كان محكوم عليه بالسجن لمدة 17 عامًا، قضى منها 9 سنوات، فشدد على أن كل ما تلقونه من إهانة ومعاملة سيئة وضرب داخل السجون يهون بعد خروجه سالمًا من المعتقل، مشددًا على أن وضع السجون صعب وكل الأسرى يعانون.
وكان من بين المحررين الأسير المقدسي رشيد الرشق، الذي خطط لاغتيال الوزير الإسرائيلي بن جفير، وحُكم عليه بالسجن لمدة 13 عامًا، إذ اقتحمت شرطة الاحتلال منزله ومنع عائلته من الاحتفال بوصوله أو تصويره لحظة الإفراج عنه.
وكشفت وسائل إعلام فلسطينية عن صور تكشف آثار إصابة الأسير المحرر محمد الصباح بمرض الجرب "سكابيوس"، جراء الإهمال في سجون الاحتلال.
أيضًا، نقلت وسائل الإعلام الفلسطينية، تصريحات المفرج عنه الأسير المحرر قتيبة مسلم، الذي شدد على أنه بالوحدة فقط سينتصرون، وغزة العظيمة وشهدائها لهم تنحني الهامات، لأن بفضل جهودهم نحن نتحرر، وشعبنا العظيم ضحى.
وفي السياق ذاته، أكد الأسير المحرر علي فرج الله، أن اليوم هو أجمل يوم في حياته، الذي كان ينتظره كثيرًا، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يزال على العهد، كاشفًا عن أن رغم محاولة الاحتلال تنغيص فرحتهم، لكن أملهم كان كبيرًا.
"غزة أسطورة بالصمود ونحن باقون".. هكذا شدد الأسير المحرر أبو عاطف نوفل، عقب الإفراج عنه ضمن صفقة التبادل، لافتًا إلى أن شعب فلسطين رسم طريقه نحو الدولة والاستقلال بالنضال والعزيمة.