بعد انقطاع دام خمس سنوات، أعلنت الحكومة الهندية التوصل إلى اتفاق مع الصين لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، وذلك في خطوة وصفها العديد من المراقبين بأنها مؤشر قوي على تحسّن العلاقات بين الدولتين، تزامنًا مع النمو الملحوظ للتعاون الثنائي بين الهند والصين خلال الأشهر الأخيرة.
وفي بيان صحفي، أكدت وزارة الطيران الهندية أن الرحلات الجوية المباشرة بين نيودلهي وبكين ستعود إلى الخدمة اعتبارًا من الشهر المقبل، حيث من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تسهيل السفر بين البلدين وتطوير الروابط الاقتصادية والثقافية بين الشعبين.
كانت الرحلات الجوية المباشرة توقفت في عام 2020 بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، إلا أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا إيجابيًا في الأشهر الأخيرة، مع استئناف الحوار بين القيادات السياسية وتعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار.
يأتي هذا التوجه نحو تعزيز الروابط بين الهند والصين في وقت حساس يشهد فيه العالم تغيرات اقتصادية وجيوسياسية، حيث يعد البلدان من أكبر اقتصادات العالم ويشكلان جزءًا مهمًا من محركات النمو العالمي. وتعتبر استعادة الرحلات الجوية المباشرة خطوة استراتيجية نحو تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وخاصة في قطاعات السياحة والتجارة.
فيما أشار مراقبون إلى أن هذا الاتفاق يعكس رغبة البلدين في تجاوز الخلافات السابقة، لا سيما على خلفية النزاع الحدودي المستمر بينهما. وتعتبر هذه الخطوة من بين العديد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومتان في الفترة الأخيرة لتقوية العلاقات وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وبحسب التقارير، ستتضمن الاتفاقية الجديدة تسهيلات للمسافرين، حيث سيتم تخفيض عدد الإجراءات الجمركية وزيادة عدد الرحلات بين المدن الكبرى في كلا البلدين، ما يعزّز التبادل السياحي والاقتصادي.
من جانبه، قال تشيان فنج، مدير قسم الأبحاث في معهد الاستراتيجية الوطنية بجامعة تسينجهوا لصحيفة "جلوبال تايمز" الصينية اليوم الاثنين، إن العلاقات بين بكين ونيودلهي استقرت أخيرًا وبدأت في الدفء تدريجيًا، مضيفًا أن تصريحات الدبلوماسيين من كلا الجانبين تُظهر استعدادهما لتعزيز العلاقات الثنائية للعودة إلى مسار التنمية الصحية في وقت مبكر.