تتصاعد المخاوف داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية، من محاولات متعمدة لتخريب المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس، وسط تحذيرات من شخصيات إسرائيلية بارزة من تداعيات خطيرة على مصير المحتجزين في قطاع غزة.
في هذا الصدد تكشف تصريحات عدد من المسؤولين والخبراء الإسرائيليين عن حجم الانقسام العميق داخل الحكومة حول مستقبل الصفقة، في ظل ضغوط أمريكية متزايدة لإنجاحها.
تحذيرات سياسية
كشف إيهود أولمرت، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، خلال مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، عن نوايا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعرقلة استكمال صفقة استعادة المحتجزين، موضحًا أن كل ما يحدث حاليًا من تقدم في المفاوضات، يتم رغمًا عن إرادة نتنياهو وتحت ضغط مباشر من الرئيس الأمريكي.
وأضاف أن نتنياهو يسعى بشكل متعمد لخلق احتكاكات جديدة مع حركة حماس لتجنب استكمال الصفقة، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول مصير المحتجزين المتبقين في غزة.
وفي السياق ذاته، قدم إيتسيك ألروف، الخبير الاستراتيجي والمستشار الإعلامي للقناة 13 الإسرائيلية، تحليلًا مفصلًا للوضع، إذ أكد وجود خطوات منظمة تعمل على تخريب المرحلة الثانية من الصفقة لصالح استئناف الحرب، لافتًا إلى أن حماس لديها مصلحة كبيرة في تنفيذ الصفقة، حتى لو تبقى لديها عدد محدود من المحتجزين.
إخفاقات استراتيجية
في تحليل للوضع الميداني والاستراتيجي، كشف يارون أبرهام، مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية، عن فشل الحكومة في تقديم أي خطة بديلة فعالة لإطلاق سراح المحتجزين على مدار أكثر من عام.
وأكد أتيلا شومفلفي، المستشار الاستراتيجي والسياسي، في حديثه للقناة الـ12 الإسرائيلية، أن الحكومة أخفقت في تحقيق هدفها المعلن بالقضاء على حماس، مشيرًا إلى أن الحركة لا تزال القوة الوحيدة الموجودة في الميدان.
وفي تقييم ناقد للوضع، أوضحت موريا أسرف وولبيرج، مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13 الإسرائيلية، أن الإنجاز الحقيقي لحماس يتمثل في عودتها إلى شمال القطاع قبل عودة الإسرائيليين إلى منازلهم.
وأكد يوسي يهوشوع، محلل الشؤون العسكرية، استمرار سيطرة حماس على الأرض بذراعيها العسكري والسلطوي، مشيرًا إلى الفجوة الكبيرة بين تصريحات المسؤولين العسكريين والواقع على الأرض.
مخاطر مستقبلية
وحذّر اليئور ليفي، رئيس قسم الشؤون الفلسطينية في قناة كان الإسرائيلية، من المخاطر المستقبلية للوضع الحالي، إذ أكد أن إسرائيل خضعت لشروط حماس خلال المفاوضات، محذرًا من أن الأسرى المحررين قد يشكلون نواة لتحديات عسكرية مستقبلية قد تعيد المنطقة إلى نقطة البداية.
وفي ذات السياق، أشار رفيف دروكر، المحلل السياسي في القناة 13 الإسرائيلية، إلى أن الحكومة تعمل على تعطيل الصفقة وتجنب الاحتفالات الفلسطينية، موضحًا أن هذه الاستعراضات التي تجريها حركة حماس مع كل عملية تسليم للمحتجزين كانت من أهم العوامل التي ردعت المستوى السياسي الإسرائيلي عن الذهاب إلى صفقة شاملة منذ البداية.
ومن جانبه، كشف يوآف زيتون في مقال نشره موقع "يديعوت أحرونوت" عن توافق داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على حتمية استئناف القتال ضد حماس في المستقبل المنظور، خاصة بعد الرسائل التي أرادت الحركة إيصالها من خلال عروضها العسكرية أثناء عملية تحرير المحتجزين.
وأشار "زيتون" إلى أن بدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق في اليوم السادس عشر من توقيعه؛ يثير المخاوف بشأن احتمال فشل هذه المفاوضات وبقاء الجنود والمحتجزين الآخرين لدى حماس كورقة ضغط لفترة طويلة.