دور خطير تلعبه أجهزة الاستخبارات الغربية في الديناميات السياسية والعسكرية الراهنة للحرب الروسية الأوكرانية، ربما برزت على نحو وقائي مبكر بالتنبؤ لهذه الحرب، وتهيئة الرأي العام العالمي قبل نشوبها فبراير الماضي، عقب تصدير أفكار لوسائل الإعلام حول الحرب المحتملة في أوكرانيا من خلال رصد الحشد العسكري الروسي على حدود كييف.
وحول كيفية تغيير الحرب في أوكرانيا من مفاهيم الحروب التقليدية، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية من القاهرة، إن فكرة الحرب العسكرية الخالصة لم تعد موجودة وإن هناك ما يسمي بالحروب الهجينة التي تتداخل فيها أدوات أخرى غير الأدوات العسكرية المباشرة.
وأضافت في مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن الأداة العسكرية المباشرة حاضرة بقوة، ولكن هناك أبعاد أخرى لا يمكن التقليل من أهميتها ولا تقل عن البعد العسكري، منها البعد السيبراني وهو يسهل كثيرا من العمليات العسكرية ومنها أيضا البعد الاقتصادي وأن كل العقوبات التي تفرض على روسيا الهدف منها المساعدة في الضغط عليها وعدم تمكينها من التوظيف الأمثل للأداة العسكرية بشكل أو بآخر.
وأشارت إلى أن البعد المعلوماتي حاضر وبصورة كبيرة، وأن ما لا يقل عن 70 قمرًا صناعيًا للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يخدمون العملية العسكرية ويدعمون بشكل مباشر أوكرانيا، ولولا هذا الدعم المعلوماتي ما كان لها أن توجه بعض الضربات وإن كانت محدودة حتى اللحظة، ولكنها موجعة بالنسبة لروسيا.
ومن جانبه قال الدكتور بيير لوي ريمون، أستاذ العلاقات الدولية من باريس، إن صورة الحرب أصبحت متغيرة بشكل كبير عن صورتها التقليدية، وأن وجود العنصر التكنولوجي غير المشهد، لافتا إلى أن أوكرانيا لا تستطيع وحدها الصمود أمام الدب الروسي.
وتابع في مداخلة له على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن روسيا قوة عسكرية عظمى ولا يزال أمامها القدرة على الصمود في هذه الحرب بدليل أن الجيش الروسي رغم الصعوبات التي يواجهها فاجأ الجميع بإطالة أمد الحرب إلى أجل غير مسمى.
وأشار إلى أن التكنولوجيا المتطورة تقف إلى الجانب الأوكراني وليس إلى الروسي، لافتًا إلى أن هناك حربًا ثلاثية الأبعاد، حرب عسكرية بسلاح تقليدي وحرب سيبرانية مع تطور التكنولوجيات الحاسوبية المتطورة، وحرب على مستوى الاستخباراتي.