مع بدء تنفيذ تغييرات رئيسية في الإدارة الأمريكية منذ اليوم الأول من ولايته، لم ينس الرئيس دونالد ترامب وعيده بشأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، الذي كان ترامب هدفًا له حتى إعلان فوزه بدورة رئاسية أخرى، وأخيرة، وفقًا للدستور الأمريكي.
ولأنه وعد بإحداث تغيير جذري في أهم وكالات إنفاذ القانون الأمريكية شملت حملة ترامب على مكتب التحقيقات إعادة هيكلة للمناصب القيادية العليا؛ والتي بدأت بعد إعلان المدير السابق للمكتب، كريستوفر راي، الذي عينه ترامب خلال فترته الأولى، عن استقالته الشهر الماضي.
وبالمثل، قدّم المدير المؤقت بول أبوت استقالته قبل ساعات من تنصيب الرئيس العائد.
ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، التي نقلت عمن وصفته بـ "مصدر مطلع"، تمت إعادة تعيين رئيس مكتب الشؤون الدولية بوزارة العدل، بروس شوارتز، إلى جانب نحو 20 موظفًا آخرين.
كما أعلن البيت الأبيض، الاثنين عن تعيين بريان دريسكول مديرًا مؤقتًا للمكتب حتى تأكيد مجلس الشيوخ تعيين كاشياب "كاش" باتيل مديرًا جديدًا للمكتب.
استعادة المساءلة
ولفت تقرير لموقع قناة "فوكس نيوز" -الحليفة للرئيس ترامب- إلى أنه "على مدار ولاية الرئيس السابق جو بايدن، واجه مكتب التحقيقات الفيدرالي سلسلة من الفضائح التي دفعت ترامب للتعهد باستئصال الفساد داخل المكتب ووزارة العدل".
وفي تعليقها على استقالة أبوت، وصفت العميلة السابقة في المكتب الفيدرالي، ومساهمة قناة "فوكس نيوز"، نيكول باركر، استقالة راي بأنها "فكرة جيدة".
وقالت: "كان من الواضح أن أيامه في المنصب معدودة. لقد كان معروفًا على نطاق واسع أنه شارك في دفع الغارة على مارالاجو -في إشارة إلى اقتحام العملاء الفيدراليين منتجع الرئيس ترامب- وكذلك في التعامل مع قضايا 6 يناير بشكل مكثف داخل المكتب".
وأضافت: "أعتقد أنه أدرك أن مغادرته بمحض إرادته قبل أن يتم إقالته مع وصول ترامب كانت الأفضل له، وأرى أنها كانت خطوة ذكية".
في اليوم الأول لإدارته الجديدة؛ وقّع ترامب مذكرة بعنوان "استعادة المساءلة للمديرين التنفيذيين الحكوميين"، أكد فيها أن الموظفين الفيدراليين يمكن فصلهم من العمل.
وتشجيعًا لهذا، قالت باركر: "لقد أتيت من القطاع الخاص قبل انضمامي إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وكان هناك فرق واضح. في القطاع الخاص، إذا لم تقم بعملك، بالطبع سيتم فصلك. ولكن في الحكومة الفيدرالية، كان هناك شعور بأننا لا يمكن المساس بنا".
وأردفت: "أعتقد حقًا أن هذه الأيام قد ولت. أنت تعمل من أجل دافعي الضرائب الأمريكيين، وأموالهم يجب أن تُستخدم بكفاءة. وإذا لم تقم بعملك، يجب أن تتم إزاحتك من المنصب. وأعتقد أن هناك أشخاصًا قد لا يوافقون على خطط ترامب، وسيختارون المغادرة بأنفسهم".
رئيس مؤقت
في الوقت الحالي، يقود دريسكول المكتب بينما يتهيأ باتيل لتأكيد تعيينه من قبل مجلس الشيوخ، حيث من المقرر أن تبدأ جلسة الاستماع لتأكيد تعيينه كرئيس لمكتب التحقيقات الفيدرالي يوم الأربعاء 29 يناير.
وقبل انضمامه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، عمل دريسكول كعميل خاص في مكتب التحقيقات الجنائية البحرية. ويحمل شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة "فيلانوفا"، ودرجة الماجستير في السياسات العامة والعلاقات الدولية من جامعة "بيبرداين".
ووفقًا لبيان صدر عن البيت الأبيض، انضم دريسكول إلى المكتب في عام 2007، وعمل مؤخرًا كرئيس المكتب الميداني في نيوارك. كما شغل سابقًا منصب قائد فريق الإنقاذ التابع للمكتب (HRT) ورئيس قسم العمليات التكتيكية بمجموعة الاستجابة للحوادث الحرجة (CIRG).