الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تجاهل صوت الشارع.. عودة ترامب "درس واقعي" لليسار الفرنسي

  • مشاركة :
post-title
تنصيب دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أثارت عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت نقاشًا واسعًا حول انعكاسات هذه العودة السياسية خاصة في فرنسا، وتناولت صحيفة "إكسبريس" الفرنسية الموضوع من زاوية نقد الذات لليسار الفرنسي، وسلطت الضوء على أوجه التشابه مع أخطاء اليسار الأمريكي التي ساهمت في صعود ترامب، وما يتوجب على نظيره الفرنسي مراجعة خطابه وأساليبه لتجنب مصير مشابه

تجربة ترامب

أشارت "إكسبريس" إلى أن المخرج الأمريكي كلينت إيستوود صرّح في 2016 بأن دعمه لترامب لم يكن بسبب إعجابه بسياساته، بل ردَّ فعل على محاولات الديمقراطيين فرض آرائهم على الآخرين، ووفقًا للصحيفة، فإن هذا الشعور بالإرهاق من التوجيه الأخلاقي والسياسي لعب دورًا كبيرًا في إعادة انتخاب ترامب عام 2024.

واستطردت الصحيفة بالإشارة إلى أن اليسار الفرنسي، كما نظيره الأمريكي، أصبح منشغلًا بإعطاء دروس أخلاقية بدلًا من الاهتمام بمشكلات المواطنين الحقيقية، فمِن التغير المناخي إلى قضايا الهوية، يركز الخطاب اليساري على قضايا تُطرح بأسلوب وصائي يتجاهل أولويات الشارع، وهذا النهج خلق فجوة بين الطبقة السياسية والجمهور، وتجعل المواطنين يشعرون بأنهم يُحكمون من قبل نخب بعيدة عن واقعهم.

وسلط تحليل "إكسبريس" الضوء على اتساع فجوة الثقة بين النخب الفرنسية والجمهور، إذ لم يعد الفرنسيون يثقون بالطبقة السياسية التي تُظهر نفسها كمعلم أخلاقي، متجاهلة احتياجاتهم اليومية.

كما أن المواطن الفرنسي العادي يشعر بالضيق من التدخل في حياته، سواء من خلال تقييد خياراته تحت مسمى الحفاظ على البيئة أو فرض سياسات ضريبية صارمة على الطبقات المتوسطة والعاملة.

هذا الوضع، بحسب الصحيفة، أدى إلى ظاهرة جديدة، وهي لجوء المواطنين إلى وسائل إعلام بديلة وحتى إلى شخصيات مثيرة للجدل كوسيلة للتعبير عن رفضهم للواقع المفروض عليهم.

أوضحت الصحيفة أن هذا الإحباط ليس مقتصرًا على فرنسا، بل يعكس توجهًا أوسع في الديمقراطيات الغربية، حيث يشعر المواطنون بأنهم محرومون من حرية اتخاذ القرارات.

خطر تكرار أخطاء الماضي

تختتم "إكسبريس" بالإشارة إلى أن اليسار الفرنسي يواجه خيارين، وهما إما الاستمرار في تجاهل صوت الشارع، أو مواجهة أخطائه والعمل على استعادة الثقة، في حين أن التجربة الأمريكية تظهر أن التمسك بالخطاب الوعظي والتعالي على المواطن يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، بما في ذلك صعود الحركات اليمينية.

وحذرت الصحيفة من أن التغيير ليس ترفًا بل ضرورة سياسية، إذا استمر اليسار الفرنسي في نهجه الحالي، فقد يجد نفسه معزولاً عن الناخبين، ما يفسح المجال لتيارات سياسية أكثر تطرفًا.