الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المكسيك و دينالي.. "تأميم الأسماء"في عهد ترامب يثير جدلا دوليا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخليًا وخارجيًا، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية، التي تضمنت إعادة تسمية خليج المكسيك ليصبح "خليج أمريكا"، وجبل دينالي في ألاسكا ليعود إلى اسمه القديم "جبل ماكينلي". 

ويعني الأمر التنفيذي أن جميع الإشارات الحكومية إلى المنطقة ستشير إليها باسم خليج أمريكا، مع إزالة اسم خليج المكسيك من نظام معلومات الأسماء الجغرافية الأمريكي. في حين جاءت هذه القرارات كجزء من حملة ترامب لتعزيز الهوية الوطنية الأمريكية، ما فتح الباب أمام نقاشات مستفيضة حول السياسة والجغرافيا في آنٍ واحد.

"خليج أمريكا"

 وفقًا لما أشارت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أعلن ترامب، من خلال أمر تنفيذي بعنوان "استعادة أسماء تكرّم عظمة أمريكا"، تغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا"، مبررًا قراره بأن هذا الخليج، الذي يُعد موردًا استراتيجيًا لاحتياطيات النفط والغاز الطبيعي، يعكس الدور الاقتصادي الحيوي الذي يلعبه في دعم الاقتصاد الأمريكي.
وأكد الرئيس الأمريكي، وفقًا للصحيفة، أن الاسم الجديد يعكس التراث الأمريكي و"بطولة الشعب الأمريكي".
وعلى الفور دخل القرار حيز التنفيذ، وبدأ خفر السواحل الأمريكي باستخدام الاسم الجديد في بياناته الرسمية، ما يعكس جدية الإدارة في تنفيذ القرار.
على الرغم من ذلك، لم تحظَ هذه الخطوة بتأييد عالمي، إذ أكدت المكسيك على لسان الرئيسة كلوديا شينباوم رفضها لهذا التغيير، مشيرة إلى أن "الخليج سيظل يُعرف بخليج المكسيك لدى بقية دول العالم".
ومزحت قائلة إنه عندما يمضي ترامب قدمًا في تغيير الاسم، فإن بلادها ستعيد تسمية أمريكا الشمالية بـ"أمريكا المكسيكية".

خريطة خليج المكسيك
جبل دينالي


لم تقتصر أوامر ترامب على الخليج فقط، بل شملت أيضًا إعادة تسمية جبل دينالي في ألاسكا إلى اسمه السابق "جبل ماكينلي"، إذ إن الجبل، الذي يُعتبر الأعلى في أمريكا الشمالية، عُرف بهذا الاسم تكريمًا للرئيس الأمريكي الراحل ويليام ماكينلي.
إلا أن الاسم "دينالي" كان معتمدًا رسميًا منذ عام 2015 بناءً على أوامر الرئيس السابق باراك أوباما.
وأشار ترامب، وفقًا لصحيفة نيوزويك، إلى أن إعادة التسمية تأتي في إطار تعزيز القيم الوطنية والاحتفاء بتاريخ البلاد؛ مما أثار انتقادات واسعة من السكان الأصليين في ألاسكا، الذين يرون في اسم "دينالي" ارتباطًا عميقًا بتراثهم الثقافي.

أبعاد سياسية وثقافية


تسمية المعالم الجغرافية ليست مجرد قرار إداري بسيط، بل ترتبط بشكل وثيق بالهوية الوطنية والسياسة الدولية، إذ إنه وفقًا لصحيفة ذا تليجراف البريطانية، فإن تغيير أسماء معالم جغرافية يمكن أن يُعدّ أداة لتعزيز النفوذ الوطني، لكنه أيضًا قد يفتح بابًا للنزاعات الدبلوماسية.
فعلى سبيل المثال، أثار تغيير اسم الخليج انتقادات من دول أخرى، مثل المكسيك، التي ترى أن القرار يتجاهل حقائق تاريخية وثقافية عريقة، كما أن دولًا مثل بريطانيا أعلنت أنها ستستمر في استخدام الاسم "خليج المكسيك" في وثائقها الرسمية، ما يعكس عدم الاعتراف الدولي بالتسمية الجديدة، بحسب ما أشارت صحيفة ذا إندبندنت البريطانية.

هل تُقبل هذه التغييرات؟


على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها إدارة ترامب لتنفيذ هذه القرارات، إلا أن التحديات التي تواجهها على المستوى المحلي والدولي، قد تعيق انتشار الأسماء الجديدة، إذ إن تطبيقات الخرائط مثل Google وApple لم تُجرِ أي تغييرات بعد، مما يطرح تساؤلات حول مدى التزام الجهات الفاعلة بتنفيذ هذه الأوامر، وفقا لما أشارت صحيفة ذا هيل.