قال الدنماركي مورتن لوكيجارد، عضو البرلمان الأوروبي، إنَّ جرينلاند يجب أن تفكر في الانضمام مرة أخرى إلى الاتحاد الأوروبي من أجل "الحماية"، في مواجهة تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاستحواذ على الجزيرة القطبية الشمالية.
وفي حين قال "لوكيجارد"، أمس الأربعاء، إن مستقبل جرينلاند هو في نهاية المطاف أمر يقرره سكانها، إلا أنه جادل بأن الوقت حان لـ "نوع جديد من التفكير".
وقال: "نحن نعيش في عالم حيث لا يهم مدى استقلاليتك، ولكن عليك أن تكون عضوًا في تحالفات.. وفي رأيي، فإن الاتحاد الأوروبي هو أفضل تحالف يمكنك الانضمام إليه.. وهذا ينطبق على الدنمارك، وينطبق على جرينلاند"، كما نقلت عنه النسخة الأوروبية من "بوليتيكو".
وأضاف "لوكيجارد" أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يضمن لجرينلاند "الحماية"، متابعًا: "في مجتمع مشترك، أنت آمن اقتصاديًا وسياسيًا".
وكان "ترامب" قال إن السيطرة على جرينلاند "ضرورة مطلقة" للولايات المتحدة، ورفض استبعاد استخدام القوة العسكرية للاستيلاء عليها.
وأشعلت مبادرات الرئيس العائد إلى البيت الأبيض محادثات حول الأزمة في كوبنهاجن وعواصم أوروبية أخرى، حيث سافرت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن بين برلين وبروكسل وباريس، هذا الأسبوع، لحشد الدعم.
حركة استقلال
في عام 1982، صوَّتت جرينلاند، وهي منطقة دنماركية تتمتع بالحكم الذاتي، في استفتاء على الانسحاب من المجموعة الأوروبية -وهي الهيئة السابقة للاتحاد الأوروبي- وغادرت الكتلة رسميًا في عام 1985. رغم أن معظم مواطنيها، البالغ عددهم 60 ألف نسمة تقريبًا، هم من الدنماركيين، وبالتالي لا يزالون مواطنين في الاتحاد الأوروبي.
وقال لوكيجارد، الذي ينتمي إلى مجموعة التجديد في البرلمان الأوروبي، لصحيفة "بوليتيكو" من جرينلاند، التي يزورها كجزء من وفد من المجموعة الوسطية: "من الواضح أن الوضع تغير بشكل كبير منذ عام 1985.. لدينا وضع جيوسياسي مختلف تمامًا الآن".
وتشهد جرينلاند حركة استقلال قوية، إذ دعا رئيس الوزراء موتي إيجيدي إلى انفصال الجزيرة عن الدنمارك.
وقال "إيجيدي"، للصحفيين في وقت سابق من هذا الشهر: "نحن لا نريد أن نكون دنماركيين.. ولا نريد أن نكون أمريكيين.. نريد أن نكون جرينلانديين".
وزعم "لوكيجارد" أن جرينلاند "مرشح طبيعي" لعضوية الاتحاد الأوروبي، حيث تتمتع بالديمقراطية القوية ونظام الرعاية الاجتماعية.
وأضاف: "العديد من القيم التي تدافع عنها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وسكان الاتحاد الأوروبي تتوافق تمامًا مع قيم جرينلاند".
وأشار إلى أن "إحدى الفوائد غير المقصودة لتهديدات ترامب بالحرب هي أن جرينلاند يمكن أن تعيد فتح المناقشة حول ما إذا كانت تفكر في علاقات أوثق مع أوروبا"، بما في ذلك "تفاهم جديد حول مستقبل مشترك"؛ حسب تعبيره.
وتابع: "إذا كنتم تريدون تغييرًا سياسيًا، فقد يكون هذا هو الدفعة الضرورية لتشجيع سكان جرينلاند على إلقاء نظرة جديدة على ما يحدث في أوروبا".